الشريط الاخباريدولي

اجتماع للبرلمانات الصديقة لسورية في طهران

بدأت في العاصمة الإيرانية طهران اليوم أعمال أول اجتماع لرؤساء اللجان الخارجية لبرلمانات الدول الصديقة لسورية بمشاركة وفود من سورية وإيران والعراق ولبنان وروسيا والجزائر وفنزويلا وكوبا.

وسيتم خلال الاجتماع الذي يشارك فيه رؤساء لجان السياسة الخارجية في برلمانات الدول الثماني دراسة سبل الحيلولة دون انتهاك الحقوق الإنسانية للشعب السوري وكيفية تقديم المساعدات له إضافة إلى الحوار وتبادل الآراء حول اتخاذ موقف موحد في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف المقرر خلال الفترة من 17 ولغاية 21 آذار الحالي لدعم الشعب السوري في مواجهة الإرهابيين والتنديد بممارسات المجموعات الإرهابية في سورية.

وأكدت الدكتورة فاديا ديب رئيسة لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب في كلمتها في افتتاح الاجتماع أن سورية شكلت نموذجاً للدولة العلمانية التي عاشت فيها كل الطوائف والأديان في جو من المحبة والتسامح والأمان وقالت إن الشعب السوري يريدها أن تظل كذلك وهو يرفض أن يتحكم به أصحاب الفكر التكفيري الذين يريدون فرض الإسلام على معتنقي الديانات الأخرى أو يتم تصفيتهم أو تهجيرهم من أرضهم وديارهم مشيرة إلى الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرضه الغرب على سورية والذي أثر سلباً على القطاعات الصحية والخدمية والغذائية للشعب السوري في حين تصرف هذه الدول ملايين الدولارات لشراء الأسلحة وتزويد الإرهابيين بها.

واستعرضت ديب خلال كلمتها الهجمة الكبرى التي تتعرض لها سورية منذ ثلاثة أعوام والتي تنفذها القوى التكفيرية المدعومة من قبل قوى الهيمنة والأنظمة الرجعية في المنطقة التي تعمل ليل نهار على انتهاك سيادة سورية وعلى ممارسة أبشع أنواع التدخل في شؤونها الداخلية رغم عقدها الاجتماع تلو الآخر في المحافل الدولية وتصويتها على قرارات تدعي فيها الدعوة لإرساء قواعد الأمن والسلام لشعوب العالم وتوقيعها على معاهدات وقرارات وبروتوكولات ومواثيق تتعهد فيها باحترام السيادة الوطنية.

وأكدت ديب أن هذه القوى العالمية التي بدأت حربها بسلسلة من المؤامرات والمخططات التخريبية استخدمت إلى جانب السلاح التقليدي وسائل من التضليل الإعلامي والحروب النفسية فاعتمدت بداية على الحرب النفسية عبر وسائل الاعلام التي كانت ومازالت المؤثر المباشر في عقول وتفكير الجيل الجديد الذي يعتمد وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت وهي الوسائل التي لا يمكن اليوم الاستغناء عنها والتي تدخل في كل بيت لتخبر الصغير قبل الكبير بما تريد أن تخبره.. وما تهدف إليه.. مشيرة إلى أن “هدف المجموعات الظلامية التكفيرية التي انتشرت في سورية نشر سياسة الرعب والاستيلاء على المنازل وسرقة المحلات والاعتداء على كرامات الناس إضافة إلى ظهورها العلني مدججة بالسلاح في الوقت الذي كان فيه الإعلام المغرض يوهم العالم أن هؤلاء هم الشعب السوري الذي يسعى للحرية والديمقراطية”.

ولفتت ديب إلى طرح وتنفيذ القيادة والحكومة في سورية سلسلة من الإصلاحات السياسية والإجتماعية كان أهمها تعديل الدستور وإصدار قانون الأحزاب وقانون الإعلام وقانون الانتخابات لتصنع إطارا تشريعياً متطوراً للتعددية السياسية يتيح لجميع التيارات السياسية والحزبية المشاركة ولعب دور في بناء سورية ودعت إلى حوار وطني شامل إيمانا منها بأن حل الخلافات بين أبناء الوطن الواحد يكون بالحوار الجاد وبالتوافق على صيغة مشتركة.

