line1الشريط الاخباريعربي

السعودية.. فتوى بقتل أربعة كتاب

يقول الدارسون لسلوك جماعات «الإسلام السياسي الإرهابية» إنها في العادة تبدأ أعمالها الإرهابية بعمليات كبرى تُحدث صدمات إعلامية مقصودة في المجتمعات، ولاسيما تلك العمليات التي تمس قائد الدولة أو المراكز الحيوية والاستراتيجية، أو حتى تلك العمليات القذرة التي تؤذي مشاعر الناس في المدارس أو المستشفيات. وهذه لجماعات الإرهابية تبدأ بالانتحار الأخلاقي رداً على المواجهات والمطاردات الأمنية لها، مستهدفة الكتاب والصحافيين والإعلاميين، متهمين إياهم بالوقوف مع السلطات الحاكمة.

وفي مقال نشرته اليوم، كشفت صحيفة الحياة عن أن أربعة كتاب سعوديين وُضعوا على رأس قائمة  الاغتيالات من قبل اثنين من أساتذة الجامعات السعودية، الأستاذان الجامعيان الحاملان لدرجة الدكتوراه، أطلقا أحكاماً دموية وفتاوى قاتلة ضد الكتاب الأربعة، مطالبين بحز رؤوسهم وجزها.

وربطت الصحيفة بين “الفتو الجزارين” كما أسمتهم وبين الفكر المتطرف، مبينة أن المجموعات المتطرفة أحدثت تحولاً نوعي ودراماتيكي في صراع الأفكار بين تيار يميني متطرف لا يرى أن وجوده يستقيم إلا بقتل المخالف المسالم واستباحة دمه. حيث أوضحت قائمتها ومعنونة إياها بالأسماء الصريحة من  «المفتين» بها، ومن «المُهدَّدين» بالقتل.

وحذرت الصحيفة من خطر إتباع الشبان الصغار لهم خصوصاً من الذين يرتادون قاعات التعليم في الجامعات التي يحاضر فيها مفتو الموت.

وتوقعت الصحيفة أن القائمة التي أعلنها «الجزازون أو الحزازون» ربما تتسع مستقبلاً لعشرات من الكتاب والمثقفين والفنانين، وربما السياسيين ورجال الدِّين أيضاً، كما سيتلقفها تلاميذهم ومواليهم من «الداعشيون والقاعديون» بكثير من الاحتفاء، فهم يرون أن حلمهم بإقامة دولتهم المتطرفة لن يأتي إلا باستباحة دماء وأعراض السعوديين المسالمين. لكن السؤال الملحّ: هل فاجأنا هذان «الدكتوران» بفتواهما الانتحارية؟ طبعاً، لا. فهما ينطلقان من المدرسة «القطبية» التي تعتمد في أطروحاتها على تكفير المجتمع والمخالف، والحاكمية التي ترى أن «الدولة المزعومة» لن تقوم إلا بحتمية الصدام مع الدولة والمجتمع بكل فئاته.

وخلصت الصحيفة إلى أن المُراجِع لمسيرة العمل السري الإخواني في مصر والعالم العربي، وكل أذرعها المقاتلة من الجماعات الإرهابية يرى أن حتمية الصدام الذي حصل في مصر قادم في معظم الدول العربية. فالدول تضررت كثيراً من عنف جماعات التطرف، لكنها حاولت المعالجة من خلال الحد من الاصطدام، والمصالحة، والمناصحة، لكن ما يحدث هو أن تلك الجماعات، تلتقط الأنفاس فقط لتعيد الكرة مرة أخرى، فهي لا تعيش إلا في أجواء الموت ورائحة والدم.