ثقافة وفن

الثانية عشر إلا حياة…

شجرة ميلاد وزينة وعيد …

الكثير من الأماني وفيض من الأحلام تعلقوا عليها …

ككل سنة …

عادات وطقوس فقدنا الكثير منها

ونصارع للحفاظ على ما تبقى منها بزيادة عدد الأضواء

وزيادة عدد الأضواء .. لن يعيد البريق

أصبحنا غرباء بحياتنا …

رفضنا التأقلم أحيانا …

وتأقلمنا مع طقوس جديدة في أحيان أخرى …

أيام المر .. تزحف وراء بعضها متسكعة …

وأيام السعادة كالضيف المستعجل تهرول لترحل عنا ..

وهم هو الزمن

كعادته لعب لعبته علينا ككل عام

وأضاف عاما على أعمارنا من غير أن نشعر بذلك …

ترك المزيد من التفاصيل على أجسادنا

وكثيرا من التضاريس على أرواحنا …

وكعادتنا عرفنا ذلك عندما دار عداد العمر وأضاف على أعمارنا رقما …

في أيام العام الأخيرة و لحظاته

يقف كل شخص فينا وقفته الخفية مع نفسه

كل شخص

يسترجع شريط حياته هذا العام يحاول أن يمسك طرفا من السعادة .. هرب منه

ويحاول أن يصنع شيئا يستحق أن يحتل ذاكرته…

هناك من يتجاهل الكثير من التفاصيل المتعبة

ناسيا أن هذه التفاصيل الصغيرة هي تستحق أن يطلق عليها اسم ذكرى

وأن كل يوم عشناه كان ذكرى تستحق الخلود .. على الأقل في ذاكرتنا المنسية في الخانة السوداء .

اليوم

و بعد شتات أكثر من عام بين وهم الزمن

توقفت قليلا .. وبرهبة

أتأمل حياة مضت

كان لي أثر كبير فيها

ربما دللت حزني و تركته يكبر فيني …

فكان الحزن صديقي الوفي

لا بل كان معشوقي الذي عشقته  حتى الثمالة…

والعاشق المجنون لا يرى سوى معشوقه …

الحزن كما السعادة شعور نعيشه ونتمسك به لنحيا

نتمسك به ليؤنس وحدتنا..

أو على الأقل ليذكرنا بإنسانيتنا التي أضعنا قسما منها في الدروب الذي سلكناها ..

كما الحب والكره وككل المشاعر المتناقضة…

نعيشها ونطويها في كتاب السنين …

ونحياها على أمل التجرد منها بكل مناسبة…

لكن عبثا ما نفعل….

هناك .. على تلك الدروب تركنا أشياء وحملنا أشياء أخرى …

كل شي تركناه كان غاليا على قلوبنا…

وكل شي حملناه معنا .. كان حمل زائدا على قلوبنا …

لكن هذه هي الحياة …

على أوهامها نضيف وهما…

هو وهم الأنا

الحياة لم ولن تدور في فلكنا يوما…

نحن الذين ندور حولها بعبثية محكمة..

لاهثين خلف فتات ما تقدمه لنا…

متناسيين أيضا أنها قدمت لنا الكثير

ونقول لها بكلام مبطن بمئات الرغبات

هل من مزيد ؟؟؟

السنين لن تتغير

المتغير الوحيد فيها هو نحن

نحن البؤساء …

الفاقدين لكل النعم…

نحن الأغبياء ننتظر من السنين أن تقدم شيئا لنا

ولا نفعل أي شيء لنقدم لأنفسنا…

نحزن عندما نكبر دون أن نشعر

ونحزن .. عندما نعيش دون أن نحيا

نلوم كل شيء .. عدا أنفسنا

نحن أغبياء …

نتناسى أن نعيش ما نتمناه تحت شعارات وهمية

تقاليد وأعراف و دين وعيب وحرام

والعمر يمضي

نعيش حياتنا بالخفاء

ونتذمر بالعلن

نحن بلهاء .. لو استطعنا تحديد رغباتنا بالمعطيات

لما وجد الحزن طريقه إلى دروبنا

تعبنا من ظروفنا .. لكنها لم تتعب منا…

نحن الخاسر الأكبر في هذه الحياة

تعبنا من الجري خلف المزيد

والمزيد كالمجهول لا يخبئ خلفه إلا المزيد من الشقاء…

***

ميرنا غالي

One thought on “الثانية عشر إلا حياة…

  • اكرم راغب آغا

    تعبنا من ظروفنا لكنها لم تتعب منا
    ونحن الخاسر الأكبر في هذه الحياة …
    برافو ميرنا

Comments are closed.