محللان روسيان: اتفاق النووي الإيراني سيسهم في تحسين الوضع حول سورية
أكد النائب السابق ورئيس المركز الروسي /القدس/ سيرغي بابورين أن اتفاق جنيف بشأن الملف النووي الإيراني سيسهم في “تحسين الوضع حول سورية وليس فقط في تخفيف حدة التوتر حول إيران والمنطقة عموما”.
وقال بابورين في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم “إن الاتفاق يدل في الكثير من جوانبه على اعتراف الولايات المتحدة والدول الغربية بضياعهم وتخبطهم وبأنهم فعلا هم بذاتهم من أدخل الرعب إلى قلوبهم من المشاريع الإيرانية الخاصة بتطوير الطاقة الذرية ليقروا أخيرا بأنهم على استعداد أن يبتعدوا عن هذا الخوف”.
مشيراً إلى أهمية عدم مطالبة الدول الغربية لايران بتقديم تنازلات سياسية بما في ذلك تغيير موقفها الحازم من الوضع في سورية مشيرا الى”أن التهويل والهستيريا حول سورية يجب أن تنتهي وعلى تلك القوى المرتزقة التي حاولت تنظيم التدخل في الشأن السوري أن تتراجع كي تبدأ سورية بمرحلة تسوية الوضع واستعادة الحياة الطبيعية وإعادة بناء ما هدمته قوى الشر والعدوان خلال أعوام الأزمة فيها”.
ونوه بابورين بدور الحكومة الروسية ومبادرتها لوقف التدخل الخارجي في شؤون سورية والانتقال نحو حل المسألة المتعلقة بالسلاح الكيميائي لافتا الى ان روسيا تمكنت من التوضيح للساسة الغربيين بأن مسألة السلاح الكيميائي التي جرى استخدامها ضد القيادة السورية هي عملية استفزازية محضة وهي وسيلة لتفجير الوضع السوري من داخله ولكن هذه الآلية لم تشتغل لحسن الحظ.
معرباً عن أمله بأن تثمر جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمساعي الدولية الروسية حول الأزمة في سورية وان “تعمل سورية على إصلاح وضعها الداخلي بهدوء وتأن انطلاقا من مصالح الشعب السوري وليس تحت أملاءات خارجية”.
وفي مقابلة مماثلة اعتبر /يوري زينين/ كبير الباحثين في جامعة العلاقات الدولية في موسكو أن اتفاق جنيف حول مسألة النووي الإيراني شيء هام جدا وهو ليس سوى “الخطوة الأولى” لافتا إلى ضرورة إنجاز كل البنود التي جرى الاتفاق عليها بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد.
مؤكداً أن طريق تنفيذ كل البنود الواردة في هذه الاتفاقية ليس سهلا إذ أن الإعلان عن الاتفاقية شيء وتنفيذها شيء آخر موضحا أن التوصل إلى هذه الاتفاقية يدل في كل الأحوال على تخفيف حدة التوتر الشديد الذي كان يسود حول الملف النووي الايراني.
وقال زينين إن “هذه الاتفاقية ستوءثر تأثيرا إيجابيا على حل الازمة في سورية لأنه كلما حل الحوار محل الاقتتال كلما كان أفضل وأسلم للسوريين جميعا”.
معتبراً أنها خطوة جيدة من الناحية الإستراتيجية فبعد الإعلان عن نزع السلاح الكيميائي السوري وانضمام سورية الى منظمة حظر انتشار السلاح الكيميائي أصبحت هذه الخطوة مهمة جدا معربا عن أمله في الاستمرار بهذا الطريق إلى الأمام.
وأشار زينين إلى أنه على “إسرائيل التي تمثل مشكلة حقيقية مدعومة من الغرب”أن تتبنى موقفا واضحا من ملف سلاحها النووي حيث أنها اعتبرت الاتفاق في جنيف حول النووي الإيراني سيطالبها في المستقبل بنزع سلاحها النووي.
وشدد الباحث في العلاقات الدولية على أهمية التقدم”إلى الأمام باتجاه الحلول الدبلوماسية وليس التراجع إلى الوراء نحو المواجهات المسلحة أو إلى الحروب الباردة” لافتا إلى أن منطقة الشرق الأوسط هي منطقة نزاعات وحروب دائمة ما يتطلب من الجميع إيقاف هذه الحروب وتخطيها من أجل السلام والصلح التاريخي.
وتساءل زينين لماذا لا تقبل إسرائيل بمقترح تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وخاصة أن هذا الاقتراح يحظى بدعم الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا كانت وراء طرحها لافتا إلى أن “المواجهة اليوم هي معارك سلام والمنتصر فيها هو من يتمكن من فرض السلام من خلال المفاوضات”.
البعث ميديا – سانا