اخترنا لك

“الملهاة الإنسانية”.. والتضليل الإعلامي

لطالما كان الإنسان عدو الإنسان وقاتله ….

فمنذ أن وجد الإنسان على سطح الأرض واجه العديد من المنافسين على خيراتها من ماء وغذاء و مأوى ..

وواجه تحديات طالت وجوده و بقائه .. فراح يفكر و يبحث و ُينتج أدواته ووسائله التي تعينه و تمكّنه من البقاء والفوز بغنائم وهبات الأرض عبر مسيرة ٍ لم تكن لتخلو من المغامرات و المخاطر و العذاب.

ومع مرور الزمن , استطاع حسم المعركة لصالحه , و أصبح سيد الأرض و بإمتياز .. و لكن بقي السؤال..

هل انتهت صراعاته و معاركه ..؟ و غدا بلا أعداء ..؟ و أصبح وجوده اّمنا ً ..؟.

للأسف .. فقد وجد نفسه على أعتاب مرحلة جديدة من الصراعات و الحروب.. ووقف وجها ً لوجه أمام عدوه الجديد ألا و هو الإنسان نفسه ثانية ً ..!!

لقد تنوعت أسباب الصراع الجديد , ووصلت لدرجة ٍ من التعقيد تبلورت فيها صفات الجشع و الطمع و حب السيطرة و الهيمنة .. في بعض النفوس .. فانقسم العالم بين عاقل ٍ مسالم , و اّخر شرير و ذو أطماع و شهوات و رغبات تفوق حاجته و إمكاناته و مقدراته .. فلبس الشر و الشرير و بحث عن السيطرة على العالم من جديد ..

و اتخذ الصراع شكل الإعتداء و السطوة و العنف و القتل .

فاستخدم الشرير الذكاء و الكذب و الخداع كوسائل رادعة للقيم الإنسانية و التعاليم الإلهية .. فكسر القيم و انتحل الدين و اختبئ تحت عبائته , و استعمل عقله و ذكاؤه لتطوير أدوات شره المختلفة .

هذه الصراعات ولدّت الحروب و جعلت بعض الشعوب تتفوق على غيرها بفضل قساوة قلوبها و ما امتلكته من أسلحة ٍ و أدوات شر .. فتعاظم الشر بين البشر و سطت دول ٌ و شعوب و كيانات و عصابات على باقي البشر .

و بين مدافع ٍ عن الحقوق و النفس .. و شرير ٍ طامع ٍ , بقي العامل المشترك بينهما .. قتل الإنسان للإنسان ..

وخوفا ً من خسارة المعركة صنّع الإنسان اّلات قتل ٍ لا تخطر على بال .

لقد تطلّب الصراع الطويل حشد الجنود و المؤيدين .. وأصبح البحث الدائم عن المنتسبين الجدد هدفا ً وغاية.

فتعاظمت أهمية وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها .. وتبلور مفهوم الإعلام المسيس لجلب المؤيدين الجدد أو حتى سرقتهم من الطرف الاّخر .

لقد أثرت و تحكّمت وسائل الإعلام – الى حد بعيد – في مواقف و معتقدات البشر و حددت سلوكياتهم بشكل مباشر أو غير مباشر .. فقد لجأ سائسي العقول الى استخدام معنى ً زائف للأفكار التي يرفضها الناس بإرادتهم ووعيهم عن طريق أفكار ٍ مموهة و مضللة فأصبحنا في زمن ٍ تروج فيه صناعة العقول و غسيلها و تعليبها .

لقد تحولت تكنولوجيا تضليل العقول الى استراتيجيا تستخدمها – بعض – الدول لتمرير سياساتها , و غدت معها أجهزتها الإعلامية جاهزة تماما ً للإضطلاع بدور فعال حاسم في عملية التضليل.. عن طريق إخفاء حقيقتها في ظل رعاية ٍ تبدو في ظاهرها معتدلة أو طبيعية .