ونبهت ديب إلى أن هدف المتآمرين على سورية “لم يكن في الحقيقة البحث عن الإصلاح والديمقراطية بل تدمير الدولة السورية وضرب نسيجها المجتمعي وهذا ما توضح جلياً لكل أبناء سورية حين شارك وفد الجمهورية العربية السورية في محادثات مؤتمر “جنيف 2″ دون أي شروط مسبقة أملاً منه بأن أي باب يفتحه الآخرون قد ينقذ الشعب السوري من معاناته يجب طرقه غير أن من سموا أنفسهم /بالمعارضة السورية /وجاؤوا يفاوضون للحصول على مناصب لهم ومكتسبات على أشلاء وجثث الشعب السوري يتلقون تعليماتهم من سفيرهم فورد لينفذوا ما يمليه عليهم لمصلحة دولته وأطماعها في المنطقة وينفذوا ما يطلب منهم التفاوض من أجله”.

وأكدت ديب أنه رغم كل السعي الدولي لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية استمر مسلسل تدمير البنى التحتية وإحراق المزارع وسرقة وتدمير المصانع والاعتداء على أنابيب النفط والغاز ومحطات توليد الكهرباء وتخريب محاصيل القمح والزيتون حيث يتواصل تسليح الإرهاب بغطاء دولي مشيرة إلى أن ممتلكات المدنيين لاتزال تدمر وتنهب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة التي تخطف الشيوخ والنساء مقابل فدية وتقتل الشباب وتقطع أوصالهم وتاكل أكبادهم وتعتدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية من كنائس ومساجد مشيرة إلى تحرير راهبات معلولا من قبضة تلك المجموعات التكفيرية الإرهابية في حين أن مصير مطراني حلب المختطفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم مازال مجهولاً.

وقالت ديب: “إن ما حذرت منه سورية بدأ يحصل وبدأ الإرهاب ينتشر عابراً للحدود يقتل الأبرياء ويتغذى على دمائهم وها نحن نسمع ونرى ما يحصل في أوكرانيا وكيف يضرب الإرهاب في العراق واليمن ومصر وتركيا وليبيا ولبنان وسينتشر لدول أخرى ما لم تتكاثف جهود الدول المحبة للسلام وتتوحد لتقف صفاً واحداً أمام انتشاره ونموه السرطاني”.

وشددت على أن مستقبل سورية يصنعه السوريون بأنفسهم من خلال الحوار الوطني الشامل وصناديق الاقتراع وهم ليسوا بحاجة لمؤتمرات جنيف بأرقامها المختلفة بل بحاجة للأصدقاء الحقيقيين الذين طالما دافعوا عن الحق والعدالة الدولية ووقفوا أمام قوى الاستعمار والاستكبار ليغيروا سياسة القطب الواحد المهيمن وليصنعوا نظاماً عالمياً جديدا متوازن القوى.

وكانت ديب استهلت كلمتها بالدور الذي تلعبه الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجلس الشورى الإيراني في الاهتمام بمناقشة القضايا والملفات الهامة التي تشغل بال المنطقة ودورها الايجابي في تعزيز وتمتين آفاق التعاون المستقبلي لحل العديد من المشاكل والتحديات التي تواجه المنطقة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والإنمائية داعية الدول المجتمعة إلى أن تكون صوتاً واحداً للتأكيد على تطبيق قرارات مجلس الأمن وخاصة القرارين رقم 1373 لعام 2001 و 1456 لعام 2003 القاضيين بتجريم كل الدول التي تساهم في تمويل هؤلاء الإرهابيين والذين بدؤوا يعيثون فساداً في العالم.

بدوره قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في كلمته خلال الاجتماع إنه من الواضح جدا أن الغرب هو من يمد الإرهابيين في سورية بالسلاح وإذا كان الغرب قلقا من أجل الديمقراطية فلماذا يدعم الإرهابيين.

وأضاف لاريجاني إن الغرب يجعل من المجموعات الإرهابية المسلحة ورقة ضغط لتمرير مآربه وعلى الدول التي تقول إنها تتوجع للألم السوري تبني آليات لحل الأزمة في سورية.