أخبار البعثالشريط الاخباريسلايد

مكتب الإعداد القطري: اعتداءات اردوغان محاولة لحرف الأنظار عن فساده

أدانت الهيئة الاستشارية لمكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري العدوان السافر لحكومة أردوغان بإسقاط الدفاعات الجوية التركية طائرة مقاتلة سورية أثناء ملاحقتها العصابات الإرهابية داخل الأراضي السورية في منطقة كسب في ريف محافظة اللاذقية، واعتبرت أن قيام أردوغان بهذا العدوان بعد توجيه الجيش العربي السوري ضربات قاصمة لإرهابيين تسللوا عبر الحدود مع تركيا وتكبيدهم خسائر فادحة يؤكد تورط حكومته في دعم العصابات الإرهابية من جهة، ويعريها كمحاولة جديدة فاشلة تضاف إلى ما سبقها من محاولات افتعلها أردوغان لحرف الرأي العام التركي عن حالة الفساد والرشاوى والسقوط المدوي التي يعيشها جراء سياساته الكارثية على مستوى الداخل التركي، والعدوانية على مستوى الجوار الإقليمي والمتمثلة في دعم الإرهاب .

ولفتت الهيئة خلال اجتماعها الدوري الذي عقدته برئاسة الرفيق الدكتور خلف المفتاح عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام وشارك فيه  خمسون عضواً من الكوادر البعثية والأحزاب الوطنية والمفكرون والباحثون والإعلاميون والأكاديميون، إلى أن عدوان أردوغان يكشف مجدداً حجم الدور الذي يؤديه في إطار المشروع الصهيوني الأمريكي لتدمير سورية وضرب بناها التحتية وقتل شعبها، مشيرة إلى أن تصعيده أتى بعد صد الجيش العربي السوري لعدوان عسكري تركي غير مسبوق ولا مبرر له على الإطلاق ضد سيادة وحرمة أرض الجمهورية العربية السورية في منطقة كسب الحدودية خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين وتمثل العدوان بقصف للدبابات والمدفعية التركية على الأراضي السورية لتأمين التغطية لدخول العصابات الإرهابية المسلحة إلى داخل سورية والتي اتخذت من الأراضي التركية نقطة إيواء وانطلاق وتسليح لها لقتل السوريين وتدمير بناهم التحتية، كما تثبت إفلاس أردوغان وفشله في معالجة حاجات الشعب التركي الذي خرج في مظاهرات عارمة ضده وطالب برحيل نظامه.

وبحث اجتماع الهيئة في جانب منه، جدول أعماله للمرحلة القادمة وحيَّت الهيئة جهود وتضحيات الجيش العربي السوري في الميدان واعتبرت أن ثلاثية الجيش والشعب والقيادة في سورية قد مكنت سورية من الصمود والانتصار، ولعل قراءة سريعة للمشهد الداخلي على مستوى مواجهة العصابات الإرهابية وتحقيق النجاحات المتتالية في إعادة الأمن والاستقرار للمناطق التي كان الإرهابيون يعيثون فساداً فيها، وفي المقدمة منها يبرود وقلعة الحصن وصولاً إلى كامل الجغرافيا السورية، وكذلك على مستوى المصالحة الوطنية التي تتسع دائرتها وتتعاظم وتشهد عودة يومية لكثيرين إلى حضن الوطن واستئنافاً للحياة الطبيعية وطرداً متزايداً للإرهابيين، إضافة إلى الدور الذي يؤديه الحزب والقوى الوطنية والحكومة على مستوى الحالة المعيشية للناس، إنما هي حالة وطنية تعكس الحس الوطني والقيمي للإنسان السوري في تمسكه بوطنه وإرثه وماضيه وحاضره، وتكشف دوافع تمسكه بقيادته السياسية ممثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد الذي يدير المعركة بشجاعة وحكمة، ويرد على أطراف العدوان ويعمل على إنقاذ سورية مما يراد لها.

وقال الدكتور خلف المفتاح: من جديد يكشف تورط أردوغان حالة العداء التي مارسها تجاه سورية خلال الأزمة، وهو تورط يندرج في إطار المشروع الصهيوني، ويأتي بعد انتصار جيشنا على العصابات الإرهابية في أكثر من مكان، لافتاً إلى أنها محاولة يائسة من أردوغان لحرف الأنظار عن وضعه الداخلي الذي يعيشه والذي تمثل في سقوطه شعبياً وفي خروج الأتراك مطالبين برحيله بعد فضائح الفساد والرشاوى التي كان طرفاً فيها، إضافة إلى انكشافه على المستوى الإقليمي والدولي كأداة من أدوات ضرب الأمن والاستقرار في المنطقة، ما سبب سخطاً شعبياً تركياً وعربياً ودولياً على سياساته.

