شعبان: نُصرّ على مناقشة وقف العنف ومكافحة الإرهاب في الجولة الثانية
أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن الإشكالية الجوهرية والكبرى في عملية البحث عن حل سياسي عبر مسار جنيف تكمن في أننا لا نعرف من يمثل من أتى باسم المعارضة وكم يمثل وما علاقته بسورية وما يجري فيها وما تأثيره على الأرض.
وقالت شعبان في مقابلة مع قناة أنباء العالم اليوم: إننا ذهبنا إلى جنيف ونذهب اليوم رغم علمنا بهذه الإشكالية التمثيلية للوفد الآخر لأننا لا نريد أن نوفر أي جهد مهما كان احتمال نجاحه ضئيلا من أجل وقف سفك الدم في سورية ولأن همنا جميعا هو إيجاد حل للأزمة.
وأوضحت شعبان أن وفد “الائتلاف” المسمى “المعارضة” جاء إلى جنيف بهدف مناقشة كلمة واحدة في نقطة محددة في بيان جنيف الأول وهي كلمة الحكم وليس هيئة الحكم الانتقالي بينما كان الوفد السوري يريد أن يناقش البيان ولكن بطريقة تسلسلية بدءا من البند الأول وهو وقف العنف الذي يعني وقف الإرهاب.
وقالت المستشارة الإعلامية إننا نصر على مناقشة وقف العنف ومكافحة الإرهاب في الجولة الثانية باعتباره النقطة الأولى في بيان جنيف الأول ومن ثم الحفاظ على مؤسسات الدولة وخلق بيئة مناسبة من أجل إيجاد مسار سياسي قبل الوصول إلى مناقشة هيئة الحكم الانتقالي، مضيفة: إن بيان جنيف واضح بضرورة التوافق على كل النقاط ولا يجوز أن يكون هناك أي فراغ دستوري بمعنى أن يكون الدستور الحالي هو النافذ إلى حين اتفاق الأطراف على مسار سياسي أو إعادة النظر بالدستور وفق الخطوات المتتالية التي توصل إلى هذا المسار.
وقالت شعبان ليس لدينا أي تواصل مع الجانب الأمريكي الذي مازال مترددا في اختيار المسار الذي يريد السير فيه ووفد “الائتلاف” سيعود بالتعليمات الأمريكية ولا نعرف إلى أين وصل القرار الأمريكي بالنسبة للأزمة في سورية في حين أن الموقف الروسي لن يتغير لأنه مبدئي معتمد على الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحق الشعوب في اختيار مستقبلها، مشددة على أن الحل الأساسي للموضوع الإنساني في سورية يكمن بوقف الحرب الإرهابية ضد الشعب السوري، مشيرة إلى أن من يمول ويسلح ويدعم الإرهاب في سورية مسؤول عن معاناة السوريين وأن الإرهابيين هم من يتخذون المدنيين دروعا بشرية ويتاجرون بحياتهم ومعاناتهم، لافتة إلى أن سورية هي سند أساسي للمقاومة في المنطقة ورقم صعب وفق حسابات مخططات الغرب التي تريد تغيير وجه المنطقة ولذلك فإن نتيجة الحرب الإرهابية التي تشن ضد سورية ستحدد أي محور في المنطقة سيكون الأقوى وسيكون له المستقبل وخريطة التوازنات العالمية الجديدة.
وأكدت شعبان أن تركيا وقطر كانتا رأس حربة في الحرب الإرهابية ضد سورية قبل أن تتولى السعودية هذه المهمة وهذه الدول تعمل بإمرة الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن حكومة رجب طيب أردوغان الإخوانية تصرفت بعقلية عثمانية جديدة اعتقدت أنها من خلال الحرب على سورية ستسيطر على المنطقة، لافتة إلى أن القرار الأمريكي باستمرار تسليح الإرهابيين في سورية ليس جديدا بل كان الإعلان عن الخطوة في توقيت انعقاد “جنيف2” هو الجديد، مبينة أن الإدارة الأمريكية مربكة في التعامل مع سورية وهي تحاول الوصول إلى قرار بعد يأسها من فرض إرادتها على سورية وهي مازالت تسير في المسارين السياسي والعسكري عبر دعم الإرهاب في سورية.
وقالت المستشارة الإعلامية: إن الولايات المتحدة لا تريد أن تقول للعالم إن رهاناتها في سورية فشلت فهي مهتمة بالصورة أكثر من الواقع وتحاول البحث عن مخارج معينة لهذا الموضوع ولكن القناعة الراسخة لديها اليوم أنها لن تستطيع فرض رؤيتها على سورية ولذلك تغض الطرف الآن عن السعودية التي تمول الإرهاب في سورية في محاولة يائسة لتحقيق شيء ما على الأرض، مؤكدة أن هذه المحاولات ستفشل لأن الجهد الداعم للإرهاب في سورية يتزامن مع مصالحات متسارعة على الأرض السورية ومع تغيير نوعي في ذهنية السوريين.
البعث ميديا – سانا