«خطوات» في يومه الثالث.. عروض مميزة تتناول الحب والانتظار
“انتظريني ” أخر ماقاله عزوز لزوجته وهو عريس حديث العهد لبى نداء الواجب وقدم روحه فداء لوطنه، عاشت هذه الزوجة مرارة الانتظار والفراق، أول فيلم تم عرضه ضمن فعاليات اليوم الثالث من مهرجان خطوات السينمائي الدولي، وهو الفيلم الذي حصل على استحسان لجنة النقاد ووصف بالجميل جدا.
الفيلم من إخراج فواز خزما، وبطولة الحسن علاء الدين و هبة ديب، وما تعرض له الفيلم من نقد جاء عبر القراءة النقدية للفيلم حيث قدم الفنان بشارعباس رأيه بالفيلم قائلا : في البداية عبارة ” فيلم لـ” لايجوز استخدامها إذ أن الفيلم ليس للمخرج ، الفيلم عمل عليه عدد كبير من الفنيين والممثلين ،هو عمل جماعي والمخرج أحد المشاركين في صناعته،وأشار الى أنه يجب ان نكون متوازنين بالفن دون التفرد بالرأي ،وأضاف: الفيلم جميل جدا ومبني على موقف انساني شديد الارتباط بالواقع ويستجيب للمعاناة العامة وفيه محاولة لبناء الشخصيات، أما تقنيا فهناك خطأ وقع المخرج فيه بالتصوير فيما يخص كسر الـX كاميرا.
وفي تعليق للمخرج فواز خزما عن ماتم نقده في الفيلم أوضح قائلا : الفيلم هو أول تجربة سينمائية لي وتم تصويره بفترة قياسية والهدف منه ايصال رسالة رمزية بأن الحياة ستبقى مستمرة وهذا ماجسدناه في الفيلم عندما أعدنا عزوز بنفس الهيئة تحت اسم ” كريم”، وأشرنا إلى وجود الأمل دوما بـ” انتظريني “،وما حققناه حتى الآن هو بوادر إيجابية تدفعنا لننافس بقوة في المهرجان “.
وفي لقاء خاص لـ”البعث ميديا” مع بطل “انتظريني” الحسن علاء الدين تحدث عن مشاركته قائلا: انتظريني التجربة الثانية سينمائيا لي و أعطتني خبرة أكثر، القصة ممتعة ومؤثرة وأتمنى أن أكون قدمتها بالشكل المناسب، أما عن التحضيرات للفيلم أضاف: لم يأخذ الفيلم أيام كثيرة إذ تم تصويره على يومين، وكانت أجواء العمل ممتعة مع المخرج فواز خزما، و عن تعليقه بعد أن سمع القراءة النقدية قال: شهادة كبيرة من أساتذة في السينما أعتز بها وتدفعنا للعمل بجهد أكبر لتقديم أعمال أفضل.
انتقل العرض الى فيلم “sorry ” الذي قدمه المخرج طارق سالم من حلب حيث روى من خلاله قصة حب بدأت بين شاب وفتاة تنتهي بطريقة مأساوية، وعن هذه التجربة صرح المخرج قائلا: هي تجربتي السينمائية الأولى وتروي قصة إنسانية عاطفية حصلت في ظروف الحرب وهي فعلا قصة واقعية، أما الممثل زياد شحود بطل العمل قال :موضوع الفيلم كان صعبا لأن التصوير تم في فترة حصار حلب وأيضا لإعتماد الفيلم على السيناريو ، وكانت هذه تجربتي الأولى في التمثيل .
أما نقديا فوصف بالعمل الجميل لكن أخذ عليه تكرار غير مبرر لعدة مشاهد وهذا ماقاله الأستاذ سامر اسماعيل.
“مترين بمتر” كان عنوان الفيلم الثالث في العرض وحمل توقيع المخرج زياد حمدان الذي حدثنا عن مشاركته بقوله: شاركت للمرة الثانية في المهرجان وعدد كبير من الجمهور تشاءم من العنوان، أنأ لا أراه تشاؤمي، لأنه برأي أي إنسان نهاية كل حياته ستكون ضمن مترين بمتر ” القبر”، وضمن القراءة النقدية تعرض الفيلم لنقد شديد إذ صرح الأستاذ سامر اسماعيل بأنها مجرد فكرة ، لكن أين الفيلم ؟
أما في “مكالمة لم يرد عليها” شاهدنا صورة تجسد الصراع الداخلي الذي يعيشه الإنسان بين مايرغب فيه وبين القيود الإجتماعية أو الشخصية المفروضة عليه، وهو من إخراج عمرو عجلوني من دمشق، وجهت ملاحظة للفيلم ضمن القراءة النقدية بأنه ممكن أن يكون أنضج ، لكن مكساج الصوت والمونتاج اتسموا بالجمال.
وضمن فقرة الأفلام الغير مشاركة بالمسابقة تم عرض فيلمين الأول بولندي حمل عنوان “the heat ” من إخراج بارتوسيز كروهليك، عرض الفيلم قصة استغلال معينة يتعرض لها أحد الشباب ، لكن الفيلم حمل طابع العنف الشديد .
الفيلم الثاني ” ليش” من إخراج سيمون صفية وهو من أفلام منح المؤسسة العامة للسينما ، انتقد لإستعمال الأقنعة في بدايته ، إذ روى حكاية حبيبين تجبرهما الظروف على الهرب بسبب معارضة الأهل لموضوع الإرتباط بينهما .
من خلال فقرة القراءة النقدية أوضح الأستاذ سامر اسماعيل أن سينما الهواة ليست سينما من الدرجة الثالثة ،هذا النوع من التظاهرات هو مختبر حقيقي لإنتاج نظرية وتيارات وأساليب فنية ، إنما هي ليست بمكان للمشاكل التقنية ومشاكل الكتابة
وأضاف قائلا: سينما الهواة يجب أن تكون منبع لأراء وجماعات سينمائية ، إذ أن السينما ليست شيء معزول ولا تحصل فقط على الشاشة بل تكشف وتضيء وترفع التزوير الذي لحق من سطوة الميديا الجديدة على عقول الناس في بيوتهم ، جمهور السينما هو جمهور حضاري لديه الامكانيات لتحقيق الحالة السينمائية الراقية .
الجدير بالذكر أن لجنة القراءة النقدية تكونت من الأستاذ سامر اسماعيل والفنان بشار عباس وتم استضافة الناقد والكاتب السينمائي الكبير من خلال القراءة النقدية ،اماعلى هامش اليوم الثالث للمهرجان لوحظ تفاقم المشاكل التقنية إذ توقف عرض أكثر من فيلم لأكثر من مرة .
البعث ميديا || أيهم غانم