مصرون على الحل السياسي.. الزعبي: سورية ستخرج من الحرب
أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن كشف مخططي ومنفذي الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون قبل فترة يدل على أن هذا العدوان الإجرامي الإرهابي الشرير الذي يستهدف سورية سينتهي هو وأصحابه ومخططوه ومنفذوه ومموله وأن سورية الدولة والشعب والثقافة والحضارة ستبقى ولن تسطيع أي قوة أو جهة في العالم محوها.
وفي مقابلة مع قناة “الإخبارية السورية” أمس السبت 8 شباط، قال الزعبي “إننا نثني على جهود الأجهزة الأمنية المختصة التي استطاعت بحكمة وتدبير إلقاء القبض على العصابة الإرهابية التي كانت وراء استهداف المبنى.”
وأوضح الزعبي أن الحالة الوطنية والإيمانية والعقائدية لدى السوريين راسخة بكل معناها وكل من يحاول اللعب عليها مهما استخدم من أساليب وخداع وتضليل سيفشل في نهاية المطاف فسورية تصمد اليوم بالتربية الوطنية والدينية والأخلاقية والأسرية الموجودة لدى أبنائها.
وأشار الزعبي إلى أن سورية ستخرج من الحرب المعلنة عليها وأن المساحة البيضاء الناصعة في قلوب السوريين تجاه بعضهم ستبقى فالشعب الذي يصنع الحضارات ويحافظ عليها لا يمكن أن يكون حقودا أو يكره بعضه بعضا.
وشدد الزعبي على أن كل المناطق في سورية لها ذات الأولوية بالنسبة للحكومة السورية التي تتعاون في هذا الإطار مع منسق أنشطة الأمم المتحدة في سورية لافتا إلى أن هذا الأمر وإن بدأ في حمص فسينتقل قريباً إلى مناطق أخرى في سورية.
وقال الزعبي: إن وفد الائتلاف كان لديه معلومات حول ترتيبات خطة تنفيذية زمنية يجري العمل عليها بين وزارة الشؤون الاجتماعية والأمم المتحدة بشأن حمص القديمة لإخلاء المدنيين منها فطرح موضوع حمص في جنيف لأنه أراد أن يركب الموجة ويسجل إنجازا لنفسه.
ولفت الزعبي إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية سيتوجه إلى جنيف مجدداً بروح الجماعية والمسؤولية الوطنية من أجل العمل على خلق مسار سياسي يفضي إلى نتائج حقيقية تشعر الجميع بالرضا على الصعيد الفردي والجمعي، مشيراً إلى أن خيار المسار السياسي كان الخيار الأول لسورية منذ بدء العدوان عليها عام 2011.
وقال الزعبي: إننا توجهنا إلى جنيف رغم أننا لم نكن شركاء في صياغة بيان جنيف الأول وحضرنا بجدية وبمصداقية وكنا مصرين على أن ننجز شيئا وكنا نريد أن ننطلق مع الوفد الآخر على الرغم من أنه لا يمثل حتى الائتلاف ولا يمثل بقية قوى المعارضة ومع ذلك دعونا إلى البحث عن قواسم وأرضية مشتركة يمكن البناء عليها ورغم ذلك رفض الوفد الآخر كل المبادئ الوطنية.
وشدد وزير الإعلام على أن المصالح الوطنية العليا لسورية ستبقى تحكم سلوك الوفد الرسمي السوري شخصيا وسياسيا وتفاوضيا وأن السعي يجب أن يبقى من اجل إنتاج حوار سوري سوري بقيادة سورية ينتج حلاً سورياً يطبق في سورية بإرادة سورية وباستفتاء الشعب السوري عليه.
وأوضح وزير الإعلام أن وفد الجمهورية العربية السورية مخول بالنقاش والحوار في كل القضايا والمواضيع ولكن قرار قبول ما ينشأ عن جنيف إذا نتج عنه أي شيء فإن الإرادة الشعبية في سورية هي من ستحكم عليه عبر الاستفتاء الشعبي العام.
وبين الزعبي أن قرار الذهاب مرة ثانية إلى جنيف يأتي انطلاقا من أن الحكومة السورية لا تبدل خياراتها أو اعتقادها بأنه لا بد من مسار سياسي لحل الأزمة يحتاج إلى هدوء وحكمة وتحضير وقراءة جيدة وتعاطي بما يلزم من الحنكة.
وقال الزعبي: إن شعارنا الدائم ونحن في طريقنا إلى جنيف هو “سورية يا حبيبتي” وهذا الشعار لا نبدله ولا نغيره وسنتصرف كأننا ندافع عن معشوقتنا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وعلى الجميع أن يفهم أن السيف الدمشقي المجسد في ساحة الأمويين هو الذي يحمي بكل المعاني مقدساتنا العربية والإسلامية وإذا هدم فلن يبقى لأي مقدس معنى لأنه لن يبقى له حام.
وأضاف الزعبي إننا مصرون على العملية السياسية والمسار السياسي وهذا ليس سهلاً وهو عمل صعب ومعقد يحتاج إلى وقت وسنبذل أقصى طاقاتنا وسنبقي الباب مفتوحاً لإنتاج مثل هذا الحل السياسي.
وأضاف الزعبي إننا لا ندافع عن سورية فقط بل ندافع عن الدول العربية من إرهاب الظلام والظلاميين الذي لن يترك أحدا من شره ولذلك فإننا حذرنا ونحذر وسنبقى نحذر كل دول الجوار وما هو أبعد منها من أن الدعم الذي تقدمونه للإرهابيين في سورية وغيرها سيرتد عليكم يوما ما وخاصة السعودية بالدرجة الأولى.
وأكد الزعبي أن السعودية تمول وتسلح وتدعم الإرهابيين من كل جنسيات العالم وتستضيف وتمول محطات إعلامية تحرض على الإرهاب والفتنة وتفتي بالقتل والإجرام ولها مراكز في الأردن يشرف عليها أمراء يقيمون فيها لدعم الإرهاب في سورية وإذا لم تتوقف عن هذه الأفعال فلا أهمية لتوجهها بمعاقبة السعوديين المتوجهين للقتال خارج أراضيها.
واعتبر الزعبي أن القرار السعودي هو محاولة لتجميل ما هو مشوه في دور المملكة لجهة دعم الإرهاب في العالم وخاصة في سورية فهي تعرف جيدا من أين تأتي الأموال ومن يمول ويسلح الإرهابيين ومن هو المتورط من مؤسسات وأجهزة حكومية وجمعيات خيرية وبعض أدعياء الدين.
وقال الزعبي إن حكومة رجب طيب أردوغان عندما يتاح لها وقت للتفكير بمنطق عاقل يجب أن تفهم حجم ما فعلته من آثام بحق السوريين فقد سقط الكثير من الشهداء بسبب الإرهابيين الذين دخلوا عبر الحدود التركية إضافة إلى تورطها بسرقة المصانع والمعامل والضغط السياسي والاقتصادي الذي تعرضت له سورية بسببها ولذلك فعليها أن تغلق حدودها أمام الإرهاب والإرهابيين.