وزيرة الثقافة: الفنانون الذين انكفؤوا يعودون اليوم بقوة
ضم المعرض السنوي للخط العربي والخزف والتصوير الضوئي الذي افتتح ظهر أمس في صالة الرواق العربي بدمشق بمشاركة أكثر من مئة فنان تشكيلي سوري، أعمالا تشكيلية فنية متنوعة في المواضيع والأساليب والتقنيات.
وذكرت وكالة “سانا” للأنباء أن لوحات المعرض الذي يستمر لغاية الخامس من الشهر القادم، تنوعت بين لوحات الخط العربي المعروضة من حيث الخطوط المستخدمة كالنسخ والديواني والكوفي والثلث والحروفي الفني وغيرها كما تنوعت الأعمال في الأحجام والمواضيع والتقنية، فمنها ما جاء على شكل لوحة تشكيلية حروفية وغيرها على شكل مخطوطات لآيات من القرأن الكريم او لعبارات من الشعر أو الحكم وبأحجام مختلفة.
وخلال اشرافها على افتتاح المعرض، قالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في تصريح للصحفيين: “اليوم نحتفي باليوم العالمي للغة العربية ووجدناها مناسبة للاحتفاء بالخط العربي وبدخوله عالم التشكيل المعاصر عالم الحداثة ومناسبة لعرض أعمال الطلاب والأساتذة في معهد الفنون التطبيقية ولتكريم المبدعين من الرواد في الخط العربي في هذا النوع من الفنون”.
وأضافت مشوح إن: “الفنان السوري ابن هذه الأرض الطيبة وهو لم يتخل عن دوره”. مشيرة إلى أن “البعض ممن انكفؤوا يعودون اليوم وبقوة مصممين أكثر من أي وقت مضى على وضع بصمتهم في سورية المستقبل”.
واعتبرت وزيرة الثقافة أن الفنون هي “الأوكسجين الذي يتنفسه الإنسان ومن دونها لا وجود للإنسان وإلا تحول إلى آلة تأكل وتشرب” لكن الشعب السوري شعب عظيم وينتمي إلى حضارة عريقة لافتة إلى أن المثقف الحقيقي وخاصة الفنان لا يمكن أن يتخلى عن دوره الوطني في أي مجال من مجالات الفنون كالموسيقا والمسرح والسينما والتشكيل.
وتابعت: “إن جمالية الخط العربي تكمن في كونه مرتبطا بالكلمة والفكرة وبنمط معين من التشكيل مشيرة إلى أن هذا الفن يتجاوز اليوم حدوده التقليدية بحيث نرى فنانينا وخطاطينا يخرجون بهذا الخط من حدوده التقليدية الضيقة وينطلقون به إلى الفن التشكيلي الواسع والرؤية التشكيلية المجردة”.
كما رأت وزيرة الثقافة أن للمعارض التشكيلية هدفين مزدوجين الأول لم شمل هؤلاء الفنانين الذين هم بحاجة لإظهار أعمالهم وتعريف الجمهور بها بينما الهدف الثاني وضع كل ما يطور ذائقة الجمهور وطريقة تفكيره ورؤيته للعالم لأنه بدون الفن لا يمكن أن نطور العالم داعية إلى رعاية هذه الفنون بكل الوسائل ومهما كانت الظروف.
وأشارت الوزيرة مشوح إلى أن الصورة التي تعطى اليوم عن سورية “صورة قاتمة…اقتتال ونهب وتشريد وجوع” لكن إنساننا السوري إنسان حضاري وهو لن يقبل لا لنفسه ولا لوطنه أن تطرح مثل هذه الصورة وهو مصمم على تصحيحها ومن لا يصدق فليأت إلى المعارض التشكيلية.
بدوره، قال الدكتور عماد الدين كسحوت مدير الفنون الجميلة “لأن سورية بلد الحضارة وهي السباقة دائما والرائدة في الإبداع الفني والثقافي وجب علينا تكريم من كان لهم دور ريادي في حركة الفن التشكيلي والمساهمة في تطويره من خلال نشاطهم الفني أو من خلال دورهم كمعلمين للفن والذين تتلمذ على يديهم عدد كبير من الفنانين الذين ساهموا أيضا برفع الحركة التشكيلية في سورية ورفدها باجيال أبدعت وتفوقت على الساحتين المحلية والعالمية”.
وأضاف كسحوت: “لا يعني هذا أن نقف عند هذا التكريم فبلدنا يزخر بالمبدعين الذين يستحقون منا كل الاحترام والتكريم مبينا أن مديرية الفنون الجميلة ستقوم بترسيخ هذا النشاط من خلال دعم وزارة الثقافة الدائم للفنانين ونشاطاتهم واقتراحاتهم في سبيل رفع الحركة التشكيلية في سورية”.