الشريط الاخباريسورية

لافروف: لا قرارات في مجلس الأمن تبرر التدخل في سورية بذرائع انسانية

أكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده تعمل في مجلس الأمن على وضع قرار دولي خاص بمكافحة الإرهاب في سورية.

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الاريتري عثمان صالح اليوم الاثنين 17 شباط، ذكر خلاله أن الإحصائيات المتوفرة تظهر أن الجماعات المتطرفة التي ازداد عددها في سورية بشكل حاد، والتي لا تخضع لأية هيئة سياسية معارضة، مسؤولة عن معظم المشاكل التي تحدث في سورية.

وتطرق لافروف أيضا إلى الجهود التي تبذل في مجلس الأمن حاليا من أجل إصدار قرار خاص بالقضايا الإنسانية في سورية، والى المحاولات لتنسيق نص يكون مقبولا للجميع.

 وشدد الوزير الروسي في هذا الخصوص على أن مجلس الأمن لن يصدر شيئا يمكن استخدامه كذريعة للتدخل الإنساني في سورية.

وأقر لافروف بأن بعض أعضاء مجلس الأمن يسعون لإدراج بند خاص بإدخال القوافل الإنسانية عبر الحدود السورية حتى دون إذن من السلطات المركزية.

 وشدد: «إن ذلك يتعارض بشكل مباشر مع القانون الإنساني الدولي ومع القواعد التي وافقت عليها الأمم المتحدة بالنسبة لأهداف العمليات الإنسانية. ومجلس الأمن لن يخلق مثل هذه السوابق».

وتابع أن لدى موسكو معلومات تؤكد تنامي توريدات الأسلحة والذخائر من الخارج للمقاتلين في سورية بما فيهم الجماعات الأكثر تطرفا.

وشدد على أن أية توريدات أسلحة لأية جماعات مسلحة غير شرعية، لا يمكن أن تكون شرعية. لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن الجهات التي تطالب باستصدار قرار دولي صارم باعتباره الوسيلة الوحيدة لتخفيف معاناة السكان في سورية، يمكنها، في الحقيقة، استخدام المسارات التي تستخدم لتوريد الأسلحة إلى سورية، لإيصال الأغذية.

وقال:«إنهم على أية حال يقومون بأعمال غير شرعية تشكل انتهاكا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، ويمكنهم أن يرسلوا الى هناك الخبز والزبدة بدلا من المدافع».

 وأضاف: «إن مجلس الأمن لن يخلق أية سوابق يمكن استخدامها كذريعة للتدخل الإنساني. كونوا واثقين من ذلك. لكن لا أستطيع ضمان ألا تتجرأ دول أخرى على الالتفاف على مجلس الأمن».

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من محاولات تحميل الحكومة السورية وأنظمة أخرى في العالم جرائم وحشية بالأكاذيب والتلاعب بالوقائع.

وأعاد إلى الأذهان استخدام صور جرائم قديمة تعود إلى فترة الحرب في العراق، لتوثيق جرائم منسوبة لدمشق. كما أشار إلى محاولات تشويه الوضع في أوكرانيا بواسطة التلاعب بالمعلومات والصور.

 واعتبر أن هناك عددا كبيرا من الوقائع التي تشير إلى محاولات متعمدة لتشكيل رأي عام معين إزاء مثل هذه القضايا الدولية عبر التلاعب بالوقائع والأكاذيب.

وشدد على أن المعلومات التي تنقلها وسائل الإعلام يجب أن تكون موضوعية، منتقدا محاولات بعض الأطراف لاستغلال الواقع في مصالحها الجيوسياسية.

 وأكد لافروف على أن معظم القضايا في سورية ناتجة عن نشاط المجموعات المسلحة.

وبشأن الدعوة التي وجهها الى موسكو اليوم نظيره الأمريكي جون كيري لبذل مزيد من الجهود من أجل إنجاح مفاوضات السلام السورية في جنيف، أكد لافروف أن الجانب الروسي نفذ كل ما تعهد به في هذا الموضوع.

وتابع أنه يبحث هذا الموضوع بشكل دوري مع كيري خلال لقاءاتهما الشخصية واتصالاتهما الهاتفية.

وتساءل لافروف قائلا: «ما الذي نراه في الواقع؟. إننا نرى مجموعة واحدة فقط من مجموعات المعارضة. وهذه المجموعة تمثل طيفا من المعارضة الخارجية وتطلق علي نفسها الائتلاف الوطني السوري، وهم تمكنوا من إقناعها بالذهاب الى جنيف».

مشيراً إلى أن  الإخوان المسلمين و ما يسمى بـ”المجلس الوطني السوري” خرجا من ما يسمى “الائتلاف” قبل توجه الأخير الى جنيف، كما بقت فصائل المعارضة الداخلية خارج نطاق مفاوضات جنيف أيضا.

وتابع أن موسكو تدقق حاليا في معلومات تشير الى أن بعض ممولي المعارضين بدأوا بتشكيل هيئة جديدة، تضم المجموعات التي انسحبت من الائتلاف الوطني سابقا التي لا تؤمن بعملية التفاوض.

وقال الوزير الروسي «أي أن هناك توجاه للخروج من مسار التفاوض والمراهنة مجددا على السيناريو العسكري».

 وقال: «عندما نسمع تصريحات عن ضرورة أن تتخذ روسيا خطوات ما، يجب أن نتذكر حقيقة بسيطة: إننا عملنا كل ما تعهدنا به».

 وأضاف :«أن محاولات فرض مهل مصطنعة على عملية جنيف، والتأكيدات على أن المماطلة لم تعد ممكنة، وأن عملية جنيف باتت في خطر، فإن مصدر كل هذه التصريحات هو نفس السياسيين الذين سبق وأن قالوا إنه لا يجوز المماطلة فيما يخص الأزمة الليبية. والجميع يعرفون نتيجة ذلك».

وبشأن تصريحات واشنطن عن نيتها تكثيف ضغوطها على دمشق، قال لافروف إن موسكو ترحب بذلك التوجه، إذا كان الحديث يدور عن الضغوط السياسية.

 وتابع قائلا: «كنا ندعو دائما الى أن تعمل الولايات المتحدة بشكل مباشرة مع السلطات في سورية».

 وأردف قائلا: «قلت ذلك مرارا لكيري، ردا على دعواته لنا بالتأثير على النظام كي يكون أكثر مرونة في هذه المسائل أو تلك».