المقداد: السوريون ينتصرون حيث غدر بهم الآخرون أو حيث هُزم الآخرون
أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن سورية التي تخوض حربها على الإرهاب وتؤدي التزاماتها الدولية من منطلقها السيادي ستؤدي مسؤولياتها كاملة في استحقاق الانتخابات الرئاسية من ذات المنطلق السيادي.
ولفت الدكتور المقداد في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية اليوم الى أن “ازدواج المعايير لن يثني سورية عن المهمة التي تنتظرها شعبا ومؤسسات” مشيرا الى أن “السوريين يديرون ظهورهم ويصمون آذانهم عن كل الكلام النابع من عقدة نقص البعض وعقدة ذنب البعض الاخر فالسوريون ينتصرون حيث غدر بهم الآخرون أو حيث هزم الآخرون”.
واعتبر الدكتور المقداد ان التصاعد في اللهجة التي تتناول عزم الدولة السورية على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ووفقا لنصوص الدستور السوري يسعى لإظهار الدولة في سورية في موقف العاجز عن قيادة العملية الدستورية التي يمثلها الاستحقاق الرئاسي ما يستدعي تدخلا خارجيا يستهدف تحقيق أحد أمرين إما إنجاز صفقة سياسية تحدث تغييرا جوهريا في بنية الدولة لصالح إدخال مكون يمثله ائتلاف المعارضة ومنحه دورا محوريا واما معاملة سورية كدولة فاشلة يضع مجلس الأمن الدولي يده عليها بصيغة انتداب ووصاية.
ولفت المقداد إلى أن هذه المقاربة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية تتجاهل المواجهة الدائرة مع الإرهاب في سورية الذي يجد من يخترع له الذرائع ليصنفه في دائرة ردود الفعل بمثل ما كان ولايزال يجد من يؤويه ويموله ويؤمن له الملاذات والممرات للوصول إلى الجغرافيا السورية من الذين يفتحون النار على الاستحقاق الدستوري الرئاسي الأهم في تاريخ سورية ومؤسساتها السياسية.
وتساءل المقداد هل تعرف الحكومات الغربية حقيقة قدرات الدولة السورية وتصر على تجاهلها… وهل تدرك هذه الجهات أن الدولة في سورية مؤهلة لذلك وأكثر ولكنها تقول ما تقوله من طعن وتشكيك في سياق حرب نفسية تهدف إلى الابتزاز وتحسين مواقع التفاوض.
ودلل المقداد في مقاله على قدرة الدولة السورية على الايفاء بالتزاماتها بالاشارة الى ملفين رئيسيين يجمع الداخل والخارج والقاصي والداني على ربطهما كعنوانين يحضران في كل مقاربة غربية للمشهد السوري هما عنوانا الإرهاب والسلاح الكيمياوي.
وقال المقداد “إنه في ملف الحرب على الإرهاب يعرف الغرب المذعور من عودة مئات المقاتلين فقط من بين عشرات الآلاف الذين سهل وصولهم إلى الجغرافيا السورية وسلحهم ودربهم وقدم لهم التغطية السياسية والإعلامية والمعنوية ووصفهم كما فعل الرئيس الفرنسي مرارا بـ الثوار أن الدولة في سورية تخوض وحدها حربا متعددة الجبهات واحدة منها مع هذا الإرهاب الذي يشكل بتجمعاته المستجلبة إلى سورية وفقا للصحافة الغربية وتقاريرها ضعف العدد الذي استجلب للحرب في أفغانستان ويشكل بالتالي أكثر من نصف طاقة التنظيمات والتشكيلات الإرهابية على مساحة العالم وأن سورية وحدها بمؤسساتها الشعبية التطوعية وجيشها وأجهزتها الأمنية المحترفة وبدولتها المتماسكة المنتشرة فوق مساحة الجغرافيا السورية تمكنت من الصمود وامتصاص هذه القدرات التخريبية التي عجزت عن صدها دول عظمى مثل الولايات المتحدة الأميركية وعدد من دول أوروبا”.
