أوباما.. «ضـد».. و «مـع».. الإرهاب!!!
أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في موقف متناقض يعكس ازدواجية المعايير التي تتبعها الإدارة الأمريكية في ملف مكافحة الإرهاب عزمه تقديم المساعدة للحكومة العراقية في مواجهة العصابات الإرهابية شمال العراق في الوقت الذي أعلن فيه استمرار تقديم الدعم لهؤلاء الإرهابيين في سورية.
وأشار أوباما في مؤتمر صحفي خصصه للوضع في العراق أمس إلى أن بلاده “سترسل 300 مستشار عسكري أمريكي إلى بغداد لتقييم كيفية تقديم أفضل مساعدة وحتى يكون لديها صورة أفضل عن مجريات الأمور وستزيد من دعمها للقوى الأمنية العراقية وستنشئ مراكز عمليات مشتركة في بغداد وشمال العراق لتبادل المعلومات الاستخباراتية”.
وأعلن أوباما أن القوات الأمريكية لن تعود إلى القتال في العراق لكنه قال إننا “قمنا بزيادة وجود قطعنا العسكرية في المنطقة لنكون جاهزين لاتخاذ إجراءات عسكرية دقيقة ولنقرر فيما إذا كان الوضع على الأرض يتطلب تدخلا عسكريا محددا وواضح الهدف من قبل الولايات المتحدة أم لا”.
واعترف أوباما أن ما تقوم به الولايات المتحدة في العراق هو من أجل حماية أمنها القومي وأمن شعبها لأن تنظيم /دولة العراق والشام/ الإرهابي يشكل مصدر تهديد لمصالح واشنطن في المنطقة ولمصالح حلفائها.
ودعا أوباما القوى والأطراف في العراق إلى “الشراكة والتعاون وتشكيل حكومة جديدة للبدء بحوار حقيقي كفيل بتمثيل مصالح جميع العراقيين ونبذ الخلافات الجانبية وتحقيق طموحاتهم عبر العملية السلمية بدلا من العنف” لافتا إلى أن وزير خارجيته جون كيري سيزور المنطقة للتشاور وقيادة الجهود الدبلوماسية من أجل دعم استقرار العراق.
كما دعا أوباما الدول المجاورة للعراق إلى المحافظة على سيادته وضمان عدم جره إلى حرب أهلية تحوله إلى ملجأ آمن للإرهابيين لافتا إلى أن واشنطن لن تأخذ أي خيارات عسكرية من أجل مساعدة فئة ضد أخرى كما انها لن تقود أي حل عسكري بل هناك حاجة ملحة إلى عملية سياسية شاملة تمكن القوات العسكرية والأمنية من التصدي لتنظيم /دولة العراق والشام/ الارهابي.
واعتبر أوباما أن “رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وغيره من القيادات أمام اختبار تجاوز انعدام الثقة والانقسام الكبير لأن مصير العراق على المحك”.
ورغم اعترافه بأن هناك المئات من الأوروبيين والأمريكيين التحقوا بالمجموعات الإرهابية في سورية وهم يشكلون خطرا على أمن بلدانهم ومواطنيها في حال عودتهم إلا أن أوباما عاد وقسم هؤلاء الإرهابيين وفقا لولاءاتهم فأطلق صفة “المعتدلين” على الإرهابيين الموالين لسياسات حكومته في سورية وتعهد باستمرار تقديم الدعم لهم رغم أن جرائمهم هي نسخة مطابقة لجرائم من تعهد بمواجهتهم في العراق.
وعمد أوباما مجددا إلى اتباع سياسة تضليل الرأي العام عندما حاول تحسين صورة الإرهابيين الذين يقدم الدعم لهم في سورية معتبرا أن من يقومون بقصف الأحياء والمدن والقرى السورية وإرسال السيارات المفخخة إليها وتدمير المصانع والمشافي والمدارس هم “طلبة جامعيون ومعلمون وصيادلة ومزارعون”.
البعث ميديا -سانا