محليات

الحسكة.. اختيار الشخص المناسب والبحث عن تمويل ذاتي لتطوير عمل مجالس الإدارة المحلية

رؤى وأفكار مختلفة عبر عنها أهالي محافظة الحسكة حول أهمية تطوير آلية عمل مجالس الإدارة المحلية ودورها في مرحلة إعادة الإعمار وتقديم الخدمات للمواطنين.

مصادر في الحسكة أجرت استطلاع آراء ابناء المحافظة حول نقطتين أساسيتين أولهما الاختيار الصحيح للشخص المناسب والثانية تأمين موارد مالية ذاتية لتمويل إقامة مشاريع خدمية جديدة وصيانة القائم منها كما تضمن استمرار دفع الرواتب والتعويضات المالية للعاملين في هذه المجالس.

وبعد ثماني سنوات من الحرب على الإرهاب وتعرض جزء كبير من المرافق الخدمية في محافظة الحسكة للدمار والسرقة على يد المجموعات الإرهابية المسلحة قبل اندحارها فإن انتخابات مجالس الإدارة المحلية التي ستجرى خلال شهر أيلول القادم وما ينتج عنها ستكون أحد أهم أسس مرحلة البناء والتعمير التي تتطلب جهودا استثنائية وعملا متواصلا للنهوض بواقع المجالس المحلية وما تقدمه من خدمات مختلفة للمواطنين.

وخلال الاستطلاع لآراء عدد من أبناء المحافظة حول أهمية انتخابات مجالس الإدارة المحلية وسبل النهوض بواقع هذه المجالس وتفعيل دورها بالشكل المطلوب يوضح الباحث والأديب ابراهيم خلف أنه تقع على عاتق جميع أبناء المحافظة مسؤولية اختيار الشخص المناسب وهذا الأمر يتطلب ثقافة جمعية تضع نصب أعينها مصلحة الوطن والمواطن قبل أي اعتبار آخر مع أهمية التركيز على اختيار الشخصية الفاعلة ذات الخبرة والنزاهة والسمعة الطيبة والقدرة على تحمل المسؤولية والقرب من المواطن.

وفيما يتعلق بآلية تطوير عمل مجالس الإدارة المحلية يرى خلف أن قانون مجالس الإدارة المحلية المعمول به حاليا أعطى صلاحيات واسعة للمجالس في مجال الاستثمار وتقديم الخدمات وعليه لا بد من امتلاك المعرفة القانونية في الصلاحيات الممنوحة وإقامة مشاريع استثمارية تؤمن ريعا ماليا حقيقيا ومستمرا لها لكن ليس بالبيع والتخصيص والإيجار وذلك بعد دراسة الجدوى الاقتصادية من إقامتها على يد خبراء متخصصين.

ويشير عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة الحسكة الأسبق سمير الباشا إلى أن نجاح عمل مجالس الإدارة المحلية القادم مرتبط بعدة مقومات أهمها الابتعاد عن المحسوبيات في اختيار الأشخاص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب إضافة إلى منح هذه المجالس صلاحيات أوسع وتأمين احتياجاتها من قبل الجهات المعنية لكي تقوم بالدور المطلوب منها خلال المرحلة القادمة مع التركيز على أهمية إقامة مشاريع استثمارية ربحية يعود ريعها للمجالس بحيث تؤمن رواتب العاملين فيها وبالوقت ذاته تقام مشاريع خدمية للمواطنين.

عضو مجلس مدينة الحسكة السابق عبد الرحمن السيد يرى أن المحافظة بحاجة إلى أشخاص لديهم رؤى خلاقة للنهوض بواقع مجالس المدن والبلدات والبلديات قادرين على المبادرة والنهوض بها لمواكبة مسيرة الإعمار والبناء بعد كل السنوات الصعبة التي مرت عليها نتيجة الحرب وخروج بعضها عن الخدمة وفي الوقت ذاته وضع المؤهل العلمي والخبرة والنزاهة والسمعة الطيبة كمعيار أساسي لاختيار من سيمثل أبناء المحافظة في مفاصل عمل مجالس الإدارة المحلية.

ولفت السيد إلى ضرورة اعتماد المجالس على نفسها في المجال المالي من خلال إقامة مشاريع خدمية جديدة أو تطوير القائم والاستفادة مما تملكه من أراض كإقامة ضواح سكنية وعرضها على الاكتتاب العام فهي ستؤمن بذلك فرص عمل للشباب والمنازل للمواطنين وهامش ربح للمجالس إضافة إلى التوسع في إنشاء الأسواق والمحال التجارية وبناء الفنادق واستثمارها مبينا أهمية التوسع في المخططات التنظيمية وإحداث بلديات جديدة تخدم أهالي ريف المحافظة ولا سيما في تجمعات القرى الكبيرة.