محليات

مشروع النباتات الطبية والعطرية في هيئة تنمية البادية بالسويداء

يحقق مشروع النباتات الطبية والعطرية التابع لفرع الهيئة العامة لتنمية البادية بالسويداء والذي بدأ عمله فعلياً أواخر عام 2011 الكثير من الأهداف والفوائد التي تصب في صالح دراسة وتنمية أصناف النباتات وبذورها وسبل الحفاظ على أصولها الوراثية من الانقراض والاستفادة منها في مختلف المجالات بالتعاون مع فئات المجتمع المحلي.

وتنبع فكرة المشروع وفق المسؤولة عن نشاطاته في فرع الهيئة العامة لتنمية البادية المهندسة فيروز بدور من الحفاظ على هذه النباتات وتنميتها وإكثارها لإعادتها إلى مواقعها الأصلية وخاصة مع تزايد التعديات على البادية من رعي جائر وتتالي موجات الجفاف وانحسار هطول الأمطار لسنوات حيث أدى كل هذا إلى تناقص بعض النباتات في مواقعها واندثار بعضها الآخر.

وقد تم مع بدء هذا المشروع جمع نحو 200 نوع من بذور النباتات الطبية والعطرية لكن زراعة البعض منها وخاصة الحولية لم تنجح لأسباب عدة كما تؤكد بدور حيث يقتصر العمل حاليا على 150 نوعاً تقدم لها العناية اللازمة من خلال زراعة بذورها عبر أكياس ومن ثم نقلها للأرض الدائمة تمهيداً لنقلها في أوقات لاحقة إلى البادية.

وتضيف أن عمليات جمع البذور مستمرة وفق مواعيد نضجها من قبل كادر المشروع للحصول على أكبر قدر من أنواع هذه النباتات بغية الحفاظ عليها علما أن المشروع يحوي نباتات منوعة منها الحوليات كالشبت والشوكي والخرشوف والقطب والنفل المشعشع والمرار الأصفر والمعمرة مثل القيصوم العطري والخرينيبة والجعدة.

وتتمتع النباتات ضمن المشروع بفوائد كبيرة فالخرشوف العادي مثلا له تأثير إيجابي على إنقاص نسبة الكولسترول والدسم والحد من أضرار مرض تصلب الشرايين وتكون الحصيات المرارية بينما يستخدم الشبت الشوكي كمضاد لالتهاب المسالك البولية والتناسلية والقبار الشوكي “الشفلح” يوصف كمضاد للأكسدة والالتهاب في حين يستخدم الشيح الأبيض كمقو عام وفي حالات التهاب القصبات والتشنجات والاضطرابات الهضمية وغيرها.

ووفق بدور يتم التزود ببذور النباتات بعدة طرق منها الهيئة العامة لتنمية البادية ومنظمة أكساد فضلا عن جمع بعض عينات البذار عن طريق العاملين بالمشروع من مناطق متفرقة بالبادية داعية المواطنين الذين لديهم نباتات طبية وعطرية إلى تقديمها للعمل على إكثارها والحفاظ عليها.

وتشمل أصناف البذور التي تم جمعها خلال العام الماضي “الشبت الشوكي والخرشوف والجرجير والنفل المشعشع والقطب الضريسي والصديفة والشوفان والبابونج القريطة والمرار الأصفر وخبيزة صغيرة الأزهار وميرمية فلسطينية ونيتون وجعدة والقبار الشوكي وبدرانية والحنظل والرغل الأمريكي والرغل السوري والقطف الملحي والرغل الكاليفورني والرغل الأسترالي والروثا والميرمية الشوكية والقندريس وقثاء الحمار والعطري وقرون الوعل والأشنان السوري والتنوم والخرنوب والرغل العدسي”.

وحتى يثمر المشروع عن نتائج ايجابية تطالب المسؤولة عن نشاطات المشروع بزيادة اليد العاملة وتقديم الدعم المادي لهم من قبل الهيئة العامة لتنمية البادية لتعزيز التعاون مع سكان البادية والاستفادة منهم بجمع بذار أصناف نباتية في منطقتهم وخاصة الأصناف المهددة بالانقراض وتزويدهم بكاميرا ذات دقة عالية لإمكانية تصوير مراحل الإنبات للنباتات وتوثيقها.

مع ذلك ثمة العديد من الصعوبات التي تواجه عمل المشروع كما تقول بدور ومنها ” الظروف الجوية السيئة وخاصة موجة الصقيع والثلج الأخيرة التي ألحقت ضرراً بالنباتات المزروعة وعدم توافر المعلومات عن الأصناف المزروعة ما يؤدي لصعوبة التعامل مع النباتات سواء من حيث مكافحة الأمراض أو مواعيد زراعة كل صنف أو العمر الحيوي للبذور والظروف الجوية الملائمة” لافتة إلى اهمية توعية شرائح المجتمع باستخدامات النباتات الطبية والعطرية والاستفادة منها اقتصادياً وطبياً.