الحكومة التونسية تشرع في قصقصة أجنحة «النهضة» الميليشياوية
أعلنت وزارة الداخلية التونسية الخميس أن الشرطة أوقفت في مدينة الكرم (شمال العاصمة) قياديا في ميليشيا محسوبة على حركة النهضة ، صاحبة أكبر عدد من المقاعد في المجلس التأسيسي، إثر تهجمه في شريط فيديو على نقابات أمن.
وجاء إيقاف هذا القيادي في الميليشيا المثيرة للجدل، بينما كان راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة يروج في العاصمة الأميركية واشنطن بأن حزبه يتمتع بالديمقراطية العميقة، في خطوة يصفها خصومه بأنها محاولة للتودد إلى الأميركيين طلبا لدعمهم في الاستحقاقات السياسية المقبلة التي ستقدم عليها تونس.
وقال محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية: إن الشرطة أوقفت الاربعاء عماد دغيج بإذن قضائي.
ويقدم دغيج نفسه على أنه رئيس “لجنة حماية الثورة بالكرم” التي يُعتقد أنها من أفرع “الرابطة الوطنية لحماية الثورة” المحسوبة على حزب “حركة النهضة” الإسلامي والمتهمة باستهداف معارضي هذا الحزب بأعمال عنف.
وأضاف العروي إن الشرطة اوقفت ايضا 22 شخصا من سكان مدينة الكرم بعدما اشتبكوا مع قوات الامن احتجاجا على اعتقال عماد دغيج.
وكان دغيج تهجم في شريط فيدو نشره الثلاثاء على الانترنت، على نقابات أمن ووصف المنتمين اليها بأنهم “جراثيم ومجرمو وزارة الداخلية”.
وكانت نقابة الأمن أعلنت في بيان نشرته الثلاثاء أن دغيج هدد (عبر الانترنت) بقتل واستباحة دماء رجال الامن والتنكيل بهم”.
وأوضحت أن التهديد جاء بعدما أخلت الشرطة بالقوة مقر بلدية الوردية (وسط العاصمة) الذي قالت إن “عددا من المنحرفين أطلقوا على انفسهم لجنة حماية الثورة، قاموا باحتلاله” منذ حوالي 3 سنوات.
وقالت مصادر قضائية تونسية لم تشأ الكشف عن اسمها إن هذه الخطوة، هي الأولى على طريق محاسبة حزب النهضة ، على عدد من الجرائم والاغتيالات السياسية التي ارتكبت بدعم مباشر منه ضد التونسيين وأمنهم وحرياتهم الشخصية والفكرية.
ويقول مراقبون إن استجداء الغنوشي للدعم الأميركي في مراكز أبحاث أميركية يصفونها بالمشبوهة، لن يعفي النهضة من تحمل المسؤولية كاملة عن هذه الجرائم والاغتيالات وعن استشراء الإرهاب في البلاد.