تأسيس تجمع «سوريون ضد الإرهاب والحرب»
أعلنت فعاليات اجتماعية مدنية أهلية وطنية اليوم عن تأسيس تجمع تحت اسم “سوريون ضد الإرهاب والحرب” وذلك في فندق داما روز بدمشق بهدف المساهمة في “رفع المعاناة عن الشعب السوري والتصدي للفكر الوهابي والتطرف والطائفية والنعرات القومية ولكل أشكال التدخل الخارجي والعمل بكل الوسائل لدفع كافة الأطراف نحو تفعيل الحل الوطني وتحقيقه عبر السوريين أنفسهم”.
وبين التجمع في بيانه التأسيسي أن معاناة الشعب السوري جراء ممارسات الإرهابيين من قتل وتدمير وتهجير وحصار اقتصادي بهدف تجويعه “تستدعي العمل لاجتراح الأمل من عمق المعاناة وتحمل مسؤولية المساهمة في العمل الوطني لتخليص الشعب السوري من معاناته التي تجاوزت كل الحدود”.
ودعا التجمع إلى “التصدي لأي شكل من أشكال التدخل الخارجي سواء عبر السياسة أو العدوان العسكري أو التمويل والتسليح والدعم الاستخباراتي والإعلامي” لأن “هذا التدخل ليس إلا إرهابا وحربا تشن على السوريين وأمنهم واستقرارهم”.
وأكد البيان على التصدي للفكر الإرهابي والتطرف والطائفية والنعرات القومية التي يستخدمها أعداء سورية بهدف تشويه الماضي واغتيال المستقبل وتضييع الهوية الوطنية الحضارية للحياة والإنسان والتاريخ والثقافة فيها والدفاع عن التعدد القومي والتنوع الديني والعمل على تكريس هذا التعدد كعمق حضاري تاريخي مستمر وفاعل ومقاوم للتطرف بكل أنواعه.
وأشار إلى العمل بكل الوسائل لدفع جميع الأطراف السياسية والمجتمعية لتفعيل الحل الوطني وتحقيقه عبر السوريين أنفسهم والعمل على ابتكار وترسيخ كل ما يرتقي بالحل الوطني من حيث سرعة الانجاز والتخلص من الإرهاب والانتقال “إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية تتيح للسوريين استعادة حياتهم الآمنة ليمارسوا دورهم الحضاري” مع الحفاظ على وحدة واستقلال سورية أرضا وشعبا والدفاع عن السيادة الوطنية.
ودعا التجمع جميع الهيئات والمنظمات والكيانات للمساهمة والعمل من أجل هدف واحد هو رفع المعاناة عن الشعب السوري من خلال إقامة الفعاليات والنشاطات الإعلامية والثقافية والإغاثية والصحية وغيرها.
وحيا التجمع في ختام بيانه الجيش السوري جيش الوحدة الوطنية الذي يعد الجهة الشرعية الوحيدة حاملة السلاح للدفاع عن الوطن.
وبينت بروين ابراهيم أحد المؤسسين أن “أبواب التجمع مشرعة لجميع السوريين بصفتهم الوطنية لا الحزبية ولا شرط للانتساب إلى التجمع سوى رفض الإرهاب والعنف والارتقاء فوق الحزبية والطائفية” لافتة إلى أن الإرهاب الأسود الذي يتسلل عبر الحدود يستهدف وطننا وأبناءنا وبيوتنا.
من جانبه أكد الشيخ مأمون رحمة خطيب الجامع الأموي في دمشق دعم التجمع حتى يحقق أهدافه على أرض الواقع للتخفيف من آلام وجراح شعبنا بعد صموده في مواجهة الهجمة الإرهابية الشرسة التي تعرضت لها أمتنا.
بدوره أشار الأب في بطريركية السريان الأرثوذوكس كابرييل داوود إلى أن “الوجود المسيحي في الشرق وجود أصيل لا طارئ وهو لم يأت بمحض المصادفة أو وافد من الخارج” مؤكدا أن المسيحيين مستهدفون ضمن الاستهداف الأكبر للوطن من خلال اللعب بالتركيبة الديموغرافية للمجتمع لان المسلم والمسيحي يقفان صفا واحدا للدفاع عن الوطن.
وذكر الأب كابرييل أن الإرهاب طال الأديرة والكنائس ورجال الدين وكل من خالف الإرهابيين في الرأي وأخيرا كان اختطاف الراهبات في دير مار تقلا مشيرا الى المجازر التي لحقت بالأرمن والسريان والأقليات من قبل تركيا العثمانية في القرن الماضي.
من جانبه أشار مختار لماني رئيس مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية إلى أهمية المبادرات التي تحتضن سورية من الداخل معتبرا أن أي مبادرة يقيمها المجتمع المدني والأهلي للوصول إلى إنقاذ سورية تعد شيئا ايجابيا.
من جهته دعا صبري أنوشة المستشار في السفارة الإيرانية بدمشق كل الشرفاء والخيرين إلى “النضال لدفع الشر المستطير الذي يمثله المخطط الإرهابي الذي يقتل المواطنين ويهدم البنية التحتية في سورية والعمل على دعم القاعدة الشعبية التي يمثلها هذا التجمع”.
وتركزت مداخلات الحضور على أهمية تفعيل دور الفعاليات الأهلية والمجتمعية وايلائها المزيد من الدعم وتسليط الضوء عليها إعلاميا والتأكيد على سمو الوطن فوق كل الاعتبارات الحزبية والمناطقية والفئوية وإبراز الدور الحضاري لسورية التي علمت الأبجدية للعالم كله.
تخلل الفعالية عرض مادة فيلمية أشارت إلى قبح وهمجية الإرهاب التكفيري الذي طال السوريين في مدارسهم وجامعاتهم وبيوتهم وأماكن عملهم وفظاعة ما ترتكبه المجموعات الإرهابية من جرائم بحق البشرية جمعاء.
شارك في الفعالية عدد من أعضاء مجلس الشعب وعدد من الأمناء العامين والممثلين عن الأحزاب الوطنية ورئيس المجلس الوطني للإعلام ورجال دين مسيحي واسلامي وفعاليات أهلية وشبابية وهيئات وشخصيات وطنية ومستلقة.
البعث ميديا – سانا