ثقافة وفن

دراسة حول تأهيل البيوت القديمة ضمن إصدارات هيئة الكتاب

دراسة “التراث المعماري من التوثيق إلى التأهيل” إصدار جديد تقدمه الهيئة العامة السورية للكتاب لقرائها مستعرضة خلاله منزل سعيد الأطرش في قرية ذيبين أنموذجا للحفاظ على التراث المعماري في محافظة السويداء التي تضم الكثير من المباني التراثية ضمن نسج عمرانية قديمة يمكن إعادة تأهيلها لتؤدي وظائف ثقافية واجتماعية واقتصادية.

وبينت الدراسة للمهندسة أمل زين الدين أهمية الدار بما تحمله من قيم تاريخية واجتماعية وسياسية مهمة وتأريخها لمرحلة زمنية مهمة في تاريخ المحافظة من جهة، ولكونها تشكل أنموذجا لبيوت شيوخ القرى يمكن التعرف من خلاله على طراز الحياة وطبيعتها في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من جهة أخرى، مشيرة إلى أن باني الدار سعيد الأطرش كان شيخ قرية ذيبين وأحد أبناء اسماعيل الأطرش مؤسس حكم العائلة التي حكمت المنطقة محل آل الحمدان عام 1869.

وراعت الدراسة الجانب النظري والعملي للدار من جهة المراجع والوثائق التاريخية القديمة عن كل ما يخصها والبلدة التي تحتضنها تاريخيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا وجميع الأعمال التي تمت ضمن الموقع من رفع طبوغرافي ورسم توثيقي هندسي ودراسة المواد والحالة الصحية وتصوير فوتوغرافي للواجهات الداخلية والخارجية والتفاصيل المعمارية المهمة والمشاكل الانشائية وتحديد أماكن التدخل الإسعافي والطارئ واقتراح الحلول المناسبة.

ونظرا لضخامة الدراسة ولكثرة التفاصيل فيها تم عرضها في خمسة فصول بهدف عرضها كنموذج لترميم وإعادة تأهيل موقع تاريخي ومثال يبين قدرة التراث المعماري والعمراني على التطور ومحاكاة العصر.

الفصل الأول مدخل تاريخي يشرح تاريخ المنطقة والبلدة والأحداث التاريخية والسياسية والاجتماعية التي مرت على الموقع والتي استطاعت من خلاله الباحثة تقييم الدار تاريخيا واجتماعيا وسياسيا في حين وثق الفصل الثاني الوضع الراهن للدار ومواد البناء والحالة الصحية والحالة الستاتيكية وهي فرع من الميكانيك يبحث في توازن القوى كما درس التطور التاريخي للمبنى من خلال المخططات والصور الفوتوغرافية.

وشرح الفصل الثالث اعمال الترميم والتدعيم بشكل مفصل كذلك من خلال المخططات والصور والشروحات الهندسية وتطرق الفصل الرابع بشكل مفصل لأعمال إعادة التأهيل المقترحة ونظرا لضخامة الدار واتساع قاعاتها اقترحت الدراسة تاهيلها كمتحف تاريخي تعرض فيه الوثائق التاريخية الخاصة بالمنطقة.

واستعرض الفصل الخامس الأمثلة المحلية لعدد من مواقع التراث المعماري المنتشرة في محافظة السويداء التي يمكن ترميمها وإعادة تأهيلها وتوظيفها وامثلة لمواقع تاريخية عالمية.

واختتمت الدراسة التي جاءت باللغتين العربية والانكليزية وعبر ما يقارب 215 صفحة من القطع المتوسط بملاحق عرضت مخططات الوضع الراهن والحالة الصحية ومخططات الترميم وإعادة تأهيل الدار.

يذكر أن أمل زين الدين مهندسة معمارية تعمل في المديرية العامة للآثار والمتاحف دائرة آثار السويداء وهي عضو مشارك في العديد من البعثات الأثرية وأشرفت على أعمال ترميم مواقع عدة في السويداء بالإضافة إلى مشاركتها في إعداد الدراسات العلمية للحفاظ على مواقع التراث في السويداء.