عملية شارع الرجوب.. أسرار الليلة الأخيرة للإرهاب في حمص
بعد مرور أكثر من أسبوعين على اتفاق حمص القديمة، كشفت صحيفة الأخبار في تقرير لها تفاصيل رضوخ المجموعات الإرهابية «للتسوية»، و«العملية الاستباقية» التي نفّذها الجيش السوري.
ويكشف أحد القادة الميدانيين عن عملية استباقية نفّذتها وحدات من الجيش العربي السوري ضد الإرهابيين في شارع الرجوب في حيّ الحميدية في آذار الماضي والتي أجبرت قادة الإرهابيين على ضرورة إبرام اتفاق لخروج آمن من الأحياء.
وفي تفاصيل هذه العملية، يشير المصدر الأمني إلى أنّ «قادة المسلحين من جبهة النصرة الإرهابية خطّطوا على مدى أشهر لعملية تتضمن اقتحام سيارة مليئة بالمتفجرات، يقودها انتحاريون بهدف فتح ثغرة العوائق الموجودة قرب مبنى سيتي سنتر في حي الحميدية، ومن ثم تتحرّك آلية محملة بالمتفجرات لتقتحم المبنى الضخم وتدمره، وهذا المبنى يعدّ العائق الأكبر أمام المسلحين والخط الدفاعي للجيش.
وفي موازاة ذلك، تبدأ المجموعات المسلحة بشكل منظم بشنّ هجوم باتجاه الحميدية ودوار الرئيس، وفي الوقت نفسه، تتحرك مجموعات أخرى باتجاه مسجد خالد بن الوليد في حيّ الخالدية لإحداث خرق والسيطرة على كامل الأحياء. وجرى الاستعداد للهجوم فوق الأرض، وتحت الأرض عبر الأنفاق المتشعبة.
وبناء على عمل استخباري للجيش السوري وحزب الله، بحسب الصحيفة، كُشف هذا المخطط، وبدأ الإعداد لضربة استباقية «عبر نصب كمائن وزرع عبوات، ووضع سواتر على الطرق التي كانت ستمرّ عبرها الآليتان اللتان تمّ رصد تفخيخهما».
وتضيف الصحيفة “أنه بعد إنهاء عملية التفخيخ وحشد المسلحين في الحميدية وعند مدخل حمص القديمة، وأثناء وضع اللمسات الأخيرة على الهجوم واجتماع قيادات الإرهابيين في الشارع نفسه الذي ركنت فيه السيارة المفخخة الأولى سقط صاروخ «بركان» قرب السيارة المفخخة التي انفجرت لينهار المبنى الذي يوجد فيه قياديون أيضاً. ثم فتحت النيران في الجهة الأخرى، حيث مكان وقوف الآلية المفخخة والمجموعات الإرهابية بجانبها. فتمّ استهدافها بصاروخ «ب 10» لتنفجر بالكامل، بعد ساعتين من انفجار الآلية، أُطلق صاروخ «بركان» آخر بالتزامن مع تجمّع المسلحين لسحب جثث رفاقهم، وكانت حصيلة العملية، بحسب ما يروي المصدر، مقتل أكثر من 100 مسلح، بينهم قياديون”.