مجتمع

اختيار التخصص الجامعي.. خيارات الأهل غير قابلة للنقاش!!

البعث ميديا- غسان فطوم
بغض النظر عن سلبيات وثغرات طرق القبول الجامعي التي لا توحي بالثقة والمصداقية كونها تعتمد على مجموع الدرجات في الثانوية العامة، بعيداً عن الرغبات الحقيقية للطالب، يبرز في هذا الخصوص مشكلة أخرى يواجهها الطالب لا تقل خطورة عن ارتفاع المعدلات، وهي تدخّل الأهل باختيار التخصص الجامعي لأبنائهم ما قد يكلفهم ضياع مستقبلهم لأن ما أراده الأهل هو ما يحقق رغباتهم وأمنياتهم وليس ما يريده ويتمناه الطلبة!.
للأسف هذه المشكلة التي تطل برأسها مطلع كل عام دراسي باتت كالمرض المزمن المستمر بآلامه ومضاعفاته الخطيرة رغم حملات التوعية والإرشادات التي تؤكد على الأهل ضرورة ترك الخيار للطالب باختيار تخصصه الذي يراه قريباً من ميوله ويمكن من خلاله أن يبدع في عمله بالمستقبل.
لا شك من حق الآباء والأمهات التدخل في الاختيار لكن ليس بمبدأ الأوامر الغير قابلة للنقاش أو الجبر تحت طائلة التهديد والوعيد!، ومبعث ذلك أن بعض الآباء الذين فشلوا في تحقيق أحلامهم الدراسية يريدون بأي طريقة أن يحققونها عن طريق أبنائهم حتى لو كانوا غير قادرين على ذلك!.
للأسف بفعل هذه العقدة المجتمعية عند بعض الأسر يتسرب المئات من الطلبة خلال سنوات الدراسة ومن يتخرج منهم في الجامعة قد لا ينجح في ممارسة مهنته التي لم يحبها أو يفكر بها يوماً!
بالمختصر، إن دور الأسرة يجب ألا يتجاوز مساحة التشاور والحوار للوصول إلى تحديد الرغبة المناسبة للطالب وقدراته العلمية، أبناؤنا لديهم الوعي الكامل لتحديد مستقبلهم ومعرفة قدراتهم بالنجاح فيه، فلا تجعلوا فرحة النجاح بالتفوق الدراسي تتلاشى بعد حين وتنتج لنا خريجين كالأحياء الأموات عالة على ذويهم ومجتمعهم!!