ثقافة وفن

“هادم الأساطير”.. كتاب تفنّن بهدم الإشاعة

كتب مؤلف الكتاب أحمد خالد توفيق في المقدمة:”هكذا تولد الشائعات، تتضافر عوامل عدة مثل الذاكرة المزيفة والرغبة في التصديق والبحث عن الإرادة والشهرة وجذب الاهتمام والبحث المحتوم عن تفسير منطقي لطلاسم الكون”..

هو كتاب لم يعادي الخيال، لكنه حارب الخرافة التي طمست الحقيقة وأعمت قلوب مستمعيها من خلال عرضه لأساطير أشكال وألوان اعتدنا على سماعها على مر الزمان، ونقلت من فلان إلى فلان، لكن استعراضه كان مختلفاً عن الآخرين مكذباً تلك الأساطير بإسقاطات علمية ووثائق.

ما إن تبدأ بقراءة الصفحات الأولى للكتاب حتى تدخل في قلب لعبة أبطالها الغرب، وهم أصحاب الدور الأكبر في حياكة الإشاعة والترويج الممنهج لكل أسطورة، بأداء عال يفوق الوصف لتقديمه بشكل مجهز والعزف على إمتاع الجمهور، بدءاً من خرافات طالت سفينة التايتنك، ثم البيت المسكون في نيويورك الذي صار شائعة على ألسنة عشاق الرعب.

يقول الغربيون: الحقيقة لا تصمد أمام قصة ممتعة، وهذا جانب نفسي آخر مهم، يفسر لنا لماذا يلفق بعض الناس قصصاً كهذه- الكسب- الرغبة في التسلية- الرغبة في الظهور بمظهر العالمين ببواطن الأمور- الرغبة في الاعتقاد بأن الحياة منطقية- الرغبة في إلقاء اللوم عن كاهلنا إلى قوى خفية كاسحة، وأخيراً الرغبة الشهوانية في أن نخاف.

وقد عرض الكتاب حيلاً كبيرة من قبل شركات منفذة لقصص نسجوها من محض الخيال، وهذا الأمر جعلهم يغرقون ببحر من الأموال لما لاقوه من تصديق وإقبال على خرافاتهم ليعيدنا الكتاب إلى الحقيقة المرة.

وللأساطير الروحانية حضور آخر، والتي انتشرت بصورة كبيرة في كل المجتمعات العربية والغربية، منها عودة الموتى ولوحة الأويجا الشهيرة وحقيقة الرؤى عندما ندنو من الموت، جميعها حاول الكتاب جاهداً دحض هذه الحكايات الخرافية، حسب تعبيره، مستخدماً في ذلك دلائل علمية.

ولم ينس قصة الأطباق الطائرة، الأكذوبة التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الغربيين رغم المعرفة المسبقة بعدم حقيقتها، محاولة حبك القصة بشكل جيد، وللفضائيين رواياتهم.

يقول المؤلف: “عندما تصطدم الحقيقة مع الخيال الممتع، فإن الخيال يكسب بالتأكيد!.. هكذا تولد الأساطير..”.

“قليلون امتلكوا الشجاعة كيف يفحصوا ويفندوا ويعلنوا ما توصلوا له.. في العصور الوسطى كان أمثال هؤلاء يحرقون أحياء، أما اليوم فلا يعبأ بهم أحد ولا يصدقهم أحد.. وهو عقاب ليس أقل قسوة في رأيي..!”.

فند هذا الكتاب ببساطة إشاعات وقصصاً عالمية دون أن يعلن الحرب على الخيال.. لكنه حاول الوصول لبعض من الحقيقة.

وهو ما نعيشه في واقعنا اليوم، ومن خلال القراءة تكتشف أن معظم المسرحيات كان موقعها الولايات المتحدة، لتقف مستغرباً من واقع الغرب وطريقة التلاعب في عقول سكانه للوصول إلى غاياتهم، وكمّ التصديق على مدى سنوات لهذه الأساطير.

 

 ريم حسن