دولي

لهذه الأسباب إيران ترفض التفاوض؟!

حينما يكون التفاوض مع طرف غير موثوق به تدرك الأطراف المتفاوضة أن هذا التفاوض مآله الفشل، فمهما طال أمد هذا الاتفاق، ومهما كانت الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل التوصل لاتفاق يضمن أمن وسلام المنطقة بعيداً عن سياسة التصعيد، سيُفشل الطرف الآخر كل ذلك بقرار متهور أو بتصريح غير مسؤول أو بانسحاب جائر.

هذا ما يبرر إعلان إيران عدم جاهزيتها للتفاوض مع الولايات المتحدة، ويبرر أيضاً تخفيضها بعض التزاماتها في الاتفاق النووي.

الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أكثر من مرة جاهزية إيران للتفاوض وأن العالم بأسره أقر بأن إيران قادرة على التفاوض والاتفاق مع القوى الست الكبرى، لكن ادعاءات والتهديدات التي يطلقها الطرف الأمريكي، وعدم وفاء الدول بالتزاماتها تجاه إيران هي من تفشل هذه المفاوضات.

وكانت إيران وقبل خروج الولايات المتحدة من الاتفاق، تلقت وعوداً شفهية من الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي بأنها سوف تواجه أي تصرف متهور من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإفشال الاتفاق النووي، كما وعدت هذه الدول بالتعاون مع إيران للتغلب على العقوبات الأميركية المحتملة.

وبعد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، طلب الأوروبيون من إيران البقاء في هذا الاتفاق والاستمرار في تنفيذ تعهداتها مقابل اعتماد الدول الأوروبية “الآلية المالية الخاصة للتعاون مع إيران”.

لم ينفذ الأوروبيون وعودهم تجاه إيران على الرغم من أن الحكومة الإيرانية صمدت أمام الضغوط الأميركية لمدة عام، وتهربوا من وعودهم متذرعين بحجج مختلفة.

أسباب دفعت طهران إلى تخفيض التزاماتها في الاتفاق النووي، بعد صبر طويل على السياسة الأوروبية والأمريكية، ومع ذلك نفت الطاقة الذرية الإيرانية الوكالة وجود أي نية لدى طهران للانسحاب من الاتفاق النووي، مؤكدة أنها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك.

وكان المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمال وندي أعلن أن بلاده زادت إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب بمعدل أربعة أضعاف ما كانت تنتجه قبل قرارها خفض بعض التزاماتها في الاتفاق النووي.

ليتبع ذلك تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني في ساعة متأخرة يوم الاثنين بأنه يحبذ المحادثات والدبلوماسية لكنه لا يقبلهما في ظل الظروف الراهنة، مؤكداً أن ”الوضع اليوم غير موات لإجراء محادثات وخيارنا هو المقاومة فحسب“، وأشار روحاني إلى أنه خلال “السنة الماضية، توسط أكثر من 5 رؤساء دول كبرى لدي لنبدأ مفاوضات مع أمريكا، لكننا رفضنا”.

يأتي ذلك وسط مخاوف متزايدة من اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين البلدين، في ظل التطورات الأخيرة وخاصة إرسال البنتاغون مجموعة سفن حربية إلى منطقة الخليج، ووسط التهديدات العشوائية وغير المسؤولة التي يطلقها ترامب ضد إيران رغم تصريحاته المواربة بأنه جاهز للتفاوض.

البعث ميديا – هديل فيزو