من عهد التصحيح في الفكر والسلوك إلى عهد التفكير ومحاربة التكفير
(من وإلى) قصة وطن، رسمت حروفه بأحرف من نور، قصة وطن بنى فأحسن البناء، قصة وطن أعطى فأجاد العطاء، قصة وطن وقف في وجه المؤامرات فكان كشجرة السنديان، قصة وطن ضحى فكانت الشهادة له عنوان.
(من وإلى) حرفان بالإعراب جرٌّ، لكنهما صنعا تاريخاً لم يُجَرُّ، وقلبا معادلة سيبويه في الإعراب، ومعادلة اللغة، والتاريخ، وغيَّرا من طبيعتهما ليكونا بناءً راسخاً من عبق التاريخ، ومن بدء الرسالات، ومن عهد الله لسورية بأن تكون عمود السماء في الإسلام، وعمود العروبة، وعمود الأمة، وركيزة العالم، لأنَّ كلُّ ما حول سورية يتغير لأنه طارئ، وسورية باقية بعبقها، ورسالاتها، وتاريخها، وعروبتها …الخ.
ويستمر هذا العبق، وتستمر تلك الرسالات إلى هذا الزمن الصعب، الذي أصبحت فيه سورية قطب العالم، وميزان العدالة، وكفةُّ الحقِّ، تجاه كفَّةِ وما تحتويه كفَّة الباطل من أدوات رخيصة سخَّرت الرسالات السماوية، والتاريخ العالمي، والعروبة، والدين لخدمة إسقاط هذا العبق الدمشقي.
(من) حافظ الأسد، الذي صاغ بعبقرية قلَّ نظيرها في العالم حكاية وطن كان لكل دول العالم تأثير فيه، إلى وطن له تأثير في كل دول العالم، وأصبح بوصلة العالم في الحرب والسلم، كما أضحى عنواناً لمناضلي العالم و شرفائه، حيث الشرف لا يشترَ بالمال، بل بالحفاظ عليه وصونه، والذود عن حياضه، ورمزاً من رموز المقاومة.
(إلى) بشار الأسد، الذي أكمل بحنكته وبراعته السياسية عقد الوطن، ونقل سورية من دولة لها تأثير بالعالم، إلى دولة لهــــــا اليد الطولى في صياغة ورسم خارطة العالم، وإعادة التوازن إلى هذا العالم الجامح، وأصبحت سورية بصمودها الأسطوري هي التي تقرر لغة التخاطب في العالم ، كما أبجديتها الأولى.
(من) حافظ الأسد، الذي رسم حدود موقعها الجغرافي والاستراتيجي، والجيوسياسي، لينطلق بفكره وسلوكه إلى كافة أنحاء العالم غرباً وشرقاً، شمالاً وجنوباً.
(إلى ) بشار الأسد، الذي كرَّس بمفهومه الاستراتيجي مفهوم ربط البحار الخمس، على أن تكون سورية محارة ولؤلؤة هذه البحار .
(من) حافظ الأسد، الذي عمل على بناء المؤسسات والرُّقي بها، وبناء قدرات الدولة، والاعتماد على العقل العربي السوري، وقدرات الشباب وطاقاته، وتسخيرها في خدمة الوطن، إلى بناء قدرات الجيش، وجعله ضمن عقيدة الولاء للوطن، وليس للطوائف والمذاهب، (وهم يحالون الآن على نزع هذه العقيدة، وتحويله إلى جيش الطوائف والمذاهب).
(إلى) بشار الأسد، الذي عمل على رسم إستراتيجية الدولة الحضارية بكل ما تملك من مقومات الدولة، وعمل على إعادة هيكلة مؤسسات الدولة من خلال ثورة المعلومات، وكذلك من خلال الجودة، ومدى الإنتاجية، ودعم المؤسسات الحكومية .وكرَّس مفهوم الجيش العقائدي، وزيادة التجهيزات التقنية، ودخول الجيش عالم التقنية الحديثة، وهذا ما جسده على أرض الواقع من خلال الحرب الكونية على سورية.
(من) حافظ الأسد، الذي أسس لفكر الدولة، ونهجها، ولفكر المؤسسات وقوانينها، ولاحترام سيادة الوطن، وعلمه، وجيشه.
(إلى) بشار الأسد، الذي جعل من الدولة منصَّة الانطلاق الأولى، ونهج الدولة، وفكرها، وتشريعاتها، واعتبر القائد بشار الأسد رمزاً للسيادة الوطنية من خلال استقلالية القرار، وعدم التدخل في شؤون الوطن أيَّاً كان صديق أم عدو .
