دولي

تلميع الإرهاب في مكاتب “بي بي سي”: «داعش» الرحيمة!!

لم تعد القضية سرا. الإعلام الغربي تولى مهمة “تلميع الإرهاب” منذ بداية الحرب ضد سورية. قدّم الإجرام على أنه “طلب حرية” وعرف المجازر على أنها “دفاع عن النفس”.

 المشهد يتكرر في العراق الآن. عملية التلميع ذاتها تتكرر، وهيئة الإذاعة البريطانية هي “مختبر التلميع”. في تقرير لها نشر اليوم، تحولت “الموصل” التي اجتاحها إرهابيو داعش وقاموا فيها بعمليات الذبح والقتل الشعوائي، إلى “الجنة” في التوصيفات والعبارات التي أوردها مراسل البي بي سي جيم موير الذي يعمل من مكتب الهيئة في بيروت!! يقول المراسل: “تحافظ داعش (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) على حالة من الهدوء في الموصل، ثانية كبريات المدن العراقية، التي تحكمها في الوقت الحالي مع إظهار قدر كبير نسبيا من الرفق بسكان المدينة”.

 صورة الخبر اختيرت بعناية. سيدة عراقية مبتسمة وعيون براقة. هل الصورة من الموصل؟ ليس مؤكدا. لكن التعليق الذي أورده المراسل تحت الصورة هو: “لم تفرض “داعش” على النساء في الموصل ارتداء الحجاب، ولكن أغلبهن يرتدينه بالفعل”!! في أي زمن يعيش “جيم”..؟ من الواضح أن “جيم” كتب التقرير من على كرسي مكتبه في أحد فنادق بيروت. حيث صوت رصاص القتل الذي تطلقه “داعش” على المدنيين، وصليات نار الإعدامات الجماعية بحق الأهالي لم تصل إلى بيروت.

 صور الإعدامات لطلاب كلية القوى الجوية العراقية التي تفاخرت بها “داعش” ذاتها لترهيب من تبقى من العراقيين في نينوى والموصل، لم تستوقف مراسل البي بي سي، بينما استوقفه الأمر “المصيري” الأكبر، لاصقا العبارة بـ”بعض السكان”، عن أن “نقاط تفتيش عدة وحواجز خرسانية كانت تعيق السير في المدينة أثناء وجود القوات الحكومية، وهو الأمر الذي اختلف بعد دخول داعش، إذ أزيلت جميعها مما جعل السير في المدينة أسهل من ذي قبل… كما اختفت الهجمات التفجيرية وحوادث إطلاق النار المتكررة التي كان المواطنون يتعرضون لها… وتشير عودة التدفق المروري إلى الطريق السريع من وإلى المدينة إلى عودة الأمور إلى طبيعتها.. ويبدو أن السيارات التي تدخل إلى الموصل أصبحت أكثر من المركبات التي تغادر المدينة بالإضافة إلى أن السيارات التي تغادر المدينة لم تعتد مكتظة باللاجئين البائسين”.

 مراسل أم “شرطي مرور”؟ لا يتوقف التلميع البريطاني لداعش هنا.. حيث يقتبس تقرير البي بي سي عن “أحد الأشخاص” (مرة أخرى).. الذي قال “الناس خائفون من أن يحاول الجيش القتال لاستعادة المدينة. ونحن خائفون من القصف والقذائف الجوية”. بات الجيش العراقي في إعلام البي بي سي هو مصدر الخطر… ألا تبدو الفكرة مألوقة..!!! يتوقف جيم، تمجيدا “للموضوعية والحيادية والإعلام المحترف” بعبارة واحدة قصيرة وسريعة: “رغم ذلك، أشار البعض إلى أن المسلحين دمروا بعض رموز التراث الإنساني القيمة بالمدينة”!، ويتابع، تمجيدا للموضوعية والحيادية والإعلام المحترف أيضا، أن “الحياة تسير بشكل طبيعي في شوارع الموصل حتى بعد سيطرة “داعش” عليها. وأجمع من تحدثت معهم على أن مسلحي “داعش” لا يضايقونهم في شيء”. أي “داعش” بريطانية “رحيمة” هذه؟!!