مساحة حرة

عرسٌ وانتخاب وتجديد بيعة

في هذه الأيام كثُر الحديث عن الاستحقاق الدستوري الرئاسي في سورية من قبل السوريين وغيرهم .. فمنهم من يباركون ومنهم من يشاغبون ويتدخلون والأهم أن هناك من يحاولون استغلال الحدث.

بالتأكيد هو حدثٌ واستحقاقٌ ويومٌ غير عادي في حياة سورية والسوريين .. ولا يشبه الاستحقاقات الرئاسية في غير بلدان.

أنه يومٌ ينتظره ملايين السوريين, وملايين العرب, وملايين الشرفاء والمقاومين حول العالم.

يومٌ يقول فيه الشعب السوري كلمته في عرسٍ وطني كبير.. تقف فيه عروس الدنيا وساحرة العالم مزهوةً بنصرها المبين.. مزدانةً بأحلى أثوابها وتنتظر عريسها الذي لم ولن يكون سوى سيد الوطن وحبيب الشعب ورمز عزته وكرامته سيادة الرئيس بشار الأسد.

لقد بات العالم كله يعرف من هو الرئيس بشار.. الذي لم يعد رئيساً للجمهورية فحسب.. إنما غدا وبحق وجدان الأمة وضميرها الحي والرمز الذي يلتف حوله الشعب السوري وكل الشعوب العربية وغيرها ممن يعتدّون بالكرامة والشرف..

لقد أذهل سيادة الرئيس العالم بصموده وثباته وشجاعته وجرأته .. لقد كان صموده نابعٌ من إيمانه بالله تعالى وبوطنه وبشعبه وبعدالة قضيته.

لقد عرفه واختبره العالم جيداً و تيقنوا من ثلاثية “الجيش – الشعب – الرئيس” على أنها المنظومة المقدسة التي لا يمكن لقوةٍ في العالم أن تمسّها أو أن تعبث بها.. وأن شجاعته وحنكته ومحبة الشعب له هي أول أبواب المقاومة الفولاذية التي استطاعت الدفاع عن سورية وأن تقودها إلى النصر.

لذلك حمّلوه اّثامنا.. وأطماعهم وأحقادهم, و عرفوا أن المعركة على سورية لا بد أن تبدأ بالتصويب على شخص الرئيس.

ما أروعكم سيادة الرئيس إذ قلتم لهم “خسئتم ” .. فلستُ ذاك الذي يتخلى عن مسؤولياته وشعبه وسأحمل بندقيتي وأقاتل حتى النصر.

لقد تاه أعداؤنا دولٌ وساسة واحتاروا وأخرجوا كل ما في جعبتهم من خطط جهنمية ووسائل وأدوات وخطط بديلة, بالإضافة لاستعمالهم كل أدوات الشّر ومجرمي العالم ومتطرفيه من أتباع الفكر الإخواني المجرم والوهابي المظلم.. فكانت الهزائم بانتظارهم.. لقد وصلوا إلى الحائط المسدود وكلاء كانوا أم أصلاء.. وتكسّرت وعودهم ومواعيدهم وسبقهم الزمن, واقترب موعد الاستحقاق والحال لا يعكس ما يشتهون ويتمنون.. وباعتبارهم مفلسون عادوا إلى نفس النغمة.

لذلك بتنا نسمع أصوات النشاز من هنا وهناك.. وعدنا نرى من يسمح لنفسه بالحديث والتدخل..

فها هي فرنسا تتقدم بمشروعٍ إلى مجلس الأمن تحاول فيه ربط نتائج مؤتمر جنيف بالاستحقاق الرئاسي.

كما أتحفنا رئيس المنظمة الأممية بان كي مون بتصريحاتٍ واّراءٍ يرى من خلالها أن انتخاب سيادة الرئيس أمرٌ من شأنه أن يصعّب مهمة حل الأزمة في سورية بعيداً عن هيئة الحكم الانتقالي..!!؟؟

ولم يتأخر موفده الوسيط الأخضر الإبراهيمي بإطلاق مواقف تنسجم وتتناغم مع مواقف رأس الحربة والمشغل الرئيسي “العدو الأمريكي”.

حقيقةً .. لقد تجاوز الإبراهيمي صلاحياته وحدوده في الحديث عن الاستحقاق الرئاسي السوري ونسي أو تناسى أن هذا شأن سوري داخلي, وموعد دستوري تحدده السلطات السورية فقط ووفقا لقوانينها ودساتيرها التي وضعها السوريون بأنفسهم.. وهذا خطهم الأحمر الذي لا يسمحون لأي كان بتجاوزه.

لم يعجَب السوريون يوماً بسياسة ومواقف المبعوث الأممي ومنذ يومه الأول في مهمته الأممية.. وبالرغم من مواقفه وتصريحاته السلبية.. تعاونوا معه واستقبلوه, وأرادوه وسيطاً نزيهاً غير منحاز كي ينجح في مهمته.

وبدورها تابعت أصوات النشاز نعيقها عبر قنوات الفتنة والدماء.. إذ خرج علينا من يطالب بصناديق انتخابية في مخيمات اللاجئين على الحدود في تركيا ومثلها في لبنان والأردن .. وربما نسي أن يطالب بأخرى في الأراضي المحتلة… بئس الخونة وبئس ما يسمون أنفسهم “معارضة”.

فليعلم الجميع .. أن الاستحقاق الرئاسي السوري شأننا وحدنا وسنحتفل به كما لم نحتفل من قبل.. إنه بالنسبة إلينا تجديد بيعة وتكريس النصر السوري العظيم . مخطئ من يعتقد بأننا سننتخب رئيساً فحسب . إنما نتوج رئيسنا رمزاً وزعيماً وقائداً للأمة بكل فخرٍ واعتزاز.

حماكم الله يا سيد الوطن وأدامكم فخراً وعزةً وكرامةً للوطن الأغلى وللشعب العظيم, الذي وضع فيكم كل اّماله وطموحاته.. فسورية باقية على عهدكم ما بقي الدهر وهذا وعدنا… “بالروح بالدم نفديك يا بشار”.

ميشيل كلاغاصي

البعث ميديا