حداد في أوكرانيا.. وهدنة مع المعارضة
أعلنت السلطات الأوكرانية الخميس يوما للحداد الوطني على أرواح ضحايا الاشتباكات العنيفة التي جرت في وسط كييف الثلاثاء الماضي، بينما عادت الأمور في العاصمة الى حالة من الهدوء النسبي، إذ بدا المحتجون وممثلو السلطات على حد سواء مصدومين بالمستوى التي وصلت إليه أعمال العنف.
وظل التوتر سائدا في ميدان الاستقلال حيث يعتصم المحتجون المناهضون للحكومة منذ تشرين الثاني الماضي، وعلى الشوارع المؤدية إليه، حيث نشرت قوات الأمن والقوات الخاصة حواجز عديدة بعد إزالة المتاريس التي سبق أن أقامها المحتجون.
كما أكد المكتب الصحفي للرئيس الأوكراني التوصل الى الهدنة مع المعارضة وبدء عملية المفاوضات من أجل وقف سفك الدماء وضمان الاستقرار في البلاد، مشيرا الى أن التوصل الى ذلك جاء خلال مفاوضات زعماء المعارضة مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش ليل الأربعاء على الخميس.
وقد أعلن القيادي في حزب “باتكيفشينا” (الوطن) المعارضة أرسيني ياتسينيوك في بيان نشر على الموقع الالكتروني للحزب، أن السلطات الأوكرانية تخلت عن خططها لتفريق المحتجين المعتصمين في ميدان الاستقلال بوسط كييف. وأضاف أن الطرفين اتفقا على إعلان الهدنة وبدء مفاوضات من أجل استعادة استقرار الوضع.
بدوره أعلن وزير الخارجية الأوكراني بالوكالة ليونيد كوجارا أن السلطات مستعدة للتباحث مع المعارضة حول مسألتي تشكيل حكومة مشتركة وإجراء إصلاحات دستورية.
وقال كوجارا في مقابلة أجرتها معه قناة “CNN” الأمريكية: “إن طرح مسألة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في أوكرانيا لا يتفق مع الواقع”.
وتابع: “أنتخب الرئيس يانوكوفيتش في عام 2010 بطريقة شرعية. وأعتقد أن طرح مسألة الانتخابات الرئاسية المبكرة في المقام الأول لا يتفق مع الواقع. ونحن مستعدون لمناقشة التشكيلة العامة للحكومة وإجراء إصلاحات دستورية”. وأضاف: “إن السلطات نفذت جميع مطالب المحتدين تقريبا”.
وتابع قائلا: “يتولد انطباع وكأن المعارضة لا تريد أن تنفذ التزاماتها”. وأشار كوجارا إلى تزايد أعداد المجموعات المتطرفة في أوكرانيا، مؤكدا أن الشرطة تصرفت بهدوء طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، ولم ترد على “التصرفات الفظة” لممثلي تلك المجموعات.
كما شدد المسؤول الأوكراني على أن السلطات أعطت توجيهات صارمة للشرطة بعدم استخدام “الوسائل الهجومية” ضد المحتجين، مشيرا إلى أنه من غير الصائب تماما النظر إلى حزب “الأقاليم” على انه حزب مناوئ لأوروبا والديمقراطية. وأكد أن روسيا شريك مهم لأوكرانيا ولكن موسكو لا تملك تأثيرا مباشرا على كييف.
وذكر أنه ينبغي ألا تستخدم أوكرانيا كورقة في الألعاب الجيوسياسية بين الغرب والشرق، مشيرا إلى أن “الشعب الأوكراني يملك الحق في اختيار مصيره”.