الشريط الاخباريعربي

القوات العراقية تحرر مناطق عدة من الإرهاب..وعملية مرتقبة في الموصل

تمكنت القوات الأمنية العراقية من استعادة السيطرة على محافظة صلاح الدين العراقية وتحريرها من إرهابيي تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” وفقا لمصادر إعلامية عراقية.

ونقلت شبكة الإعلام العراقي عن جهاز مكافحة الإرهاب قوله إن “قواتنا المسلحة أعادت السيطرة على مدينة تكريت” بعدما سيطر مسلحو التنظيم الإرهابي المذكور على مصفاة بيجي بالكامل شمال تكريت وفرضوا سيطرتهم على مدينة تكريت بالكامل وحاصروا مبنى المحافظة ومجلسها كما وردت أنباء عن اعتقال محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري”.

وأكد المتحدث الرسمي باسم جهاز مكافحة الإرهاب في العراق صباح النعمان أن اعدادا كبيرة من ارهابيي تنظيم /دولة الاسلام في العراق والشام/ قتلوا بعد استهداف مواقعهم ومطاردتهم عبر سلاح الجو التابع للقوات العراقية شمال تكريت.

وقال النعمان “إن قوات النخبة وبالتنسيق مع طيران الجيش تطارد العصابات الإرهابية في قرى شمال تكريت ” مشيرا إلى أن القوات قتلت اعدادا كبيرة منهم اثناء عمليات المطاردة.

ومع انطلاق معركة تحرير الموصل أكدت مصادر أمنية أن الطيران العراقي قصف معاقل عصابات تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” في الموصل مشيرة إلى أن القوات الجوية العراقية تمكنت من تكبيد العصابات الإرهابية خسائر فادحة من خلال قصفها لمواقعهم في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى.

وأضاف المصدر أن قوات الجيش العراقي دخلت إلى الساحل الأيسر من مدينة الموصل للبدء بعملية تطهير واسعة حيث تسيطر القوات الأمنية بشكل تام على جميع القواعد العسكرية الجوية التابعة لها في الجهة الغربية.

وفي سعيها لمنع توسع انتشار العناصر المتطرفة أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن في حديث لشبكة الإعلام العراقي أن الوزارة وضعت خطة أمنية محكمة لمنع تسلل العصابات الإرهابية إلى مناطق العاصمة مشيرا إلى أن قيادة عمليات بغداد تقدم دور الاسناد للتشكيلات العسكرية خارج العاصمة.

وقال معن “تم وضع خطة أمنية محكمة لمنع المجاميع الإرهابية من التسلل إلى مناطق العاصمة ووفرنا الدعم اللوجستي والذخيرة الكافية لحماية بغداد” داعيا المواطنين إلى عدم تصديق الإشاعات التي تطلقها بعض وسائل الإعلام.

وبعد تمكنهم من الاستيلاء على مدينة الموصل استباح إرهابيو تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” الإرهابي حرمات محافظة نينوى شمال غرب العراق وأقدموا على قتل الأبرياء بمن فيهم الأطفال والنساء ونهب ممتلكات الدوائر الحكومية وتفجير الكنائس والسطو على المصارف كما عملوا على تهريب المجرمين من السجون.

وقالت شبكة الإعلام العراقي في تقرير نشرته أمس على موقعها الالكتروني إن مسلحي التنظيم أصدروا “حكما” بإغلاق جميع محال الحلاقة ومنع تجوال النساء السافرات وإغلاق قاعات ألعاب القوى والقاعات الترفيهية في نينوى عقب يوم واحد من الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها كما قاموا بتفجير كنيسة قيد الإنشاء بعد تفخيخها بعبوات ناسفة في حي الوحدة شرقي مدينة الموصل مركز نينوى.

وتتعرض المحافظات الواقعة شمال العراق منذ ثلاثة أيام لهجمات إرهابية شرسة يشنها تنظيم “دولة الإسلام فى العراق والشام” وتركزت في محافظات نينوى وصلاح الدين واقتربت من كركوك وأدت هذه الهجمات إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين العراقيين.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة في العراق أمس الأول أن أكثر من 500 ألف مدني نزحوا من الموصل والمناطق المحيطة بها جراء المعارك ونتيجة لأعمال التنظيم الإجرامية بحق المدنيين العزل.

