الشريط الاخباريسلايدمحليات

المدينة الجامعية.. والحجر الصحي؟!

ليست المرة الأولى التي يثار فيها موضوع السكن الجامعي، وسوء الخدمات المقدمة فيه، فكثيراً ما ناشد الطلاب المعنيين للنظر في أوضاعهم والعمل على معالجة مشاكلهم، غير أن ما أُثير مؤخراً لم يكن من قاطني السكن، ولكن من الوافدين المقيمين “مؤقتاً” المعزولين بإحدى وحدات المدينة..
فبعد البدء بإجراءات استقبال السوريين العائدين من الخارج، ووضعهم في مراكز حجر مؤقتة للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا، تم اختيار عدد من الأماكن كمراكز تخدم ذلك، ولكن، المدينة الجامعية!!!.. فالكل يعرف أن الوحدات السكنية تفتقر إلى مقومات النظافة العامة، مع أن الوحدة التي اختيرت تعتبر فندقا خمس نجوم مقارنة بغيرها، لكن الوضع العام يبقى سيئاً..
المدينة الجامعية ليست مؤهلة لتكون سكنا للطلاب قبل أن تكون مركزاً للحجر الصحي، والنداءات التي كانت تطالب بإصلاحات للمرافق والغرف داخلها لم تكن تلقى أذاناً تسمع، فمن المفترض الاهتمام بها بشكل أفضل، كونها ملاذٌ للطلاب القادمين من محافظات أخرى، والذين لا يملكون مكانا للإقامة خلال فترة دراستهم وليس بمقدورهم ولا أهاليهم تحمل نفقات استئجار شقة في أي مكان أخر..
لا ننكر أنه خلال سنوات الأزمة استقطبت المدينة الجامعية، رغم مساوئها، العديد من الطلاب، بما فيهم أبناء العاصمة وريفها ممن حالت الظروف دون تمكنهم من التنقل بسهولة وعدم التحاقهم بكلياتهم في المواعيد المحددة، وكذلك طلاب الجامعات التي تعرضت المناطق التي تتبع لها للاعتداءات إرهابية تسببت بإغلاقها ونقل جميع طلابها إلى جامعات أخرى، ما أدى لازدحام شديد في غرف السكن، إذ كان يصل عدد الطلاب في الغرفة الواحدة أحيانا إلى 10 أشخاص، واستيعاب تلك الغرف لا يتجاوز 5 أو 6 طلاب على أكثر تقدير، ولكن ذلك لم يكن ليعيق إجراء بعض الإصلاحات والترميمات وتقديم الخدمات بشكل أفضل..
ما حصل مع المقيمين في الوحدة السكنية أثار جدلاً على منصات التواصل الاجتماعي، فيما اعتبر الكثيرون أن الطلاب تحملوا سنوات طويلة في تلك الغرف التي لم تعجب الزائرين الجدد، وتخرج الآلاف منها، أطباء ومهندسين ومحامين ومعلمين وإعلاميين وغيرهم، درسوا في أغلبها على أضواء فلاشات هواتفهم وتحملوا برودة الشتاء وحرارة الصيف وقلة النظافة والمياه المعكرة وعانوا من الأوضاع السيئة داخل السكن، فيما تساءل آخرون عن بقية الأماكن التي خصصتها بعض الجهات ووضعتها تحت تصرف وزارة الصحة، لماذا لم ينقل القادمون إليها بدلا من إحضارهم إلى المدينة الجامعية!!..
وكما يقولون “ربّ ضارة نافعة”، ولعل ما يجري كشف الكثير من الأخطاء الموجودة في العديد من المرافق والقطاعات، لكن الوقوف على المشكلة دون حل لن يغير من الواقع شيئ، إذ لا بد من التحرك بجدية لمعالجة كل تلك المشاكل وإصلاحها بدلا من التنظير الذي لا فائدة منه…

البعث ميديا || رغد خضور