محليات

وحدات إرشاديّة.. لا تحمل من اسمها نصيباً !!

تنتشر الوحدات الإرشادية في الكثير من المناطق الريفية، والهدف منها، حسب مبررات أو موجبات إحداثها، هو مساعدة الفلاح في تأمين بعض مستلزمات الإنتاج من أسمدة وحبوب، بالإضافة إلى دورها التوعوي الهام من مخاطر الآفات الحشرية التي تنتشر في الحقل، وكذلك الأمراض التي تصيب القطعان أو الدواجن، ورسم أو إعداد الخطط الزراعية وغيرها من الخدمات التي غالباً ما نجدها مبوبة في براويز أنيقة معلقة خلف المكاتب، لكن من يستمع لشكوى الفلاحين ومربي الأغنام والدواجن، يجد أن بعض تلك الإرشاديات لا تحمل من اسمها نصيباً، حيث لم يتردد الكثير من المزارعين في اتهام المسؤولين عنها بالعمل وفق المزاج، وخاصة لجهة توزيع المساعدات التي تأتي من منظمات دولية، أو ما يتعلق بالأدوية الزراعية والخاصة بأمراض الحيوانات والدواجن التي تعطى للمقربين أو لمن لديه موظف في الوحدة الإرشادية، وبالتالي قلة قليلة من الفلاحين يستفيدون والبقية كأنهم “كمالة” عدد!.
واللافت في بعض الوحدات الإرشادية تكدس عدد كبير من الموظفين ممن لا عمل لهم، والمشكلة أن مديريات الزراعة في بعض المحافظات تعلم بذلك، لدرجة بات عدد الموظفين أكثر من المراجعين، حسب قول أحد المزارعين!.
بالمختصر، ضعف دور الوحدات الإرشادية واضح في أكثر من منطقة، فهي لا تتعامل كما يجب مع ما يريده ويحتاجه الفلاحون ومربو الثروة الحيوانية، وإذا كانت حجة بعض المشرفين عليها أن عدم توفر المواد اللازمة للفلاح يعود لسبب ارتفاع أسعارها وكلفة إنتاجها، فهذا غير مقنع، لأن من يستمع لتصريحات المعنيين في الأمر يشير إلى أن أمور الإرشاديات بخير، والفلاح يأخذ حقه وفق الإمكانيات المتاحة، لذا على مديريات الزراعة أن تراقب أداء تلك الوحدات الإرشادية التي يشكو الفلاحون من آلية أدائها وعدم عدالتها في توزيع المستلزمات أياً كانت، إضافة لإيجاد حل لتكديس العاطلين عن العمل وكأنها أصبحت محطات للاستراحة فقط!!

 البعث ميديا || غسان فطوم