روحاني: الغرب يعتمد سياسة الكيل بمكيالين تجاه الإرهاب في سورية والمنطقة
انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني بعض الدول الأوروبية وأمريكا لاعتمادها سياسة الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة تجاه ظاهرة الإرهاب في المنطقة مشيرا إلى أن بعض الدول الغربية كانت تقدم الدعم للتنظيمات الإرهابية التي ارتكبت مجازر إرهابية ضد الشعب السوري في حين أنها اليوم تعتمد موقفا يتباين مع الموقف الأول لأن مصالحها تعرضت للخطر والتهديد.
وقال روحاني خلال استقباله اليوم وزير خارجية فنلندا ايريكي توامي اويا الذي يزور طهران حاليا “إن العنف والإرهاب يعتبران من المشاكل التي تشهدها المنطقة والعالم وأن إيران تدين الإرهاب في أي منطقة وأي مكان وذلك لأنها تولي اهتماما بالغا لأرواح الأبرياء العزل التي تزهق بسبب هذه الظاهرة المشؤومة” مشيرا إلى أن شعوب المنطقة ترحب بالاتحادات التي تعمل على حفظ استقلالها وتقف أمام الضغوط التي تمارسها القوى الكبرى وعلى رأسها أميركا.
وأعرب روحاني عن بالغ قلقه لتردي الأوضاع وانعدام الأمن والاستقرار في المنطقة وأوروبا في الوقت الحالي مشددا على أن حل المعضلات والمشاكل والخلافات بين الدول يكمن في عدم اللجوء إلى الخيارات العسكرية وأن بلاده على استعداد للتعاون مع فنلندا والاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب ومساعدة المشردين نتيجة الحروب.
من جهة أخرى أكد روحاني أن إيران ستواصل المفاوضات بحسن نية في حال عملت مجموعة الخمسة زائد واحد على بناء الثقة واعتمدت الشفافية في إطار القوانين الدولية مبينا أن إيران تعتمد في المفاوضات النووية مع الفريق الدولي صيغة الربح ربح وأن الحكومة الإيرانية بذلت جهودها لإجراء مفاوضات جادة و بناءة مع هذه المجموعة.
وأضاف روحاني “نحن مستعدون لمواصلة المفاوضات من اجل التوصل إلى اتفاق نهائي وإذا كان هدف السداسية الدولية من ممارسة الضغوط على إيران عدم الحد من تقدمها العلمي والتقني فإنه يمكننا أن نفسح المجال للتوصل إلى الاتفاق بين الطرفين” مشددا على أن بلاده لن تتفاوض أبدا بشأن قدراتها الدفاعية والصاروخية وأن ملف التطور العلمي وحقوق الشعب الإيراني خط أحمر ولن تتراجع طهران عنها.
وبين روحاني أن إيران لن تقبل بأي تمييز خلافا للقوانين الدولية وتدعو إلى استيفاء حقوقها المشروعة دون أي نقص كما هو شأن الدول الأخرى الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشيرا إلى أن مبدأ “خسارة خسارة” إنما هو نتيجة الحظر الذي كان قائما حتى اليوم آملا أن تبذل فنلندا بإعتبارها إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي جهودها لإنهاء هذا النهج للتوصل إلى اتفاق نهائي وعادل.
وأوضح روحاني أن الحظر الأحادي الجانب يعتبر مخالفا للقوانين الدولية ويضر بمصالح إيران والاتحاد الأوروبي معتبرا أن التفاف الدول على الحظر الظالم أمرا جيدا ولذا فإن طهران ستلتف على هذا الحظر أيضا.
ورأى الرئيس الإيراني أن عهد ممارسة الضغوط على الدول من خلال الحظر قد ولى دون رجعة مؤكدا أن إيران كانت منذ البداية مستعدة للمفاوضات وجلست حول مائدة المفاوضات وتوصلت إلى تفاهم جيد مع الدول الأوروبية إلا أن أمريكا عادت وطرحت مرة أخرى مسألة الحظر والذي يعتبر قرارا غير صائب.
وكان روحاني أكد في وقت سابق أن العقوبات الأمريكية الجديدة التى فرضت على شركات ومؤسسات مرتبطة بملف إيران النووي لا تتلاءم مع أجواء المفاوضات وتتعارض مع إجراءات بناء الثقة واصفا هذه العقوبات بأنها غير قانونية وتمثل اعتداء على حقوق الشعب الإيراني وبأنها جريمة ضد الإنسانية.
من جهته أكد وزير الخارجية الفنلندي معارضة بلاده لإرسال الأسلحة إلى التنظيمات الإرهابية في سورية موضحا أن الدول الأوروبية توصلت إلى ضرورة إرسال هذه المعدات العسكرية إلى العراق من أجل تعزيز قوته واستقراره وأمنه ولمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية الإجرامية.
وأعرب الوزير الفنلندي عن قلقه لاتساع نطاق العنف والمجازر التي يشهدها العراق في الوقت الحاضر منبها إلى أن نشاط إرهابيي “داعش” يشكل تهديدا لأمن المنطقة والاستقرار العالمي أيضا.
وأشار إلى أن العلاقات بين بلاده وإيران دخلت مرحلة جديدة من التعاون في إطار الاتحاد الأوروبي وطهران معربا عن ارتياحه للمفاوضات النووية التي جرت بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد و دعم بلاده لهذه المفاوضات حتى التوصل إلى الاتفاق النهائي في الموعد المقرر.
وكان اويا دعا خلال لقائه مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في وقت سابق اليوم إلى وضع حد للعنف في المنطقة والعراق والتعاون بين البلدين وأوروبا في مجال مكافحة الإرهاب مشددا على ضرورة دعم العراق في محاربة الإرهاب.