رفيق سبيعي: أنتقي الدور الذي أثق بفاعليته وتقبل الناس له
الفنان رفيق سبيعي واحد من أهم الفنانين الذين كان لهم الأثر الاجتماعي خلال سنوات طويلة عبر قدرته الفائقة على أداء شخصيات اجتماعية ومحببة للناس فزرع كثيرا من المثل والفضائل الاجتماعية التي تركته في الذاكرة الشعبية.
وقال سبيعي في حديث خاص لنشرة سانا المنوعة أنا أحيي الشباب الذين دخلوا مجال الفن حديثا وساهموا في محاولة تطوير الوعي الاجتماعي عند الجيل المعاصر الذي بدأت تأخذه التقنية الحديثة وذلك بعد أن توفرت الوسائل التي تثقف الفنان وتعطيه المد الذي يسير خلاله وهو مطمئن لمستقبله وليس كما كنا في السابق باعتقادي أن الاجيال الجديدة بإمكانها أن تعمل شيئا يفيد المجتمع عن طريق الفن لافتا ان ما هو موجود الان يدل على دور الشباب في تطوير الدراما السورية والعربية.
وعن دور التجارة في الفن قال سبيعي أن أي مهنة عندما تدخل فيها التجارة وتفرض منظوماتها ورؤاها وبخاصة بما يخص الفن يصل الأمر إلى تدني المستوى الفني نتيجة الغاية الأساسية للمتاجرين بالفن وهي الربح السريع دون الاهتمام بقيمة المضمون ومستقبل البيئة والحياة الاجتماعية لذلك نلاحظ انه ثمة خلل في المسيرة التي تدخلت التجارة فيها وظهرت فيها سطوة رؤوس الأموال وبرغم ذلك استطعنا ان نثبت ببساطتنا وعفويتنا كثيرا من تطلعاتنا الفنية والاجتماعية والوطنية لأن المجتمع هو أمانة في أعناقنا.
وحول سبب ابتعاده عن أعمال البيئة الشامية قال سبيعي عندما قدمنا أيام شامية وليالي الصالحية حاولنا بشتى الوسائل أن تكون الأعمال غنية بالمثل العليا التي تربينا عليها لكن بعضهم أساء استخدام البيئة حيث قدم وجها غير محبب للناس معتقدا أن بعض “التشحيط والبوجقة والمشاجرات ” تشكل مسلسلا دون الاهتمام بالمستوى الفني للعمل ومدى أثره القادم على المجتمع لذلك ظهرت العيوب فابتعدنا عن هذه الاعمال واكتفينا بتقديم الأشياء المفيدة التي تعطي فكرة عن بيئتنا بصدق وإخلاص.
وحول تجربة الفنان الإذاعية قال سبيعي الاذاعة أمي الثانية التي ما زلت اتنفس الهواء منها الهواء الذي علمني معنى الالقاء والأداء ومعنى التعامل مع البيئة الاجتماعية من خلال الصوت حيث كان للاذاعة دور اساسي في طرح كثير من القيم والعادات الاخلاقية التي تمثلها وتمسك بها كثير من الشرائح من خلال تعاطيهم مع الاذاعة لذلك أجد أن الاذاعة تسكنني ولا يمكن أن أتخلى عنها فهي موجودة في حياتي وفي ذكرياتي الجميلة.
وعن انتقائه لأدواره قال السبيعي أنا انتقي الدور الذي أثق بمدى فاعليته ومدى تقبل الناس للتعامل معه مع ضمان الأكيد لاستمرار وجود هذا الدور خلال الشخصية التي أمثلها واحترام الناس لها.
وحول عدم رؤية الفنان رفيق سبيعي بشخصيته العادية في هذه المرحلة قال إن تقدم السن يحدد الأدوار لا أستطيع تمثيل دور شخص عمره 40 عاما لذلك تقتصر أدواري على ما فوق الستين لأكون مقنعا للجمهور.
وحول سؤال أيهما يستهويك الدراما التلفزيونية أم الدراما الإذاعية قال سبيعي كل واحدة لها ميزاتها الإذاعة تعلم الأداء السليم النابع من القلب في الاذاعة تستخدم أداة وحيدة وتلعب بها هي الصوت ومن خلاله تستطيع أن تلعب عدة شخصيات حتى لو كانت لا تناسب الشكل أما العمل في التلفزيون فهناك متعة بلعب الشخصية بالتلفزيون تتحدد الشخصية لوجود صوت وصورة بينما في الاذاعة يستطيع لعب شخصيات عديدة حتى لو كانت لا تناسب الشكل.
وحول برنامجه الاذاعي حكواتي الفن قال فنان الشعب نحن في طور نقل حكواتي الفن الى التلفزيون ونعمل حاليا على تسجيل حلقاته وهي حلقات منفصلة وستظهر قريبا على الشاشة.
وفيما يتعلق بالمسرح قال سبيعي أسعى لتنشيط المسرح لأن المسرح ضروري ووزارة الثقافة وجدت لإحياء المسرح يعني أن المسرح أساس والتلفزيون غير المسرح فأنت عندما تشاهد الروح أمامك تنفعل تتلذذ كمشاهد أكثر من رؤية الصورة عندما تشاهد أرواحا أمامك تعيش في الحالة اكثر أيضا الممثل نفسه يستمتع أكثر بالأداء عندما يعرف أن المشاهد حضر خصيصا ليمضي ساعات في متابعته.
ونصح سبيعي الجيل الجديد أن يكون لديه هدف سام إذا شارك في أي عمل وإذا لم يكن هناك هدف فالأفضل ألا يشارك وبخاصة في الكوميديا محذرا من الاعتماد على الكوميديا الحركية والاتجاه إلى كوميديا الموقف التي ترتقي للمستوى المطلوب الذي نرغبه لافتا إلى أنه يؤيد كوميديا الموقف يعني “الضحك يأتي نتيجة الموقف وليس نتيجة بعض الحركات التهريجية”.
وحول مشاريعه القادمة قال سبيعي أنا ابحث دائما عن الدور الأفضل لدي حاليا ارتباط مع المنتج إياد النجار في عمل “ليل الشام” الذي يحكي عن دمشق عام1860 ودوري فيه مفت أعجبني الدور وإنشاء الله سأشارك فيه.
البعث ميديا – سانا