الجولان المحتل… 32 سنة من رفض الاحتلال و«الضم» المشؤوم
تعود ذكرى قرار الاحتلال الإسرائيلي الباطل بضم الجولان العربي السوري في الرابع عشر من كانون الأول في كل عام مناسبة، يجدد فيها أهلنا في الجولان تمسكهم بهويتهم ووحدة أرضهم وانتمائهم إلى وطنهم سورية وثباتهم في مواقعهم حتى كسر القيد والتحرر وعودتهم إلى حضن الوطن الأم.
منذ عام 1981 تاريخ الضم المشؤوم لا يمر على أهالي الجولان المحتل مناسبة رغم مرور سنوات الاحتلال الثقيلة الطويلة إلا ويؤكدون فيها ارتباطهم بوطنهم الأم وأن الجولان عربي سوري، وهو ما تؤكده الأمم المتحدة بقرار يصدر كل عام يشدد على بطلان قرار الاحتلال بضم الجولان إلى كيانه الغاصب ويدعو المحتل إلى الانسحاب منه إلا أن كيان الاحتلال مازال ينتهك كعادته كل تلك القرارات ويواصل إجراءاته التعسفية ضد أهلنا في الجولان.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد تبنت أواخر الشهر الماضي مرة جديدة قرارا يطالب الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب من كامل الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من حزيران لعام 1967 تنفيذا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة موءكدة أن استمرار احتلال الجولان السوري وضمه بحكم الأمر الواقع يشكلان حجر عثرة أمام تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.
هذا ولا يقتصر انتهاك الاحتلال الإسرائيلي للقوانين والقرارات الدولية باستمراره باحتلال الجولان السوري فقد وصل به الأمر لأن يستخدم تلك الأراضي المحتلة لتكون ممراً للإرهابيين القادمين من مختلف أصقاع العالم إلى الأراضي السورية ليكون بذلك على رأس قوى الإجرام والإرهاب التي تتشارك اليوم لضرب سورية وكل مقاوم في هذه المنطقة، وبالرغم كل ما يتعرضون له من اعتقال وأحكام جائرة ومحاولات للضغط عليهم من محتل يستغل ما يتعرض له وطنهم الأم لم يتراجع أهلنا في الجولان عن تمسكهم بهويتهم السورية مسطرين ملاحم الصمود في وجه اعتى الممارسات العدوانية الإجرامية التي يقوم به احتلال يخالف الأعراف الإنسانية والشرائع السماوية والدنيوية.
ومع كل إدانة أممية وقرار لمجلس الأمن ضد كيان الاحتلال لعدم امتثاله حتى الآن لقرار الانسحاب من الجولان السوري يوسع الاحتلال اعتداءاته على شعوب المنطقة ويعربد مستفيداً من غطاء الفيتو الأمريكي الداعم لتلك السياسات العدوانية إذ لا تتردد الإدارات الأمريكية باستخدامه عشرات المرات لتغطية جرائم المحتل وحمايته من العقاب بما يهدد السلم والأمن الدوليين.
بعيداً عن تنفيذ القرارات الدولية من عدمه يواصل أهلنا في الجولان المحتل تطلعهم بشوق كبير إلى يوم التحرر من الاحتلال على يد أبطال جيشنا السوري وسواعد المقاومين الشرفاء معبرين عن إيمانهم باقتراب تلك اللحظة مجددين في الوقت ذاته وقوفهم إلى جانب الوطن الأم سورية في حربها المقدسة ضد العدوان والإرهاب الذى تتعرض له.
يشارك أبناء الجولان اليوم جميع السوريين ثقتهم بأن الدماء التي تسيل في معركة الكرامة والسيادة ستكون مشعلا لتحرير الأرض السورية من نير الاحتلال كما هي اليوم مشعلا في تطهيرها من رجس الإرهاب، مؤكدين أن المعتدين وأدواتهم الإجرامية لن يستطيعوا مهما بغوا حرف بوصلة سورية وتشتيت انتباهها عن المعركة الأساسية المصيرية مع الاحتلال الإسرائيلي رغم كل ما تخوضه في الداخل والخارج على كل المستويات العسكرية والدبلوماسية والسياسية في وجه الإرهاب الدموي العالمي.
نقلا عن وكالة “سانا” للأنباء