ثقافة وفن

التشخيص الإنساني بين الواقعية والانطباعية.. معرض جماعي لطلاب “الثقافة الشعبية”

تمحورت أغلب الموضوعات في المعرض الجماعي الذي أقامه معهد الثقافة الشعبية بالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق في المركز الثقافي العربي في –أبو رمانة – وضم تجارب الشباب والكبار حول التشخيص الإنساني والبورتريه إضافة إلى الطبيعة وفق أسس المدرسة الواقعية والانطباعية.

وأضفت نغمات الكمان الرقيقة بعزف الطالبتين شهد طربين على آلة الكمان مجموعة مقطوعات فيروزية ومقطوعة عازف الليل، تبعتها شآم صادق بعزف مجموعة مقطوعات تراثية إضافة إلى موسيقا تايتنك، وهما من صف الأستاذ وضاح رجب باشا في معهد الثقافة الشعبية.

وقدمت المشاركة ملك محمد أرسلان مرزة لوحات عدة دمجت فيها بين المرأة والطبيعة مستخدمة السكين في تجسيد الورود المحملة بالكثافات اللونية، كما قدمت لوحة من التراث الشركسي بتصويرها امرأة بزيها الفلكلوري وبثوبها الأحمر المذهّب، تحيط بها على مدى فضاءات اللوحة مجموعة رموز وإشارات، وأوضحت ميرزة بأن هذه الرموز تمثل الأختام الخاصة بكل عائلة المستخدمة لحفظ ممتلكات أفرادها.

أما المشارك مصطفى منصور فأدخل إلى اللوحة مفردات التراث ضمن الإيقاع الزمني بتجسيده ملامح الرجل المسن بلوحة خريف العمر، وبدا الزمن حاضراً من خلال رمزية قصاصة ورقة الروزناما في ركن لوحة الطبيعة الصامتة، ولفتت الأنظار لوحته شهرزاد التي أدخل إلى فضائها الحروفيات بتماوجات امتدادات الأزرق بتخطيط  بيت الشعر الشهير للمتنبي:

وما كنت ممن يدخل العشق قلبه

ولكن من يشهد جفونك يعشق

وبيّن بأنه اختصر سيرة شهرزاد بنظرة عينها الرامية إلى التشبث بالحياة وبرمزية الفراشة والضوء.

وتميزت تجربة المشاركة فاطمة السودي بلوحات البورتريه أظهرت فيها ملامح الوجه وركزت على العين باللونين الأبيض والأسود، وذكرت بأنها استخدمت اللونين الأبيض والأسود في مواضع وعملت على الدمج بينهما لخمس وست درجات لتكوين تدرجات الرمادي على سطح اللوحة.

وكانت لشآم صادق مشاركة بالرسم إضافة إلى الموسيقا بلوحة تثير تفكير المشاهد بتجسيدها رجلاً يحمل مظلة حمراء برمزية إلى صخب الحياة، والملفت أنها اقتطعت جزءاً من الرأس إشارة إلى الغموض.

ومن اللوحات الجميلة لوحة المشارك محمد زين كوكي بتجسيده القطار الماضي ضمن الحقول.

مدير معهد الثقافة الشعبية للبعث ميديا: المعرض خطوة في مشروع متكامل

وتوقف البعث ميديا مع مدير معهد الثقافة الشعبية الأستاذ أحمد الخلف الذي قال إن المعرض هو نتاج جهد الطلاب وتدريبهم مدة عام كامل من قبل الأستاذة رهام العبد الله ورغدة سعيد وسوسن محمدية، وهن مدرسات بكلية الفنون الجميلة، ويعد خطوة أولى في مشروع تعليم المعهد أساليب الرسم وفق أسس أكاديمية بألوان الزيت، وكيفية التعامل مع اللون والضوء، وتميز بالتنوع والشمول بموضوعاته ومضامينه، وشغلت لوحات البورتريه حيزاً هاماً في المعرض. كما أشاد الخلف بمشاركة الموسيقا مع التشكيل خلال حفل الافتتاح، ليخلص إلى أن معهد الثقافة الشعبية يهتم بالفنون إلى جانب اللغات والحاسوب.

البعث ميديا || ملده شويكاني