دولي

طريقة رائعة لقص حكاية الصين على العالم

 

سلطت وسائل الإعلام الصينية حديثاً الضوء على امرأة صينية اسمها “لي زيكي”، وأشادت بها لنجاحها المذهل في “قص حكاية الصين على العالم”. ويظهر أن “لي” أمست سفيراً ثقافياً غير رسمي يعرض تاريخ الصين وحضارتها.

تعيش “لي”، ذات التسعة عشر ربيعاً، مع جدتها في قرية صغيرة في مدينة ميانيانغ، وهي منطقة جبلية نائية في مقاطعة سيتشوان، وكانت تنشر مقاطع فيديو عن حياتها اليومية على منصات التواصل الاجتماعي منذ آذار عام 2016 لتصل إلى العالم.

ويمكن قياس شعبيتها على الانترنت على أساس هذه الأرقام: فعلى قناتها على يوتيوب هناك ما يربو على 7.61 مليون مشترك، ويستمر العدد في النمو يومياً، ولديها على سينا ويبو، وهو أحد أشهر منصات التواصل الاجتماعي في الصين، ما يزيد عن 21.5 مليون معجب، وشوهد كل من منشوراتها الـ 104 على يوتيوب بين مليوني مرة و40 مليون مرة.

وأكثر ما يلفت النظر من الناحية الفنية هو الجودة الرائعة لمخرجاتها السينمائية، كما أن المناظر الطبيعية المذهلة في قرية “لي”، وطريقتها الراقية في إنجاز العمل، وموسيقى الخلفية التي تدفع على الاسترخاء، كلها جذابة للمشاهدين، ولا عجب أن العديد منجذبون إلى فيديوهاتها التي تبدو كمزيج مما أبدعته شركات “Top Chef + Project Runway + HGTV + National Geographic + History Channel”.

ومن الناحية الثقافية، تداعب أفئدةَ متابعي “لي” لغةُ العشق والسلام الداخلي ورعاية الأسرة وحب الطبيعة، إذ يجد العديد من المشاهدين في منشورات “لي” ما يلهمهم، أما الآخرون، الذين سئموا من حياة المدينة سريعة الخطى التي تهيمن التكنولوجيا عليها، فيجدون السلوان في حياتها البسيطة المطمئنة.

ومن سخرية القدر أن “لي” لم توفى حقها في الوطن كما في الخارج، إذ يتساءل بعض النقاد ما إن كانت وحدها من قام بتصوير وتحرير منشوراتها الأولى، حتى إن قليلاً منهم يتهمونها بعرض “نخلف” الصين للأجانب، في حين يزعم بعضهم أن تقديمها للحياة الريفية في الصين أمر سريالي وخيالي، ومؤخراً، بدأ جدال على ما إن كانت “لي” تصدّر ثقافة الصين للخارج أم لا.

بيد أن حقيقة أن “لي” أنتجت بمفردها أعمالها الأولى تم توثيقها ونشرها، ولا يمكن لومها الآن على جمعها طاقماً صغيراً بحكم أن عملها في التصوير والتحرير قد ازداد.

وفيما يتعلق “بتصدير الثقافة”، لم تعلن “لي” قط مسؤوليتها عن نشر الثقافة الصينية في العالم، وإنما ما فعلته هو مجرد تسجيل وعرض أسلوب حياتها في كسب لقمة العيش.

زيادة على ذلك، يحمل “تصدير الثقافة” معنى مُهيناً في اللغة الصينية، ويشبه “نشر الأكاذيب” إلى حد بعيد، لكن إن كان هذا المصطلح يعني نشر الحكمة القديمة للأمة ومنتجاتها الحضارية للترفيه عن الآخرين وإلهامهم، فما الضير في انخراط “لي” في مثل هذه الأنشطة؟ في النهاية، ساهم الناس من جميع أصقاع الأرض في مثل هذه النشاطات كثيراً، على سبيل المثال، مشاهدة فيلم هوليوودي وفي متناول اليد علبة كوكا كولا.

تجعلنا شعبية “لي” نجيل الرأي في ما ينبغي أن يكون طريقة ناجعة في “قص حكاية الصين” على العالم وتغيير الصورة النمطية للصين التي صورتها بعض وسائل الإعلام الغربية، وربما يكون إيجاد “القصص الحقيقية” أول خطوة نخطوها في سرد القصص بطريقة جميلة، وما حب الحياة والأسرة والعيش في تناغم مع الطبيعة إلا مواضيع عالمية تتجاوز الحواجز الثقافية والحدود الوطنية، وحتى القصة الشهيرة تحتاج إلى بيئة مناسبة وأسلوب فذ لكي تروى ببراعة، وبإمكان كل شخص أن يصور ثقافة الصين الغنية ونموها السريع بطرق مختلفة من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.

والأهم من ذلك أن الشفافية لازمة لمنع نشوء التصورات الخاطئة عن الصين، وضرورية لمنع وسائل الإعلام الغربية من شيطنة الصين، ذلك أن نقص المعلومات قد يدفع بعض وسائل الإعلام المنحازة إلى فبركة قصص ورسم صورة خاطئة عن الصين للعالم.

البعث ميديا || ترجمة: علاء العطار

رابط المادة الأصلية:

http://www.chinadaily.com.cn/a/201912/21/WS5dfd719ea310cf3e3557fb21.html