في ملتقى البعث الحواري.. المقداد: إرادة الشعب تصنع الحاضر والمستقبل
أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن إرادة الشعب السوري هي التي تصنع حاضر ومستقبل سورية وأن الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية انتصار للنهج الذي رسمته لنفسها بعد أكثر من ثلاث سنوات من الصمود في وجه المخطط الذي أراد تخريبها.
وأشار المقداد خلال ملتقى البعث للحوار الذي أقامه فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي بعنوان “الاستحقاق الدستوري والثوابت الوطنية” في مكتبة الأسد بدمشق إلى أن سورية تحمل في تاريخها صفحات ناصعة من الثوابت الوطنية حافظت فيها على سيادتها واستقلالها ومصالح شعبها وعلى أساسها بنت علاقات الصداقة مع الدول.
وتساءل المقداد “لماذا يوجهون رصاصهم إلى سورية ويحاربون الانتخابات الدستورية فيها مدعين بأن الأوضاع لا تسمح بذلك فماذا عن الانتخابات التي جرت قبل أيام في أفغانستان وأعطوها كل الدعم والمباركة في وقت كانت الانتخابات العراقية هدفا لهم” مضيفا: “إنهم يريدون ألا يقال إن سورية تنتخب قائدها”.
وأضاف المقداد أن “الهدف من محاربة الانتخابات في سورية هو خلق حالة من الفراغ” لافتا إلى أنهم بذلك ينكرون بيان جنيف والبند الذي تمسكنا فيه ويقول بالحفاظ على مؤسسات الدولة لأنه لا يتفق مع مصالحهم.
وبين المقداد أن وزارة الخارجية والمغتربين تقوم بجميع الإجراءات اللازمة لإتمام العملية الانتخابية في السفارات السورية التي تمارس عملها في الخارج مؤكدا على المساواة المطلقة بين المرشحين.
ولفت المقداد إلى أن سورية تعرضت لحرب إرهابية همجية لم يشهدها أي جزء آخر من العالم تشابكت مع حجم هائل من التضليل والحملات الإعلامية المعادية لكسر شوكتها عبر ما سموه “ربيعا” كان يطبخ في مطابخ إسرائيل موضحا “أن هذه الحقائق موثقة والارتباط الوثيق بين الإرهابيين والكيان الصهيوني ليس خافيا على احد”.
واعتبر المقداد أن سورية هي الجوهرة في تاج التغيير بهذه المنطقة وكانت القصد في كل ما حدث في المنطقة العربية كما أن الهجوم على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من شمال حلب إلى جنوب سورية وتشريد أهلها كان الهدف منه “القضاء على حق العودة” مشيرا إلى أن الشعوب العربية في تونس ومصر لم تكن تنتظر أن تحكم من قبل حزب النهضة أو الإخوان المسلمين بل إن الكيان الصهيوني وأمريكا ودول الغرب أرادت ذلك.
بدوره أكد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن سورية وصلت إلى اليوم الذي سينظر فيه العالم إلى ولادة سورية الجديدة داعيا إلى التمسك بالقيم التي تربى عليها الشعب السوري بكرامته وأخلاقه القائمة على قداسة الإله وكرامة الإنسان.
وأوضح المفتي حسون أن سورية مستهدفة لأنها بلد المقاومة والحضارة والتاريخ والتعددية وأن الأعداء اتحدوا لإسقاطها وتنفيذ مخططهم وجندوا البعض ليكونوا أداة للقتل والتخريب باسم الإسلام بغية تشويهه وتخريب القيم الأخلاقية والإنسانية التي يحملها.
ودعا المفتي حسون إلى تعليم الجيل الناشئ التمسك بالدستور وثوابته الوطنية، مؤكدا أن سورية تحارب اليوم لأنها مازالت تتمسك بثوابتها ودستورها.
من جانبه أوضح مدير مدرسة الإعداد الحزبي المركزية الدكتور علي دياب مدير الندوة ان الاستحقاق الوطني الذي تعيشه سورية يجسد تمسك كل سوري بدولته وثوابته الوطنية وتصميمه على النصر في خضم الصراع الدائر بين مشروعين الأول عربي ديمقراطي والثاني أمريكي صهيوني استخدمت فيه أدوات الرجعية العربية وإرهابيون استقدموا من جهات الأرض الأربع.
وتركزت مداخلات الحضور على الدور المحوري الكبير الذي لعبته سورية خلال الفترة الماضية انطلاقا من ثوابتها الوطنية والقومية ومكانتها الدينية والقيم الأخلاقية التي امتلكها الشعب السوري مؤكدة ضرورة أن تكون الانتخابات الرئاسية القادمة رسالة تحد لأعداء سورية مطالبين بتمكين العلاقات مع الدول التي ساعدت سورية في محنتها وأهمية إشراكها في مرحلة البناء القادمة.
حضر الندوة عدد من أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث ومن الجبهة الوطنية التقدمية ومحافظ ريف دمشق وأمين فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من رؤساء المنظمات الشعبية والاتحادات والنقابات المهنية وفعاليات دينية وأهلية وشعبية.