واعتبرأننا وبالتوازي مع المواجهة العسكرية، نخوض مواجهة ثقافية لا تقل ضراوة، نحن في حزب البعث وكل القوى الوطنية والمجتمعية ضد التيار التكفيري، لافتاً إلى أن ما هو متوقع ومطلوب من الكتّاب والمفكرين والإعلاميين في هذه المرحلة أكبر وأهم بكثير مما قدموه خلال المرحلة الماضية، وعلينا أن نتحاور ونتناقش فكرياً ومعرفياً بما هو يومي وما هو مرحلي.

وشدد عضو القيادة القطرية للحزب على أن التطورات اليومية للعدوان تؤكد مجدداً أن المهمة الأولى للمفكرين وقادة الرأي يجب أن تتجه نحو مواجهة تيار التطرف التكفيري ونحو الدفع أكثر بالحالة الحزبية نحو الحالة الوطنية ونحو الرد على كل محاولات النفاذ للداخل الوطني بترميم ذاتنا الوطنية واستنهاض القيم الأخلاقية والوجدانية التي يتشارك السوريون فيها وأن يتجسد ذلك في السلوك وأداء المهام وليس فقط في الفكر.

وشهد الاجتماع حواراً بين الحضور امتد أربع ساعات تقريباً وتناول الحالة الوطنية وما يصب في ترسيخها من اشتغال ثقافي وإعلامي ومعرفي، واعتبر أن الاستحقاقات التي ستشهدها سورية خلال المرحلة القادمة هي استحقاقات وطنية تعكس هوية السوريين القيمية والحضارية، كما أنها استحقاقات تعكس المزاج العام للسوريين تجاه استعادتهم لوطنهم على الرغم مما أصاب بعضه من عطب في الجسد والعقل يتوجب ترميمه.

ولفت الحضور في مداخلاتهم إلى أهمية أن يبرز المثقفون والمفكرون الطبيعة الأخلاقية والحضارية للمجتمع السوري، وكذلك طبيعة النظام السياسي وما قدمه من مكاسب للإنسان السوري على مدى عقود، وهي مكاسب يتم العدوان عليها بشكل يومي، واعتبرت المداخلات أن الاستثنائية في الظرف تستدعي استثنائية في الجهد، وبالدرجة الأولى استثنائية في العمل على ترميم المكون الثقافي.

ودعت إلى استدعاء الحالة الوطنية أكثر فأكثر في الإعلام وفي الخطاب اليومي وفي تنمية الشعور الوطني كحالة من حالات الصمود والمواجهة والانتصار، وعلى أن يتجسد ذلك في السلوك والممارسة اليومية  وفي ملامسة هموم الناس وفي العمل على قضاياهم والتخفيف من آلامهم ومعايشة آمالهم، مشيرة إلى أهمية اختيار مرشحين على مستوى البلديات والمجالس المحلية ممن هم على تماس مباشر من الناس، والذين عبر سلوكهم اليومي الإيجابي أو السلبي يلعبون دوراً كبيراً في الحالة الوطنية، ومؤكدة على أهمية عامل التنمية الاجتماعية والاقتصادية وإعادة الإعمار وفق برنامج واضح، وبمشاركة الجميع، وفي المقدمة قادة الرأي في ساحة وطنية للجميع. ولفتت المداخلات إلى أن المعركة مع العدو قد تأخذ أبعاداً أكثر عدوانية في المرحلة القادمة، وهذا يستدعي التفكير باستمرار في خياراتنا وما هو متاح منها، وأن نتحرك في هذا المجال ككتلة تاريخية ثقافية اجتماعية سورية من مختلف الأحزاب والمنظمات والقوى الحية والمجتمع بتفاصيله على اختلافها تحت سقف الوطن مما يحاصر الخصم أكثر ويكشفه على حقيقته،  وهذا يستوجب المزيد من تحريك الطاقات وزجها في المعركة وفق رؤية واضحة وأولويات وممارسات محددة.