رياضة

ميسي يتفرد بجائزة الأفضل وأصوات المشككين تزداد

أحدث حفل توزيع جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) انقساماً كبيراً بين محبي الساحرة المستديرة حول مصداقية النتائج من جهة، ومن جهة أخرى حول أحقية الحاصلين عليها، وتحديداً جائزة أفضل لاعب في العالم والتي حصدها نجم البرسا الأرجنتيني ليونيل ميسي للمرة السادسة في تاريخه، وبذلك يكون قد فضّ الشراكة مع منافسه الوحيد البرتغالي كريستيانو رونالدو، والذي لم يحضر الحفل للعام الثاني على التوالي، والسبب واضح، علمه المسبق بعدم حصوله على المركز الأول، وينطبق الأمر ذاته على المدرب الإسباني بيب غوارديولا الذي دخل اسمه في المنافسة على لقب أفضل مدرب إلى جانب المدرب الألماني يورغن كلوب المتوج مع فريقه ليفربول بلقب دوري الأبطال والذي نال الجائزة، وهذه النقطة أيضاً أصبحت مسار جدل واسع في الساعات الماضية حول تسريب النتائج وبالتالي مصداقية عملية التصويت.

وتعتمد الفيفا في توزيع جوائزها على مبدأ التصويت، حيث يصوت قادة المنتخبات والمدربون والجمهور عبر الإنترنت، وبالنسبة إلى نتائج جائز اللاعب الأفضل، حصل ميسي 377 صوتاً من قادة المنتخبات و379 صوتاً من المدربين و1359728 صوتاً من الجمهور، متفوقاً على منافسيه النهائيين، الهولندي فيرجل فان دايك والفائز مؤخراً بجائزة أفضل لاعب في أوروبا وعلى ملاحقه الدائم الدون كريستيانو، والغريب أن جائزة الأفضل في أوروبا لطالما كانت تعطي تلميحاً شبه مؤكد على من سيحصل على جائزة الأفضل للفيفا والتي غالباً ما تجرّ معها جائزة البالون دور (الكرة الذهبية) للفائز بها، ولكن هذه المرة قد يكون الوضع مختلفاً بحسب بعض التحليلات التي رجحت إعطاء رونالدو لجائزة الكرة الذهبية وبالتالي إرضاء الجميع بعد الضجة الكبرى التي أحدثها فوز ميسي على اعتبار أن إنجازاته وأرقامه للموسم الماضي لا تقارن بمنافسيه، فهو لم يستطع الفوز ببطولة إقليمية مع ناديه أو دولية مع منتخب بلاده على عكس رونالدو، ولكن هنا يجب التذكير إلى نقطة هامة غابت عن الأذهان في السنوات العشر السابقة، ربما لانحصار المنافسة بين البرغوث والدون، وهي أن الجائزة سابقاً لم تكن تعطى لمن يحقق الألقاب المحلية أو الدولية وكلنا نذكر فوز السهم الأشقر التشيكي بافل نيدفيد بجائزة الكرة الذهبية عام 2003 وهو العام الذي لم يحقق فيه شيئاً يذكر مع ناديه اليوفي أو منتخب بلاده على عكس الأعوام التي سبقت ذلك، والحال نفسه مع الأوكراني شفشينكو، وهذه الكلام ليس دفاعاً عن ميسي وإنما واقعاً فرضت قوة الإعلام تناسيه، وهناك نقطة أخرى، فإذا عدنا بالتاريخ أيضاً إلى العامين2010 و2013، سنجد أن الجائزة ذهبت إلى ميسي في 2010 ورونالدو في 2013، في الوقت الذي تألق فيه الهولندي شنايدر بشكل غير عادي مع إنتر ميلان في العام الأول وحصد الثلاثية التاريخية مع النيراتزوري، ونفس الشيء ينطبق على الفرنسي ريبيري مع بايرن ميونخ في 2013، ومع ذلك لم يحصدوا الجائزة، وتفسير الأمر أن الجائزة تستند كثيراً على القيمة الإعلامية لنجوم كرة القدم، ولم تنكسر هذه القاعدة سوى العام الماضي مع تتويج لوكا مودريتش نجم ريال مدريد بالجائزة، ربما لحدث استثنائي وهو حصول منتخب كرواتيا على وصافة كأس العالم 2018 البطولة الأكبر في عالم كرة القدم.

وتميّزت نسخة هذا العام من الحفل بالإعلان عن التشكيلة الأفضل لدى السيدات وللمرة الأولى، وسيطر على التشكيلة لاعبات المنتخب الأمريكي​ الذي أحرز لقب مونديال فرنسا 2019، كما تفاعل الجميع مع جائزة أفضل جمهور التي ذهبت إلى البرازيلية سيلفيا جريكو وابنها الكفيف، مشجعا نادي بالميراس البرازيلي.

البعث ميديا || سامر الخير