ثقافة وفن

“باجرانجي بهايجان”..إنسانية تلغي الحدود

مزيج من الحب والموسيقا والأهازيج والرقصات والمشاهد المبالغ بها التي تبدو في أغلب الأحيان أغرب من الخيال، مزيج من “التوابل الهندية” هو الطابع الذي تتسم به سينما بوليود.

بطابع جديد تناول المخرج القدير “كبير خان” فيلمه “bajranji bhaijaan” ، بنكهة جمعت الأكشن مع الدراما والسياسة، سيناريو تعدّى اختلاف الثقافات والديانات في بلد واحد ليتجاوز الحدود إلى دولة مغايرة، تجمعها مع جارتها توترعلاقات وعداء كبير.

تدور أحداث الفيلم حول طفله باكستانية بكماء “موني” في السادسة من العمر لعبت دورها بجدارة الطفلة “هارشالي مالهوترا” تتوه عن أمها التي قامت بدورها “ميهر فيج” حين يتوقف القطار في طريق العودة إلى باكستان بعد أن أخذت الأم على عاتقها علاج ابنتها عند أحد قديسي “نيودلهي”، وبينما الجميع نيام تأخذ الفتاة قطارا آخرا إلى مدينة من مدن الهند.

تقودها قدماها إلى استعراض غنائي يقيمه شاب اسمه “بافان” أو “باجرانجي” قام بأدائه الاسطورة “سلمان خان”، في نهاية العرض تلفت انتباهه يبدأ بسؤالها عن اسمها وموطنها بلا فائدة ترجى، إذ تكتفي بهز رأسها، يصطحبها لبيت خطيبته التي رحبت بها وأبدت تعاطفا كبيرا معها.

في أحد الأيام وبعد أن فقد كل الطرق والأساليب لمعرفة هويتها ومن أي بلد هي وبينما العائلة تحضر مباراة كرة القدم بين فريقي الهند وباكستان تفوز باكستان ووسط حزن العائلة الذي عمّ البيت تفاجئهم “موني” بالرقص والفرح أمام شاشة التلفزيون لتقوم بتقبيل العلم الباكستاني، هنا فقط أدرك “باجرانجي” بأنها باكستانية “من ديانة مغايرة”، لتنفجر العائلة سخطا وكرها للفتاة مطالبين الشاب بإعادتها لسفارة بلدها في الهند كي تعيدها لأهلها.

تبدأ المهمة الشاقة “لباجرانجي” الذي أشفق عليها وكرس وقته لإيصالها لأهلها رغم كل الصعوبات والمخاطر التي كان على دراية مسبقة بها، رغبته هذه كان لها صدى إيجابيا عند خطيبته “راسيكا” التي قامت بأدائها الجميلة “كارينا كابور”.

قرر الشاب التسلل عبر الحدود الهندية الباكستانية بشكل غير شرعي بعد ان اكتشف غدر من زعموا قدرتهم على إيصالها لأهلها بطرق غير شرعية مقابل مبلغ مالي كبير، وبسبب عدم تمكنه من الحصول على فيزا تخوله عبور الحدود بشكل نظامي.

تتسارع الأحداث بتعرض “باجرانجي” للاعتقال من قبل السلطات الباكستانية ثم يهرب ويطارد من قبل الشرطة ظنا منهم أنه جاسوس هندي غير مدركين دافعه الإنساني النبيل تجاه الطفلة البكماء التي أحبته وتعلقت به.

تسانده الأقدار من خلال مراسل تلفزيوني باكستاني قام بأدائه “نواز الدين صديقي” يكتشف دوافع الشاب فيقرر مساعدته على التنكر ومراوغة مطارديه بغية إيصال الطفلة إلى أهلها. يمر الاثنان والطفلة بحفنة غريبة من المفارقات الكوميدية التي وثقها المراسل بعدسته، حتى في أحد اللقطات يتنكر “باجرانجي” بزي امرأة محجبة ولم يتوقف الامر هنا بل يتعرض للضرب المبرح والتعذيب في السجون الباكستانية بغية إجباره على اعتراف مسجل بأنه جاسوس.

تشاء الصدف أن يتمكن المراسل من بث قصة الشاب الهندي عبر الانترنت مخاطبا عموم الباكستانيين فيلقى صدى كبيرا وتعاطف الآلاف، كما يلتمس أحد الضباط المشرفين على سجنه صدقه وطيب نواياه فيخالف تعليمات قائده ويقرر إطلاق سراحه.

يحتشد الآلاف من الناس على طرفي الحدود الهندية – الباكستانية بعد أن نالت قصة “باجرانجي” التي بثها المراسل عبر اليوتيوب ومحطات التلفاز إعجابهم وتعاطفهم ليباركوا عودته سالما إلى الهند بعد أن أدى واجبه الإنساني في باكستان مخاطرا بحياته في سبيل أداء رسالة إنسانية بإيصال فتاة لا تمت له بصلة وحتى من غير طائفة.

ما إن يعبر “باجرانجي” الحدود التي كسرتها آلاف الحشود ليقف مذهولا حين يسمع صوت طفلة تنادي “عمي” فيستدير ليرى “موني” تناديه صائحة لأول مرة في حياتها ليركض الاثنان لملاقاة بعضهما أمام عيني والديها وخطيبته وأهلها وآلاف الحشود من كلا البلدين والجميع يبكي بحرارة ويصفق لتجد نفسك تذرف وكأنك في قلب الحدث وتعيش حيثياته بينما عدسات التلفاز تنقل للعالم كله النهاية السعيدة لمأساة طفلة بكماء باكستانية وتضحية شاب هندي.

أجاد المخرج “كبير” في مزاوجته الممتعة بين عمق الحدث الإنساني الذي أتقن أداءه وبرع بإيصاله للمشاهد الممثل سلمان خان مع الطفلة الخرساء “موني” وبين المواقف الطريفة التي عاشها الأخيران مع المراسل في رحلة هروبهما من السلطات الباكستانية والاستعراض الغنائي ناهيك عن لقطات الأكشن التي جعلت الساعة والأربع وخمسون دقيقة تمضي بكثير من التشويق وبلا ملل.

Bajrangi Bhaijaan فيلم أكشن كوميدي – سياسي – درامي هندي من اخراج كبير خان الفيلم من انتاج سلمان خان وكبير خان وروكلين فينكاتيش وسونيل لولا، تم تصويره عام 2014 واصداره عام 2015.

 

البعث ميديا||ليندا تلي