حسومات حتى 50% لتشجيع السياحية الداخلية
أعلنت عدة منشآت سياحية في محافظتي طرطوس واللاذقية عروضاً بحسومات تصل إلى نحو 50%، إضافة لعروض خاصة للمجموعات السياحية.
وتأتي هذه المحفزات السعرية لتفعيل الحركة السياحية الداخلية التي شهدت تراجعاً متوالياً نتيجة الأحداث التي تشهدها سورية في عدد من المناطق الساخنة والتي أثّرت بشكل مباشر في تداعياتها المباشرة وغير المباشرة على المناطق الآمنة والآمنة نسبياً، ولكن التحسّن الأمني على محاور الطرق الواصلة إلى تلك المحافظات، والتي لم تشهد سوى انقطاعات لفترات بسيطة طوال مدة الأزمة، ساهم في إطلاق مثل هذه العروض والبرامج التي من شأنها العمل لإحداث نوع من الحركة السياحية، التي لم يقتصر تراجعها على سورية فقط بل شمل دول المنطقة كلها وبنسب مختلفة سواء في المشرق العربي أو مغربه، بسبب ما أُطلق عليه “الربيع العربي”، وفورات الديمقراطية والحرية، فعلى سبيل المثال وبعد أن استطاعت سورية وحتى عام ما قبل الأزمة استقطاب أكثر 7 ملايين سائح عام 2010، نجدها اليوم تشهد تراجعاً كبيراً في عددهم وكذلك مصر.
وفي هذا السياق ومن باب التذكير بما كان عليه الواقع السياحي العربي قبل “الربيع العربي”، فقد عرضت منظمة السياحة العالمية في دراسة أعدّتها قبل سنوات من “الربيع” أن عدد القادمين إلى منطقتنا العربية بلغ 698.8 مليون شخص، شكلت الحصة العربية من هذه الحركة نحو 30 مليون شخص فقط.
وهذا كان يعني آنذاك أن نسبة استقطاب الدول العربية من الحركة السياحية العالمية لم تتجاوز 2.9%، كما أن مجمل العائدات السياحية العالمية قد بلغت 475.8 مليار دولار، مقابل العائدات السياحية العربية التي بلغت 13.2 مليار دولار أي بنسبة 2.8 % من مجمل العائدات السياحية العالمية.
وهذا يعني أن حصة الدول العربية متواضعة جداً، سواء من خلال الحركة السياحية العالمية أو عائداتها، بالرغم من وجود المقومات السياحية العربية الكبيرة مقارنة بالعالم.
وإضافة إلى ذلك، وفي الوقت الذي تمثّل فيه الحركة السياحية البينية العربية نسبة 38% من مجمل الحركة السياحية، فإن هذه النسبة البينية العالمية بلغت أكثر من 82% ما يدل على الضعف الكبير في السياحة البينية العربية أيضاً.
وبحسب الدراسة حول التوقعات المستقبلية لحركة السياحة العالمية للمنطقة، كانت الدراسة تؤكد أن عدد القادمين لمنطقتنا سيرتفع إلى ضعفين ونصف حتى عام 2020، أي بعدد إجمالي 1.6 مليار شخص (بمعدل زيادة سنوية 4.1%)، حصة منطقتنا العربية منها 68.5 مليون شخص أي بمعدل زيادة 701% ومن المتوقع أن تصل العائدات السياحية العالمية عام 2020 إلى نحو 2000 مليار دولار، ما يدل على الأهمية المستقبلية لقطاع السياحة عالمياً وعربياً من جهة، والتحديات التي تواجه السياحة العربية مستقبلاً من جهة ثانية، هذه التحديات التي تحوّلت لتدمير كل ما هو ربيع نتيجة لخريف فوراتها الديمقراطية، والتي قد تكون أرجعتنا سنوات سياحية ضوئية إلى الوراء!!.
البعث ميديا – البعث