مؤتمر جنيف .. في إجازة
يبدو أن مؤتمر جنيف قد حصل على إجازة مفتوحة .. بعد جولته الثانية ..!؟.
إجازة ٌ احتاجتها بعض الأطراف .. و لم يعترض عليها أحد ٌ . و لكنها يبدو في حقيقتها إجازة من نوع خاص .. و بطلب ٍ أمريكي خاص .. إذ لم تعد تستطيع التقدم و المتابعة .. فجدران فشلها السياسي و الدبلوماسي و العسكري الإرهابي أصبحت على درجة من الثخانة و القساوة بات ليصعب عليها تخطيها .. و لا بد من شحذ الهمم و تجديد الأدوات و فتح الثغرات ..
فمخططاتها الإرهابية تفشل لحظة بلحظة على يد الجيش العربي السوري .. بالإضافة الى التضعضع الحاصل في صفوف أدواتها .. و الذي انعكس عليها و أبطىء حركتها و دفعها نحو الوراء .
ماذا فعلت الولايات المتحدة في هذه الإجازة ..؟؟
1- لقد أبعدت المشهد السوري عن واجهة الأحداث .. و اعتمدت على تثبيت الصورة بين كرّ و فر ّ على الأراضي السورية .
2- سارعت الى تغيير موازين القوى عبر توجيه ضربة الى روسيا و اشغالها و إرباكها عن طريق الملف الأوكراني , و إظهارها كدولة مارقة تحتل أراضي الغير .. و صاحبة سياسةٍ مزدوجة المعايير الأخلاقية و الإنسانية .
3- أزاحت الرأي العالمي نحو الطائرة الماليزية .. و افتعال القلاقل في فنزويلا و كوبا و كوريا الشمالية و لو مؤقتا ً .
4- دخلت على خط النزاع و الصراع الخليجي – القطري – المصري – الأردني – التركي .. من بوابة المشروع الإخواني .. وحصدت نتائجه على حساب حلفائها .
5- دفعت القمة العربية لتمر بسلام .. دون أي مشاكل إضافية ( كالعادة ) و دون أي تغيير مؤثر على الدولة السورية .. و دون أن يستفيد منه إئتلاف الدوحة .
6- أعادت ترتيب أوراق البيت الداخلي السعودي من خلال صيغة ٍ غريبة ٍ بتسمية ولي ولي عهد .. و بشروط .
7- مارست ضغطا ً شديدا ً على أردوغان و هولاند و بريطانيا لتخفيف دعمهم لقطر وبما يصب خاصة ً في صالح السعودية و الإمارات .
8- أحرجت أردوغان و أمسكت برقبته تماما ً .. إذ منحته الضوء الأخضر للدخول الى بلدة ” كسب ” السورية .. قبيل خوضه الإنتخابات البلدية , و أعادت انتشاله قبل السقوط الكبير .. عن طريق إضعاف معارضته و عمليات التزوير و الغش المفضوحة أثناء الإقتراع عبر مهزلة مضحكة كانقطاع الكهرباء و سرعة الرياح و قصة القطة الشهيرة .. لقد استطاعت تعويمه .. لكنها أحكمت قبضتها على رقبته .
9- كما استطاعت إضعاف الرئيس هولاند و اليسار الفرنسي و تمكنت من الحاق الهزيمة به عن طريق سيطرة اللوبي الصهيوني على وسائل الإعلام و مفاصل الحياة السياسية في فرنسا .. الأمر الذي فسح المجال للإتيان ب” مانويل فالس ” الرجل الأمريكي في فرنسا و الضعيف غير القادر على لعب دور ٍ مجنون اذا مإقتضته المصلحة الفرنسية .
10- دفعت بالملف الفلسطيني الى واجهة الأحداث عبر جولة مفاوضات وهمية حصل فيها الرئيس عباس على الفرصة كي يظهر بطلا ً على هيئة السوبرمان من خلال جعجعة ٍ بلا طحين .
11- في حين استمرت على الأرض السورية بإرسال المال و السلاح النوعي و أخطر الإرهابيين المدربين تدريبا ً عاليا ً .. و دفعت بأدواتها الإعلامية كالجزيرة و أخواتها للإبقاء على الضغط و التصعيد السياسي و الإعلامي في بعض الملفات الإنسانية .. و رفعت من وتيرة هجماتها الإرهابية على المدن السورية و التجمعات السكانية بقذائف الهاون و القذائف الصاروخية .
12- تعاونت مع اسرائيل و الأردن بعيدا ً عن الإعلام في إدخال الإرهابيين الى الجنوب السوري و على الشريط الحدودي الفاصل مع الكبان الغاصب في القنيطرة .. و هذا يعتبر من أخطر الملفات و المخططات .
13- دفعت الى تسهيل تشكيل حكومة لبنانية , استعدادا ً للإستحقاق الرئاسي اللبناني , تفاديا ً لحصول المفاجئات
14- أبقت على وتيرة المباحثات الأمريكية – الإيرانية حول الملف النووي ( مراوحة في المكان ) .
15- على صعيد المعارضة .. عملت على توحيدها و توسيعها و تشكيل وفد موحد يضم الإئتلاف و بعض معارضة الداخل .. في إطار ” المجلس الوطني المعارض ” .
وعلى المقلب الاّخر …
تابع الرئيس بوتين تقدمه و حسم الملف الأوكراني لصالحه و بالضربة القاضية و ها هو يمضي قدما ً – بعد ضم القرم – بفرض شروطه على الأوروبيين و الأمريكان .. قاطعا ً الطريق على أي تحرك أو تواجد عسكري جدّي و مؤثر في بحر قزوين و البحر الأبيض المتوسط .
و نراه يتحرك بكامل الثقة و القوة .. و يوجه رسائل الدعم للرئيس الأسد في محاربة الإرهاب و القضاء علية في سورية .
أما في الداخل السوري ….
فهناك رفض سوري رسمي لإقامة مؤتمر جنيف3 كنسخة و على غرار جنيف2 , و تحت نفس العناوين و الأفكار و الشروط و النتائج المسبقة .. إذ تتابع الدولة السورية و بخطى ثابتة التقدم و تحصين انتصاراتها الميدانية , ممسكة ً بمفاتيح نصرها و متكئة على صمود شعبها و بسالة جيشها الذي لن يتوقف عن توجيه الضربات الموجعة للإرهاب و إفشال كل مخططاته .
أما شعبيا ً …. فالشعب السوري لا يعترف أصلا ً بمؤتمر جنيف , و لطالما عبر عن رأيه في حل الأزمة داخليا ً و عن طريق الحوار السوري – السوري و تحت سماء دمشق ..
و ها هو يسير صامدا ً وراء قيادته السياسية الحكيمة و جيشه العظيم القادر على إفشال المؤامرة و حسم المعركة دونما أدنى شك .
بعد استعراض ما سبق هل تؤمن بهكذا إجازة ؟ .. و هل ترى فيها مقدمة للسلم و السلام المأمول .. و قد أصبح من السهل توقع جولة جديدة من الإرهاب تحت عناوين السلام الكاذب .. إذ لا سلام مع الإرهاب ..
فالإرهاب ُيحارب .. و لا ُيحاور .
وواثقون من النصر .
المهندس : ميشيل كلاغاصي