وحسب تقرير شبكة الإعلام العراقي دفعت الأعمال الاجرامية التي يقوم بها التنظيم ضد المدنيين والمنشآت العامة والدينية وحدات القيادا ت العسكرية إلى توحيد مواقفها في خطوة تسبق معركة تحرير الموصل مركز محافظة نينوى التي يتوقع أن تتم خلال الأيام المقبلة لتخليصها من وطأة التنظيم الإرهابي كما سارعت اللجنة الوزارية التي شكلها مجلس الوزراء العراقي إلى اتخاذ جملة من الإجراءات والقرارات التي اعتبرتها ضرورية لمواجهة الأزمة وتحرير المحافظة داعية المدنيين في نينوى إلى الابتعاد عن مراكز تواجد الارهابيين في الدوائر والمؤسسات الحكومية وغيرها لأنها ستكون هدفا لضربات القوات المسلحة.

من جهتها أوضحت وزارة الدفاع العراقية في بيان أن ما حدث من تداع في أداء الوحدات العسكرية في الموصل ليس نهاية المطاف وأن الكثير من المواقع والمدن احتلت سابقا في العراق أو في بلدان أخرى ووقعت بيد العصابات الإرهابية وقد تم تحريرها واستعادتها من قبل القوات الأمنية والمواطنين الشرفاء المدافعين عن العراق وأهله وان العبرة بالخواتيم.

وفي إطار الإجراءات الرامية إلى إعادة التوازن للقوات المسلحة العراقية وتوحيد جهودها تمهيدا لخوض معركة تحرير الموصل كشفت اللجنة الامنية في مجلس محافظة كركوك المحاذية لنينوى عن تشكيل قيادة مشتركة في مقر القيادة 12 التابع لعمليات دجلة في كيوان شمال غرب المحافظة نافية الأنباء عن انسحاب قوات الفرقة 12 من مقر قيادتها.

وأوضح نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية اسكندر وتوت أن وزارة الدفاع العراقية بدأت بحشد صفوفها للتوجه إلى الموصل مضيفا أنه سيتم استخدام اسلحة متطورة وطائرات للقضاء على مجاميع التنظيم الإرهابي في المدينة.

واستجابة للوضع القائم أعلنت عشائر العراق “النفير العام” ضد عناصر التنظيم الارهابي المذكور واستعداد أبنائها للدفاع عن أمن البلاد واستقراره وأصدرت بيانا تضمن دعم القوات المسلحة التي تعمل على توفير الأمن للمواطن العراقي بجميع المحافظات من خلال تهيئة عدد من المتطوعين للقتال ضد التنظيم الإرهابي في أي بقعة من العراق للحفاظ على ترابه.

وأعلن مجلس شيوخ نينوى عن البدء بتشكيل صحوات في مناطق البعاج والقيارة والمحلبية لمجابهة المد الإرهابي في مدينتهم.

من جانبه أوضح رئيس مجلس محافظة بابل رعد الجبوري خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع محافظ بابل صادق مدلول أمس الأول أن الحكومة المحلية قررت إعلان حالة التأهب القصوى والاستنفار الأمني في جميع انحاء المحافظة على خلفية التطورات الامنية الاخيرة في البلاد وفتحت باب التطوع في الجيش والأجهزة الأمنية بغض النظر عن العمر والتحصيل الدراسي.

إلى ذلك أعلنت مديرية شرطة واسط أن أكثر من خمسة آلاف مدني لبوا دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي للتطوع وحمل السلاح للقتال مع القوات الأمنية ضد عناصر التنظيم الإرهابي في محافظة نينوى مشيرة إلى أنها اتخذت مركز تدريب مشاة الكوت مركزا لتسجيل الراغبين بالتطوع.

وأوضح مدير عام الشرطة اللواء رائد شاكر جودت أن إقبال المدنيين على التطوع جاء تلبية لنداء رئيس الحكومة لطرد المجاميع التكفيرية من مدينة الموصل منوها بأن التطوع لن يكون بصفة تعيين دائم على ملاك المديرية وانما من باب المشاركة الوطنية باسناد القوات الأمنية التي تتصدى لقوى الإرهاب.

