ثقافة وفن

“صالومة” من “غاليري” مشوار: الفرادة صفة هامة جداً في اللوحة

الخجل – الانطواء – العشق- تفاحة آدم-  التضرع – عناوين لوحات تسرد بالريشة والخطوط حكاية الأنثى، العشق الوجودي والمشاعر المختلطة، عبّر عنها الفنان الدكتور عبد الله صالومة من خلال معرضه الفردي” تجارب لتقنيات غير قابلة للتزوير” الذي افتتحت به صالة مشوار في حيّ القصور موسمها الحالي بإدارة السيدة ميادة كليسلي، ولاقى إقبالاً من قبل الفنانين والزائرين والطلاب، لاسيما أن الفنان د. عبد الله صالومة أستاذ جامعي في كلية الفنون الجميلة.

 

 البعث ميديا تجولت بالمعرض وتحاورت مع د. صالومة:

 

–  نبدأ من العنوان تقنيات غير قابلة للتزوير ما الذي تقصده من هذا العنوان الملفت والمثير للأفكار؟؟

منذ عشرين سنة تقريباً اخترعوا تقنية الطباعة على قماش كانفاس للطباعة فأصبحت بسهولة تتم عملية تصويرها ومن ثم طباعتها على القماش، فتصبح نسخة عنها فاشتغلتُ بتقنيات متنوعة غير قابلة للتزوير تبدأ من السكين إذ نفور السكين لا يتكرر، والرسم على الخشب فعروق الخشب لاتتكرر، وكذلك الرسم على الصاج نقشة الصاج لا تتكرر، تعتيق الأيقونات بالذهب” الكماليكا” وهي مادة صباغية تستخدم لصباغ الخشب تنحل بالكحول، أنا قمت بحرقها وصوّرت اللوحة أثناء مراحل الحرق، فالكماليكلا تعطي ملمساً خشناً ونافراً في بعض المواضع حتى إذا أردت إعادتها لا يمكن ذلك.

اللمسة النافرة، كثافة العجينة اللونية وخرمشة شعرة الريشة كلها لاتتكرر، لأنها تشبه بصمة الريشة، أيضاً تقنية (جعلكة الورق) ثم فرده لتكوّن بصمة الورق، كما استخدمتُ خلط ألوان الزيتي بالماء فنتجت فقاعات أضفتُ لها لمسات مكثفة وورق الذهب فحصلت على درجة مقبولة من عدم إمكانية التزوير.

أما اللوحة السوداء فأسستها على خلفية قماش أسود وباللون الأبيض وبتقنية التنقيط، حجمتها مع تعتيق فضة وإضافة مادة ترابات لؤلؤ، بحيث لايمكن تزويرها طباعياً ولا يدوياً، وتصوّر حالة أنثى مجنحة محررة من القيود.

–  بعض اللوحات تتألف من مستويات متعددة فما دلالة ذلك؟

في عام 2007 سافرت إلى فرنسا للحصول على الدكتوراه فراودتني هناك فكرة الاشتغال على مستويات متعددة للوحة فيبدو التكوين بشكل مركب وبتقنية المعجونة النافرة غير قابلة للتزوير، ثم ألونها بالذهبي وأعتقها.

-هيمنت على المعرض مشتقات الألوان الترابية فهل تميل للون الواحد؟

أنا لا أحب كثافة الألوان، وأميل إلى اللون البني وأستخدمه إضافة إلى مشتقات الألوان الترابية ومستويات تدرجاتها وصولاً إلى البيج والدرجة الأفتح (سكري) أشعر أنها قريبة من الأجواء القديمة من التعتيق وهذه أجوائي المحببة إلى ذاتي.

وكذلك أشتغل بالأبيض الذي يمنح الأنثى صفة الملائكية.

-سكنت الأنثى معرضك بإيحاءات موحية بالعشق فماذا تعني لك الأنثى؟

تنوعت وضعيات الأنثى بين التأمل والسكون والتعبير عن الذات الحالمة في مواضع والحزينة في مواضع أخرى، وفي جانب آخر يشع فرح الأمومة والعشق، وكوني أشتغل بطريقة تعبيرية، أستطيع أن أبوح بأن الأنثى هي نصف المجتمع هي الأم التي تربي هي مصدر الحب والحنان هي الأهم بالمجتمع وبحياتي، فجسدتها بحالات كثيرة تنبع من العشق والاشتياق والحنين.

-رغم التعبيرية الواضحة إلا أن خطوط الوجه تتجه نحو الواقعية فما تفسير ذلك؟

أشتغل على تجريد الخلفية وواقعية الوجوه ويمتد التجريد للأجساد، لا أحب التحوير لأنني أحب إظهار الجمال بواقعيته كي يدخل القلوب ويتذوقه الأشخاص المهتمون وليس التشكيليين المتخصصيين فقط.

– لماذا ركزت على الابتسامة، هل هي نوع من التواصل الاجتماعي؟

لم أقصد هذا المعنى الإيجابي بالتحديد، هي ابتسامة خفيفة توحي بمكنونات الذات، أنا أميل إلى التأمل وكوني كثير الشرود فأعكس هذا على وجوه لوحاتي.

-ما هي رسالتك من معرض تجارب؟

رسالتي موجهة لكل الفنانين الذين لا ينتبهون إلى قابلية التزوير، فصفة الفرادة شيء هام جداً باللوحة، حتى إذا أراد الفنان نفسه أن يكررها لا يستطيع، فقيمة العمل الفني أن يكون فريداً.

ملده شويكاني