ثقافة وفن

أوغاريت كنز من كنوز الحضارات القديمة

تشغل أوغاريت موقعا متقدما على خارطة الحضارات القديمة في الشرق نظرا للأهمية التي تتمتع بها كما يعد اكتشافها في الربع الأول من القرن العشرين من أبرز الأحداث في الدراسات الأثرية والتي غيرت وجه الخارطة الأثرية في العالم متصدرة قائمة أقدم الممالك الأثرية عبر العصور.

وتعد أوغاريت أهم المدن والممالك السورية بما قدمته من نماذج حضارية للإنسانية عامة وللمنطقة خاصة وعن المراحل التاريخية التي مرت بها يقول الباحث محمد المحمد الحسين “لم تتحد دول فينيقيا الصغيرة أبدا في دولة واحدة بل عاش كل منها حياته السياسية وعبر التاريخ كانت أوغاريت تشغل المكان الأهم بينها فأصبحت نهاية الألف الثالثة مدينة مهمة تتاجر مع مصر وكريت وازدهرت وكانت عامرة بالمعابر والقصور”، مشيرا إلى أنها بلغت درجة كبيرة من العمران والتقدم خلال القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد.

وعن النظام الاقتصادي والاجتماعي الذي كان سائدا فيها أشار الباحث إلى أن الوثائق التي عثر عليها أثناء التنقيب فيها تشير إلى تميز بعض مظاهر النظام الاقتصادي والاجتماعي لهذه الدولة حيث كان أغلب الناس يزرعون الحبوب والكرمة اضافة الى ازدهارها كمركز تجاري مهم فكانت نقطة التقاء القوافل التجارية القادمة من مختلف جهات العالم.

وبالنسبة للأدب والفن فيها بين الحسين أن المكتشفات فيها التي بدأت سنة 1928 تدل على أنه كان لها حضارة أصيلة في كل مجالات الأدب والفن والكتابة، لافتا إلى أن الأدب الأوغاريتي كان يؤثر معالجة الموضوعات الاجتماعية الميثولوجية.

وبين أن هناك الكثير من الآثار المعمارية المكتشفة في أوغاريت منها القصور الشمالي والملكي والجنوبي والعديد من المعابد. منها معبد الإله بعل والإله دجن إضافة إلى القطع المعدنية والفنية المكتشفة والأواني الحجرية، لافتا إلى أنه من المفاجآت التي كانت تخفيها آثار أوغاريت لوحات مكتوبة بأبجدية مأخوذة من الحروف المسمارية.

ولفت إلى أنه ما زال البحث مستمرا في الموقع وبكوادر وطنية خبيرة ننتظر منها كشف المزيد من كنوز وخبايا حضارتنا الضاربة في الجذور فنحن أصحاب الحضارة والثقافة الأولى منذ آلاف السنين وما الحرب التي تتعرض لها بلدنا اليوم إلا تأكيد على وجود تلك الإرادة والرغبة الاستعمارية القديمة الجديدة في تدمير حضارتنا الأصيلة لأن همجية الحروب وبربريتها ليست سوى اختراع عدواني لأولئك الذين لا حضارة لهم.