سلايدمحليات

رغم الصعوبات.. مشفى الجلدية يقدم خدماته بجودة عالية

 الداخل إلى مشفى الأمراض الجلدية بجامعة دمشق يلاحظ مدى التطور الذي حصل فيه خلال الفترة الأخيرة، ويبدو ذلك واضحاً من خلال حالة الرضا التي لا يتردد المرضى المراجعون والمقيمون بالحديث عنها، فالمشفى الذي يعتبر الوحيد في سورية استطاع بفضل طاقمه الطبي المميز الذي يضم خيرة أطباء الجلدية، والمتابعة من إدارته لكل التفاصيل، أن يبدّل جلده ويقدم أفضل الخدمات الطبية العلاجية والجراحية، وحتى التجميلية، وكلها مجانية، عدا عن دوره التعليمي والبحثي لطلبة كلية الطب والدراسات العليا في الجامعة.

عيادات تخصصية كاملة

مدير المشفى الدكتور، يوشع يوسف غانم، بيّن أن المشفى رغم صغر حجمه يضم كافة العيادات الجلدية التخصصية التي تقدم كامل العلاجات، لافتاَ إلى تخصيص عيادة لأمراض سرطان الجلد، التي تم من خلالها اكتشاف وتشخيص حوالي 194 حالة سرطانية تم تقديم العلاج لبعضها والبعض الآخر تم تحويله إلى مشفى البيروني المتخصص بمعالجة الأمراض السرطانية، ونوّه إلى افتتاح قسم الجراحة الصغرى الذي أُجريت فيه العديد من العمليات.

لأول مرة

ومن الخدمات التي تقدم للمرضى ولأول مرة بتاريخ المشفى هي ” الستاج التجميلي” بالتعاون مع بعض الشركات المنتجة للمواد التجميلية التي قدمت المواد مجاناً دون أن يتكلف المشفى أي عبء مادي، وبحسب الدكتور غانم قدمت هذه “الستاجات” تجربة عملية مفيدة جداً للأطباء المتخصصين في التجميل الذين كانوا يضطرون للعمل والتدريب العملي بما يتعلق بالطب التجميلي خارج المشفى.

بحث علمي

ولفت إلى أن المشفى يتابع الحالات الطبية حتى التي تكون خارج العيادات عبر التعاون مع فريق بحثي من الأطباء، وقد تم تخصيص سيارة إسعافية لهذا الغرض، مجهزة بكل المعدات اللازمة للتشخيص والمعالجة.

لا خوف من كورونا

وطمأن الدكتور غانم المرضى المراجعين للمشفى أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية التي تضمن السلامة للجميع من وباء كورونا، مؤكداً أن الاهتمام بالنظافة أولوية بعمل المشفى، وعن الخطة المستقبلية لتطوير العمل، أكد مدير المشفى أن الأولوية الآن لإصلاح الأجهزة المعطلة، وتأمين جهاز ليزر جديد، مع الاهتمام بالبحث العلمي من خلال العمل على إحداث مكتبة إلكترونية يتوفر فيها أحدث المراجع والكتب الطبية الداعمة لطلبة الدراسات العليا.

ويفاخر الدكتور غانم بسوية الأطباء الذين يعملون بالمشفى، فهم من خيرة أطباء الجلدية في سورية لديهم الخبرة والجدارة، ويساعدهم طاقم تمريضي وفني ماهر، وقال “نشعر بالرضا وراحة الضمير ونحن نرى السعادة في عيون المرضى ومرافقيهم جراء الخدمة المقدمة لهم دون تمييز مريض عن آخر، فنحن نؤدي رسالتنا بكل أمانة ومسؤولية”.

توجد صعوبات

ولم يخفِ مدير المشفى وجود بعض الصعوبات لكنها لم تؤثر على جودة العمل، حسب قوله، وخاصة ما يتعلق بالبنية التحتية القديمة التي تحتاج لترميم، موضحاً أنه لو كان المشفى هيئة مستقلة إدارياً ومالياً كباقي المشافي لتجاوز الصعوبات بسهولة واستطاع القيام بالإصلاحات بمرونة بعيداً عن روتين وتعقيدات المعاملات التي تحتاج لتشكيل لجان للدراسة، وهذا ما يأخذ وقتاً طويلاً قد يؤدي لعرقلة العمل والتأثير على سوية ونوعية الأداء.

وكشف مدير المشفى عن المعاناة من عدم وجود بديل للصيدلاني والطبيب المشرف على المخبر والصيدلية بعد خروجه إلى التقاعد، مشيراً إلى أن المشفى يبذل جهوداً كبيرة للتغلب على تلك الصعوبات خصوصاً ما يتعلق بتعويض النقص بعدد الأساتذة المشرفين على طلاب الدراسات العليا لسد النقص الحاصل بعد أن تسرب عدد منهم إلى الجامعات الخاصة أو خروجهم للتقاعد أو السفر، وهذا ما تسبب بحصول فراغ ببعض الأقسام، لافتاً إلى تأمين سيارة إسعاف ومخبر متكامل يجري كافة التحاليل التي يحتاجها المرضى والمراجعون ضمن العيادات، آملاً أن يتم استثمار المخبر مستقبلاً بما يعود بالفائدة على المشفى.

لا مشكلة لدينا

وبخصوص توفر الأدوية في صيدلية المشفى، في ظل الحديث عن انقطاع بعض الأصناف وصعوبة تأمينها بسبب غلاء الأسعار، أكد الدكتور غانم أن صيدلية المشفى لا تشكو من أي نقص في الأدوية الأساسية التي تصرف مجاناً لكل مريض يراجع المشفى، لافتاً إلى تلقي المشفى دعماً من منظمة الصحة العالمية، حيث قدمت أدوية نوعية لمعالجة كافة الحالات المرضية.

بلغة الأرقام

راجع المشفى خلال العام الماضي أكثر من 70494 وقدمت مخابر المشفى الستة (مخبر اللشمانيا، التشريح المرضي، الدمويات، الومضان المناعي، الأشعة) التحاليل لأكثر من 11956، فيما بلغ عدد المقبولين 406 مريضاً، وبلغ عدد العمليات التي أجريت في غرف العمليات الأربعة  331 عملية، واستفاد 880 مريضاً من خدمات الأشعة، وكلها مجانية مع الأدوية.

 

غسان فطوم