في غضون ذلك أكدت الحكومة المحلية وقوى سياسية والقيادات الأمنية في محافظة ذي قار جاهزية القوات الأمنية لمواجهة الهجمات الإرهابية المحتملة وضرورة التعبئة الشعبية باتجاه المساهمة الفاعلة والتصدي للهجوم الذي تتعرض له محافظة نينوى والرمادي وبعض المناطق الساخنة.

في السياق نفسه نظمت دائرة شؤون العشائر في محافظة واسط مؤتمرا عشائريا شارك فيه 400 شيخ عشيرة وقبيلة لدعم القوات الأمنية ومساندة قرارات مجلس الوزراء حول الوضع الأمني في الموصل.

وكانت إدارة بابل التنفيذية والتشريعية أعلنت أمس الأول حالة الطوارئ والاستنفار الأمني الشديد في كافة مؤسساتها وتطوع 19 عشيرة في المحافظة لتحرير الموصل وديالى من التنظيم الإرهابي.

من جهتهم حذر مراقبون من أن العراق يتعرض لمؤامرة إقليمية كبيرة تهدف إلى إثارة وتغذية دوامة الفتنة تمهيدا لتقسيمه وتمزيق أوصاله من خلال تقديم الدعم لعصابات التنظيم المتحالفة مع تشكيلات أخرى عاثت في الأرض فسادا واستهدفت جميع العراقيين دون استثناء في إشارة إلى مشيخة قطر ونظام آل سعود وحكومة رجب طيب أردوغان مبينين أن الدول الداعمة لن تسلم من شرور هذه الجماعات الضالة وستطالها نيران جرائمها قريبا.

وقال عضو ائتلاف دولة القانون النيابية كمال الساعدي أن هناك مخابرات إقليمية ودولية تقف وراء احتلال مدينة الموصل فضلاً عن الدعم الداخلي الذي وفر المعلومات فيما طالب النائب عن دولة القانون ابراهيم الركابي العراقيين بالعمل على تفويت الفرصة وإفشال مخططات هذه الدول التي تسعى إلى تمزيق وحدة البلد داعيا العراقيين إلى الالتزام بموقف موحد ضد الإرهاب وداعميه من الخارج والداخل.

بدوره دعا النائب عن كتلة الأحرار حاكم الزاملي “الكتل السياسية إلى تسخير كل امكاناتها صوب التحدي الذي يواجهه العراق والتصدي للإرهاب والقضاء على الخطر القادم من الدول الإقليمية التي تسعى إلى تمزيق وحدة العراق من خلال تسهيل دخول الإرهابيين عبر حدودها وتجهيزهم بالسلاح وآلة الموت لقتل الأبرياء من الأطياف كافة”.

وشدد الزاملي على أن دول الإقليم متورطة بشكل واضح في حملتها لتمزيق وحدة العراق عبر الدعم السخي للارهاب الذي لم يفرق بين أحد من المكونات العراقية مشيرا إلى أن الجميع ملزم بالوقوف صفا واحدا للدفاع عن الوطن والنهوض بموقف شجاع وقوي من خلال دعم القوات المسلحة والعشائر العراقية في تصديها لعصابات التنظيم ومن لف لفها من ضعاف النفوس الذين باعوا شرفهم ووطنهم لأجل مصالح زائلة.

كما أكد النائب عن كتلة الفضيلة حسين المرعبي أن عملية بناء الدولة تعتمد على عدة خطوات منها توحيد الصف وضمان حقوق الكتل السياسية ومشاركة الجميع في صناعة القرارات السياسية مشيرا إلى أن التوجه الديمقراطي في العراق أثار حفيظة دول مجاورة ما جعلها تتخبط وتلجأ إلى دعم الإرهاب وإثارة الفتنة من أجل تخريب العملية السياسية برمتها.

ولاقت الهجمة الإرهابية التي تعرضت لها الموصل من قبل تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” الإرهابي ردود أفعال واسعة تمثلت بتوالي بيانات الإدانة والاستنكارات لأعماله الإجرامية مع إعلان الاستعداد لدعم الحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب.

البعث ميديا –سانا