لقد ّركزت عمليات التضليل اّلياتها على طبيعة عقل الإنسان ( واعي – باطن – لا واعي ) , وانتشرت المعاهد العلمية و كثرت الأبحاث في هذا الشأن , وقد توصلت إحدى الدراسات الى أنه باستخدام سرعة 1\300 من الثانية في عرض الصور يمكنها أن تمرر رسائل أو صور على شكل وميض , و بالرغم من أن الأشخاص لا يرونها .. لكنهم يتجاوبون معها لا إراديا ً ( تجارب العالم جيمس فيكري ) , الذي اٌعتبر صاحب الرسائل الخفية في الصور و الأفلام و الإعلانات و حتى الراديو , إذ تستطيع هذه الرسائل أن تؤثر على قناعاتنا دون أي شعور ٍ منّا .

فمنذ ثلاثينيات القرن الماضي دأب العلماء ( تيسلا , أنشتاين , ماركوني , بوهاريتش ,…. ) على تطوير هذه التقنيات , و دخلت الولايات المتحدة الأمريكية هذا المجال و أقامت الأبحاث المتعددة فيما يسمى ” التقنيات العسكرية السرّية ” , ومما تسرّب عنها تلك التجارب التي ُأجريت على السفينة الحربية ” بريدج ” عام 1943 التي اختفت في ميناء فيلادلفيا .. و ظهرت في سواحل نورثفولك في فرجينيا , و بمجرد إنتهاء التجربة عادت الى الظهور في مكانها الأصلي .

كما انتشرت الأبحاث التي اعتمدت على الترددات الشديدة الانخفاض ELF و ELV . فقد تمكن العالم ماركوني عام 1936 من إثبات قدرتها على اختراق الحواجز المعدنية و تعطيل المحركات و التجهيزات الكهربائية .

كذلك توصل العالم بوهاريتش لاكتشاف ترددات تجعل الإنسان يشعر بالسعادة و الانسجام مع المحيط .. و أخرى تجعله عدواني و ذو سلوك تخريبي .. و بعضها الاّخر يجعله مكتئبا ً محبطا ً و يرتفع ميله للانتحار .

في حين تمكن العالم كارل ساندرز من تطوير شرائح و رقاقات الكترونية صغيرة  ُتزرع تحت الجلد في الساعد أو المعصم أو خلف الرقبة .. إذ تستطيع هذه الرقاقات أن ُتغني الإنسان عن حمل النقود , و تقوم بكافة التحويلات المالية عن طريق اعتماد اّلية بصمة الكف أو الساعد , و يمكن استعمالها كهوية تحمل كافة المعلومات الشخصية .

لقد تطورت برامج التحكم بالعقول لدرجة ٍ لا توصف .. و هي أقرب الى الخيال , إذ يصعب تصديقها كبرنامج MK – ULTRA و برنامج MONARCH .

حيث تعمل هذه البرامج على إزالة الشخصية الحقيقية للأشخاص عن طريق معالجة كهربائية خاصة للعقول فتجعل الناس مهوسين بأفكار معينة .. كما يحدث في برمجة الانتحاريين الذين  ُيستخدمون للاغتيالات .. وفي الاستحواذ الكامل على تفكير النساء و الأطفال لإشباع رغبات أشخاص ٍ شاذين جنسيا ً و سياسيين و مجرمين و عبدة شيطان .. لضمان الطاعة المطلقة و لتنفيذ المهمات الخاصة التي لا يمكن لعاقل تنفيذها و انجازها .

اخوتي .. لقد دخلت وسائل الإعلام بيوتنا و حياتنا .. و أدخلت معها أدوات شرّها تحت عنوان العولمة والحداثة …. ولم يتنبّه الكثيرون لمخاطرها و غاياتها , فبتنا نرى لدى أجيالنا الشابة خصوصا ً سلوكيات غريبة وأفكار بعيدة عن واقعنا و ثقافتنا .. إنهم يحاولون سرقة عقولنا و أولادنا و تاريخنا و معتقداتنا .. لنكون ” الإنسان ” و ” الثائر ” و “المثقف” و”السياسي” الذي يريدون .. وتراهم يخططون ويرسمون حياتنا و مستقبلنا ومستقبل أوطاننا .. WAKE UP .

البعث ميديا || المهندس : ميشيل كلاغاصي