رياضة

ما هو مصير نجوم الرياضة السورية؟

على شاطئ اللاذقية، في مشهد يبدو للوهلة الأولى “عادياً”… مجموعة من الرجال من شرائح عمرية مختلفة يلعبون الكرة الطائرة. ربما لا يستوقف المشهد أي شخص عابر. لكن حين تقترب أكثر، وتتعرف على المجموعة تفاجئ بأنها تضم عددا من كبار اللاعبين السوريين ممن كانوا “نجوم” منتخبات وطنية. أسماء لا يعرفها الجيل الجديد. بعد خروجها من المنتخبات غابت واختفت، حتى عن الشاشات.

لماذا…..؟!

لماذا كوادرنا الرياضية تختفي في وقت نحن بأمس الحاجة لها في جميع المجالات والألعاب الرياضية.

كلنا نرى ماذا يحصل في الخارج مع أي لاعب أو مدرب أو إداري رياضي، فخبرتهم الكبيرة تساعد على التطور في جميع المجالات وكافة الأعمار.

هناك أمثلة عديدة ومختلفة عن موضوعنا، فاللاعب في أوروبا يقضي عمره بالرياضة  والتدريب وكسب الخبرات من مدربيه وبعد اعتزاله يُستفاد من خبرته الطويلة للأجيال الصاعدة.

ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد…..إلخ، هؤلاء هم عظماء كرة القدم عبر التاريخ لأنهم لايفرطون بكوادرهم الرياضية من لاعبين ومدربين وإداريين. «ريال مدريد» أستقدم الموسم قبل الماضي لاعبه الفرنسي الدولي السابق “زين الدين زيدان” ووضعه في الطاقم الفني للفريق، ليصبح في الموسم الماضي مساعد المدرب في الفريق الأول ثم يستلم تدريب الفريق الرديف لإضافة الخبرات التي أكتسبها في مشواره الطويل، ومع بداية هذا الموسم رأينا كيف عملت إدارة النادي على استقدام القائد السابق للفريق “فرناندو هييرو” وتسليمه مهمة مساعد المدرب، وإصرارهم أيضاً على استعادة «أيقونة» الفريق وروحه “راؤول كونزاليس” ليشارك في المهام الفنية للفريق الأول، أما نادي برشلونة الذي حقق أمور لا تصدق في المواسم الأخيرة ووصفه الجميع بأنه أحد أفضل الفرق على مر العصور كان مدربه “بيب غوارديولا” ابن النادي وأحد خريجي أكاديمية برشلونة.

حتى المنتخبات العالمية في مختلف الرياضات كلها تعتمد على خبرات لاعبيها السابقين كما لاحظنا بكأس العالم، منتخب هولندا ووجود المدرب المخضرم “لويس فان غال” كان مساعده اللاعب الدولي المميز السابق “باتريك كلويفرت”.

أما في سورية لا نرى أي شي تحدثنا عنه، اللاعب ينسى فور اعتزاله اللعبة، لا إعلام يعطيه حقه ولا إدارات تستقدم الخبرات السابقة.

هل هي مشكلة الاتحاد الرياضي، أم مشكلة إعلام..؟ لماذا لا يتم تطوير الخبرات ومراكمتها لإنتاج مدربين وطنيين في مختلف الرياضات، فلا تتكرر مشكلة التعاقد مع المدربين الأجانب. سورية لا تفتقد للمواهب والإمكانيات، لكنها ربما تفتقد لإدارة الموارد البشرية الرياضية.

البعث ميديا | ماهر سليمان