مساحة حرة

العدوان الإسرائيلي التركي المتزامن..الدواعي والأهداف!

لم تكن مصادفة أن يأتي العدوان التركي على المراكز الحدودية ومواقع القوات المسلحة السورية وإسقاط طائرة حربية ضمن الأراضي السورية بعد يومين فقط من الاعتداءات الإسرائيلية على بعض المواقع في الأراضي السورية في غمرة الانتصارات الساحقة التي يُحققها الجيش العربي السوري الباسل على فلول الإرهابيين في مناطق القلمون والزارة وقلعة الحصن و حلب وغيرها ، وبالتوافق مع قرب زمن اجتماع الأعراب في جامعة النعاج التي لم يعد لديها ما يُمكن تسميته بالجامعة سوى الهيكلية الكرتونية المتناهية الضعف في البنية والتكوين ، لكنه مؤشر هام على مستوى حجم الخسارة التي حصدها أعداء سورية في حربهم المجنونة على سورية خلال الأعوام الثلاثة الماضية ، بعد أن سبق وقدموا مجتمعين  كل من تركيا والكيان الصهيوني وحلفائهما من مشيخات الخليج النفطي جميع أنواع التسهيلات والدعم اللوجستي والاستخباراتي لتلك العصابات على مدى ثلاث سنوات متواصلة دون أن يتمكنوا من النيل من قوة ووحدة الدولة السورية ، ولولا هذا الدعم المتواصل لكانت انهارت تلك العصابات منذ زمن طويل .

  التقدم المذهل الذي يقوم به الجيش العربي السوري على كافة الجبهات ، شكل حالة من القلق والخوف عند تلك الأنظمة العميلة للغرب ، حيث سادتها حالة من الجنون والهستريا نتيجة ما وصلت  إليه أوضاع الإرهابيين من يأس انعكس جنوناً سياسياً عند ”  أردوغان ” وأسياده الصهاينة  لما سيحمله انتصار سورية على الإرهاب من مخاطر مباشرة على مستقبل المنطقة السياسي وعلى مصير جوقة العداء لسورية بالذات ، سيما وأن الانتخابات البلدية في تركيا ستعكس حجم السخط الشعبي ضد أردوغان وحزبه خلال الأيام القادمة ،  وتُنذر التوقعات بهزيمة مدوية ستلحق  به .

  معركة ” الأنفال ” كما أطلقت عليها العصابات الإرهابية ، جاءت بدعم وتغطية عسكرية مباشرة من القوات التركية ، لتسهيل تسلل العصابات الإجرامية إلى منطقة كسب وجوارها ، وهذا تدخل عدواني سافر من قبل الحكومة التركية يتحمل مسؤوليته وتبعاته ” لص حلب المجرم أردوغان ” ، وهي محاولة فاشلة لجر الجيش السوري لاشتباكات مباشرة مع الجيش التركي الذي يكن له ” رجب أردوغان ” العداء والغيرة ، ويعمل بكل إمكانياته لتوريطه في معركة ليس لتركيا وشعبها أية مصلحة بها، لذلك تحلى الجيش العربي السوري والقيادة السورية بروح عالية من المسؤولية وضبط النفس حرصاً على مستقبل العلاقة مع الجيش التركي والشعب التركي التي ستعود لسابق عهدها مجرد هزيمة أردوغان السياسية المنتظرة  وهو يعلم علم اليقين بأن هذا العمل الطائش لن يمر عليه وعلى مستقبله السياسي بسلام  .

    من جانبها تلقت الحكومة الإسرائيلية تحذيرات سرية من أكثر من مركز من مراكز الأبحاث ممن يزودونها بالمعلومات الإستراتيجية ، بأن فتح الحرب مع سورية في هذه المرحلة بالذات ستكون نتائجها كارثية على مستقبل إسرائيل ووجودها ، ونصحتها بعدم التفكير بمثل تلك المغامرات لأسباب عديدة أهمها عدم أهلية جيش الاحتلال الصهيوني لمواجهة الجيش العربي السوري الذي أعطته حرب السنوات الثلاث خبرات وتأهيل جديد وفريد من نوعه ، قد تحتاج الجيوش الأخرى أعواماً قادمة لمعرفته واكتسابه ، والسبب الآخر هو عدم استطاعة المجتمع الصهيوني تحمل الأمطار الصاروخية المتوقع زخّها على إسرائيل والتي تُقدر بـ / 3000 / صاروخ في ذات الوقت .

  تُؤكد المصادر العسكرية والأمنية السورية أن اجتماعات استخباراتية تركية وسعودية قد تمت في تركيا تهدف لتحريك مجموعات إرهابية شيشانية متواجدة على الأراضي التركية وإطلاقها من الحدود التركية باتجاه مدينة كسب وعدة محاور أخرى لاجتياح مدينة اللاذقية ، ولكن القوات المسلحة السورية كانت لهم بالمرصاد ، حيث تمكنت من كشف كل تفصيلات المؤامرة الجديدة ، واستطاعت مواجهتها بقوة وثبات ، وإن الأخبار الطيبة لنتائج معركة كسب وجوارها لن تتأخر كثيراً كما تُفيد المعلومات ، وإن مسألة إعادة الأمن للمنطقة هي مجرد أيام إن لم تكن ساعات فقط ، وإن القوات المسلحة السورية في أتم الجهوزية للدفاع عن كل حبة تراب من تراب الوطن في وجه المعتدي كائناً من كان ومن أي جهة سيأتي  .

محمد عبد الكريم مصطفى

 البعث ميديا