(من) حافظ الأسد، الذي أجمعت آراء زعماء على احترامه بالرغم من عدم حبِّ البعض له، والذي قال عنه ثعلب السياسة الأمريكية كيسنجر (( اعترف أنَّ حافظ الأسد الشخص الوحيد الذي هزمني وقهرني في حياتي))، والذي قال عنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بل كلنتون: الحمد لله أنه لايحكم دولة عظمى في العالم .
(إلى) بشار الأسد، الذي أجمعت أقطاب الأرض وزعمائها ومحلليها، على أن الأسد رجل العصر، اجتمعت عليه أكثر من /183/ دولة بما تملكه من إرهابيين، وأسلحة متطورة، وأموالا، وحدود مفتوحة على سورية، وتدفق سجناء العالم، وشذاذ الآفاق إلى سورية لإسقاط الدولة، وهو الذي رمى ورقة الذل في وجه (كولن بول) وزير خارجية أمريكا .
(من ) حافظ الأسد، الذي استطاع بعبقرية فذة أن يجمع تحت عباءة الوطن أكثر من /40/ عرق وطائفة وهم من مكونات الوطن ، واستطاع أن يكون قلب الإسلام المعتدل .
(إلى) بشار الأسد، الذي استطاع ببرودة أعصابه، وتماسكها، وبحنكة سياسية عالية المستوى أن يضبط إيقاع البعد الطائفي في الحرب المدمرة على سورية، ويخرج سورية بالرغم من الجراح من الاقتتال الطائفي الذي أريد لها أن تكون.
(من) حافظ الأسد، الذي هزم أمريكا في لبنان، وهزم اسرائيل في لبنان، وهزم اسرائيل في حرب تشرين.. سورية التي أوقفت هولاكو على أبوابها بعدما احتل أكثر من نصف آسيا وهزم.
(إلى) بشار الأسد، الذي هزم أمريكا في لبنان أيضاً ، وأمريكا في العراق، وأوقف هولاكو العصر(جورج بوش الابن) على أعتاب دمشق، وكذلك أوقف باراك أوباما على أعتاب دمشق بعدما حشد لها الأساطيل والجيوش لإسقاط الدولة، وكذلك هزم إسرائيل عام 2006، وعام 2008 والعالم المتواطئ من أمريكا واسرائيل وأوربا، وبعض العرب الخونة، والتكفيريون من عربان الخليج وغيرها يهزم اليوم في سورية.
(من) حافظ الأسد، الذي رفض زيارة واشنطن بالرغم من الدعوات المتكررة لم من كارتر إلى كلنتون.
(إلى) بشار الأسد، الذي رفض زيارة واشنطن أيضاً، بالرغم من اقتحامه بفكره الاستراتيجي القارة الأوربية والأمريكية الجنوبية، وعواصم الدول الكبرى ذات القرار.
(من)حافظ الأسد، الذي اتصف بقسوته وحماسته في حماية المنطقة بعدما أضاع منها بسبب ضعف حكامها، والذي اتصف بأنه من أكثر القادة بلاغة في وصف دقائق المعتقدات العربية تجاه اسرائيل وعملية السلام.
(إلى) بشار الأسد، الذي خاطب الحكام العرب (بأنصاف الرجال)، وأيُّ رئيس يجرأ على ذلك غير بشار الأسد، كما كان مدافعاً عن الأمة ومكوناتها، ومقدراتها ووقف ضد التدخل الخارجي بشؤن الدول العربية، وكان من أكثر القادة بلاغة في تدقيق المصطلح السياسي والشائع.
(من) حافظ الأسد، الذي حارب الفكر الإرهابي التكفيري في الثمانينات، والذي غذته وموَّلته دول الخليج العربي، وحكامها، وبعض الدول العميلة في المنطقة وأوربا.
(إلى) بشار الأسد، الذي حارب الفكر الوهابي التكفيري، القادم من بداوة آل سعود (يهود بني قريظة) وجزيرة الموز، الفكر الذي أباح المحرمات الدينية والإسلامية وأباح نواميس الحياة وأعرافها وقوانينها.
(من ) حافظ الأسد، الذي رفع علم الوطن في القنيطرة المحررة ، وكُحلت عيناه بأعلام النصر في لبنان
(إلى) بشار الأسد، الذي كان سبباً في رفع أعلام النصر في الجنوب اللبناني، وفي العراق، وفلسطين (غزة)، والآن يصوف عقد النصر على أعداء الإنسانية في سورية .
هكذا غيرت (من) و(إلى) قواميس اللغة وأصبحتا ذات دلالة محددة وذات رمز خاص له معنى العزة والكرامة والشرف والنصر.
الرفيق الدكتور منيف أحمد حميدوش عضو المؤتمر القطري الحادي عشر ـ جامعة تشرين
البعث ميديا