وتابع المقداد القول “الغريب العجيب أن الحديث التشكيكي بقدرة الدولة السورية على تحمل أعباء إنجاز الاستحقاق الرئاسي والنجاح في أداء موجباته يأتي في ظل امتلاء التقارير الغربية بالتنويه بالإنجازات غير المسبوقة والمتواصلة التي تحققها القوات المسلحة في سورية على مجموعات الإرهاب التي تتهاوى أوكارها وما سمي قلاعها تحت ضربات الجيش السوري وأمام صمود الشعب في سورية ويسقط قادة هذه المجموعات الإرهابية بالعشرات والمئات يوميا بصورة اذهلت المراجع المهتمة تقنيا بمجريات المواجهة العالمية مع الإرهاب لتصير سورية النموذج الفريد الذي ينجح حيث فشل الآخرون”.
وأوضح المقداد أن كل ذلك يجري بينما سورية تواجه عقوبات اقتصادية ظالمة تحرمها من توظيف مقدراتها واستثمارها وبينما تتورط أجهزة استخبارات غربية وعربية في أبشع أنواع التآمر على الأمن السوري وتتواطأ مئات أجهزة الإعلام الواسعة الانتشار الممولة عربيا وغربيا بتشويه صورة سورية وتزوير الحقائق عما يجري فيها.
أما بالنسبة لملف التخلص من السلاح الكيمياوي فأشار المقداد إلى أن الدولة السورية تقوم بتفكيك السلاح الكيمياوي وتأمين نقله وتسهيل تدميره وتفي بالتزاماتها المنصوص عليها في شروط انضمامها إلى المنظمة الدولية للحد من انتشار السلاح الكيمياوي معتبرا ان القرار بالتخلص من السلاح الكيمياوي الذي ينظر اليه كمكافئ ردعي للسلاح النووي الإسرائيلي كان من أكثر القرارات الحساسة التي لا تجرؤ على الإقدام عليها إلا قيادة واثقة من حجم إمساكها بقرار البلاد ومؤسساتها وبدرجة الثقة العالية التي تحوزها لدى شعبها وجيشها.
واستغرب المقداد كيف ان المشككين بقدرة سورية وأهلية دولتها على تحمل مسؤولية الاستحقاق الرئاسي يفعلون ذلك فيما تمتلئ التقارير الأمنية والأممية بالإشادة بنجاح الدولة السورية بإنجاز أكثر من 90 بالمئة من عملية تفكيك المنظومة الكيمياوية وفقا للاتفاقية مع الأمم المتحدة في وقت تقاتل سورية جيشا ومؤسسات على عدة جبهات وتواجه مشاريع تخريبية سعت إلى تخريب البرنامج المقرر لتنفيذ التفاهمات الخاصة بالسلاح الكيمياوي لخلق فرص التشكيك بجدية الدولة السورية كما ان السير بهذا الملف يجري بينما تختلق التقارير التي تتهم سورية باستخدام غاز الكلورين والحديث عن لجان تحقيق بصدده لصرف النظر عن إنجازات سورية في مجالي الحرب على الإرهاب وإنجاز التزاماتها في الملف الكيمياوي.
وجدد المقداد نفي سورية نفيا قاطعا كل هذه التهم المفبركة وتأكيدها عدم استخدامها غاز الكلورين وسواه من المواد السامة وعلمها أن الحملة الاتهامية تأتي للتغطية على التقارير التي حسمت الجدل حول المسؤولية عن المجازر التي تعرض لها السوريون بواسطة الأسلحة الكيمياوية والتي بات ثابتا أن حكومة رجب طيب أردوغان تقف وراءها.
وختم المقداد مقاله بتأكيد أن الدولة القادرة باعتراف الجميع على خوض حرب تختصر حروب دول العالم كلها على الإرهاب وتحقق الانتصارات حيث فشل الجميع قادرة بالتاكيد على إنجاز ما هو أقل من هذا المستوى كما ان الدولة التي يعترف لها العالم بالقدرة على اتخاذ أشد القرارات شجاعة بصدد سلاحها الكيمياوي والنجاح بتنفيذ التزاماتها بكل ما تتضمن من دقة وجهد وإمكانات وقدرات قادرة على إدارة ما هو أسهل وأقل خطورة وأكثر شعبية.
وعلى الرابط التالي نص المقال كاملا:
http://www.sana.sy/ara/69/2014/04/26/541043.htm
البعث ميديا – سانا