ثقافة وفن

الفنان ريبال الهادي للبعث ميديا: أطمح أن يبقى صوتي صوت الناس ونبض الشارع

الفنان السوري ريبال الهادي من الأصوات السورية الهامة والمتميزة، استطاع خلال سنوات قليلة ومنذ البدايات، أن يبنى لذاته الفنية تلك الخصوصية وتلك البصمة التي لاتنسى، لم يذهب كما ذهب الكثير من أبناء جيله لبعض الأغاني العادية والمكررة لتجارب الآخرين، بل حفر عميقا في الأصل والمعنى فكانت أغانيه ملتزمة وجادة وغير مبتذلة، وذات نكهة خاصة لاتنسى، بدأ منذ العام 2005 مع الأغاني الوطنية والأغاني الملتزمة (جبار ودمشق الصبية وشمس الدني وشام) وغيرها. مؤسس لمجموعة (شمس) للأغنية الوطنية في الحرب أثبت موقفه الوطني والنبيل الذي لاينسى، علامته الفارقة التزامه بأغانيه الإنسانية والوطنية. قدم الكثير من الأغاني الفردية والجماعية (الاوبريت)، ولحن لعدد كبير من الفنانين، وأهدى بلدنا سورية أيقونات فنية لاتنسى أبدا.البعث ميديا التقته، وكان هذا الحوار مع الفنان ريبال الهادي :

  • كانت بداياتك المبكرة مع الآلات الموسيقية، بعد ذلك ما هي أهم المحطات التي كونت شخصيتك الفنية كمطرب وملحن؟

نعم بدأت كعازف على آلة العود، وبعدها على عدد من الآلات الموسيقية. شخصيتي الفنية انصقلت أكثر بعد تجربتي مع التلحين، عملت في أستوديو موسيقي متكامل، فيه لحنت ووزعت موسيقى لعدد من الفنانين السوريين وبنفس الوقت كنت جهز أغاني ألي أنا وأضعهم على الرف.

  • مع بداية الحرب قدمت أغنيتك: (هذا جيش الوطن) التي كانت من بواكير أغاني الحرب، فيما بعد تابعت رحلتك مع هذا المناخ الغنائي الذي شحذ الهمم ومنح الأمل.مع نهاية الحرب ماذا ستقدم؟

بصراحة قبل أغنية جيش الوطن، كان هناك مجموعه من الأعمال الوطنية المهمة عند الناس، منها على سبيل المثال أوبريت (جبار جبار) ودمشق الصبية وشمس الدني الخ. من الحاني ومشاركه نجوم سوريين. مع قدوم الحرب الملعونة والجائرة والظالمة والقاسية، أتت أغنيتي هذا جيش الوطن وبعدها، أغنية (رشوا الورد ورشوا الرز) و(وياريتني جندي) والعديد من الأغاني والأعمال الوجدانية التي تحاكي واقعنا اليومي، وتتكلم عن الحرب ومآسيها وكوارثها وأحزانها. تجسد ذلك بألبومي الأخير في السنة الماضية. ومعظم أغانيه مصوره كليب وعرضت على القنوات السورية، وأنا مستمر وملتزم برسالتي الفنية تجاه قضايا وطني وناس بلدي. فقدمت عملين غنائيين نقديين : (شو ما كان منصبك) و(كل مالا الحبلة بتضييق).

  • إلى أي حد ساهمت الأغنية الجادة والملتزمة في الوقوف إلى جانب البندقية في جبهات الحرب ؟

كان للأغنية الملتزمة تلك المساحة الهامة من الالتزام مع البندقية، لأن الكلمة الصادقة والهادفة، واللحن المتميز لهم وقع خاص بكل حروب العالم والأمثلة كثيرة على ذلك لفنانين كبار على سبيل المثال (عبد الحليم حافظ وأم كلثوم) أثناء العدوان الثلاثي على مصر. ولا ننسى أغاني السيدة فيروز عن أجراس العودة، (وخبطت قدمكن ع الأرض)..الخ. والأمثلة كثيرة على ذلك. كما كان للكلمة واللحن والأغنية دورها الفاعل والفعال في انتصارات جيشنا الغالي الجيش العربي السوري، البواسل قديسينا على الأرض.

  • أنت ضد منح الألقاب المجانية (لمغنين جدد)، في زمن صباح فخري وجورج وسوف وميادة الحناوي، وغيرهم. قلت هذا في حوار إذاعي، اجري معك، مارأيك؟

(هذا السؤال أحببته)، لكل زمان له خصوصيته تلك الأسماء التي تحدثنا عنها، هم نجوم متميزون ولهم ذاك الوقع الخاص في الشارع العربي، وهم نجوم حقيقيون.اليوم اختلف أسلوب تقديم الكلمة واللحن والتوزيع وأصبحنا بعصر آخر مختلف بالشكل والمضمون والمفهوم أنا لست ضد الألقاب بشكل جازم. (بس ماتكون ألقاب مجانية) وفي النهاية لايصح إلا الصحيح وأنا برأيي الشخصي في بعض الناس حرام تغني وتمنح حالها ألقاب كبيرة أكبر من حجمها. للأسف لقد ساهمت بعض الوسائل الحديثة بطرح الكثير من الأغاني المبتذلة، التي تلوث السمع والذوق وتسيء للفن.

  • ذات حوار تحدثت فيه عن قلة الوفاء، وعن نكران الجميل من كثير من المطربين الذين وقفت إلى جانبهم. ماتعليقك؟

في الحقيقة ومن خلال تجربتي الفنية والحياتية، وجدت أن الوفاء حالة نادرة عند الكثير من المطربين وهو أمر مؤسف جدا، يبدو أن المسألة عند الكثير منهم هي حالة (مصلحة مجرد مصلحة) ومع انتهائها تنتهي الحالة وتتوقف. سأسوق لك المثال التالي، بعد انتهاء أوبريت (جبار) ارتفعت الأصوات من بعض المشاركين فيه،كل واحد بينهم يقول: أنا لي الفضل بنجاح العمل، (ونسيوا الغوالي أنو الكلمة واللحن والتوزيع أهم من أصواتهم)، وتواترت الأحداث بكثير من الأعمال وأوصلني إلى حد يقارب الكراهية من الأعمال الجماعية.

  • ماذا تخبئ لنا في قادمات الأيام؟

هناك أغنيه للنصر أعمل عليها حاليا، وأعمال أخرى لها علاقة بنبض شارعنا السوري.

  • إلى أي عالم يطمح الفنان ريبال الهادي؟

لا اطمح إلى النجومية، أطمح أن يبقى صوتي صوت الشارع ونبض الناس. وان تتكرس هذه الحالة عند الكثير من الفنانين،لأنو شعبنا المقاوم يستحق أن نغنى معاناته كما غنينا أفراحه.

 

البعث ميديا || خاص – حاوره : أحمد عساف.