ثقافة وفن

كيف يعود الجمهور إلى منتديات الأدب وأمسيات الشعر؟

هل طغت المادة على الروح في زمن يفكر فيه الناس بالرغيف قبل القصيدة فتراجع جمهور منتديات الأدب وأمسيات الشعر حيث أصبح الأدباء والشعراء يلقون عصارة أفكارهم على المنابر لحضور لا يتعدى أصابع اليد الواحدة في بعض الأحيان.

سبل إعادة الجمهور إلى قاعات الأدب والشعر والثقافة سؤال توجهت به سانا الثقافية إلى عدد من المثقفين حيث نفى الشاعر عمار مرهج أن يكون الشاعر والجمهور أو طغيان المادة أسباب تراجع حضور الفعاليات الأدبية بدليل كثافة جمهور العروض الراقصة والحفلات الفنية فالسبب برأيه يعود “إلى سوء التسويق من قبل الجهات الثقافية والأهلية والمجتمعية الخدمية للشعر”، معتبرا أن الحل الأمثل استهداف طلاب المدارس والجامعات في حضور الأمسيات الشعرية وتنمية الذائقة الأدبية لهم.

ويؤكد مرهج على وجوب تضافر الجهود إعلامياً وحكومياً وجماهيرياً لعدم إفساح المجال لمدعي الأدب والمواهب الضعيفة بالانتشار والتمدد ولا سيما مع التأثير السلبي للتكنولوجيا والتسويق لهؤلاء.

الشاعر طراد طه رأى أن الحل الأمثل لإعادة الثقافة إلى مكانتها والشعر إلى أوجه هو إقامة المنتديات والروابط الأدبية وتنمية الوعي الأدبي والثقافي والأخلاقي بين جمهور الأدب، مشيرا إلى أنه من واجب المؤسسات زيادة المكافآت التي تحددها للشعراء لقاء مشاركتهم في الأمسيات.

أما جمهور الشعر بحسب طه فهو موجود ومحب للشعر ولكن هموم الحياة خاصة في هذه الظروف الصعبة طغت على الحاجة للثقافة، معتبرا في الوقت نفسه أن التكنولوجيا كان لها دور ايجابي في ظهور العديد من الشعراء ونشر إبداعهم بعد أن كان حكرا على الصحف والمجلات.

القاص والروائي نبيه الحسن مؤسس ملتقى الثلاثاء الأدبي في حمص دعا الأدباء إلى عدم إلقاء اللوم دوما على المؤسسات الثقافية والجلوس مكتوفي الأيدي، فأن يشعل المرء شمعة خير من أن يلعن الظلام، مشيرا إلى تأسيسه لملتقى ادبي استطاع استقطاب الجمهور الأدبي في محافظة حمص ليتطور وتصبح له نشاطات في المحافظات كافة وبحضور جمهور واسع من المثقفين والمهتمين بالأدب والثقافة.

ويرى الحسن أن هذه الملتقيات والمنتديات والروابط الأدبية هي الحل الأمثل لإحياء الحالة الثقافية وإعادة الأدب والقصة والشعر إلى المكانة اللائقة بهم، لافتا إلى أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين يمكن استثماره في نشر الوعي بالثقافة وإحياء المشهد الأدبي.

الشاعر عبد الوهاب محمد أوضح أن معضلة الجمهور الأدبي متشعبة جدا يدخل فيها الأديب والجمهور والمكان والواقع الاجتماعي، لافتا إلى قلة عدد من يشجع على حضور الفعاليات الأدبية في الأسرة والمجتمع والمؤسسات الرسمية.

وأضاف محمد: “الشاعر الضعيف ربما يجد جمهورا ولكن الكلمة الجيدة هي التي تبقى في النهاية والحل يحتاج إلى خطة شاملة تكون فيها المؤسسات الرسمية فاعلا جيدا عبر تشجيع الطلبة على حضور النشاطات وتجاوز الآثار السلبية للتكنولوجيا”.

رباب أحمد مديرة المركز الثقافي في أبو رمانة أوضحت أن الأمسيات الشعرية والقصصية في المركز أغلبها لشعراء متوافقين على رأي ورؤى واحدة يرافقهم أديب أو ناقد يضيء على تجاربهم ما يضمن حضور أكبر عدد من الجمهور.. وفي حالات نادرة يستضيف المركز شاعرا أو قاصا واحدا شرط أن يكون على سوية عالية، ومن الأقلام المعروفة والمؤثرة مع الاعتناء بالإعلان المسبق ودعوة وسائل الإعلام لتغطية الفعاليات.

وفي هذا الصدد تؤكد أحمد أهمية تعاون الشعراء والمبدعين لإقامة روابط ومنتديات تجمعهم ما يكفي لتمتلئ الصالات و المنتديات.