line1دولي

خطة أوباما….؟!!

أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطته لمواجهة تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي مشيرا إلى أن قواته ستوسع الغارات التي تشنها في العراق منذ شهر ضد التنظيم عبر حملات جوية مكثفة إضافة إلى إرسال عدد من الجنود لمساعدة العراقيين دون مهمات قتالية مبينا أنه سيتم استهداف التنظيم في أي مكان ولن يتردد بضربه في سورية والعراق.

وقال أوباما في كلمة شرح فيها استراتيجيته لمواجهة تنظيم “داعش”: إن “هذا التنظيم يمثل خطرا لسكان سورية والعراق ولسكان الشرق الأوسط بمن فيهم الموظفون الأمريكيون في تلك البلدان وإذا فتح المجال لهذا التنظيم فإنه سينقل مخاطره إلى خارج الشرق الأوسط”.

واعتبر أوباما أن عناصر تنظيم “داعش” قد يهددون الولايات المتحدة وحلفاءها مشيرا إلى أن هناك المئات من الأوروبيين والامريكيين والأجانب الذين انضموا إلى التنظيم في سورية والعراق وأن هؤلاء قد يحاولون العودة إلى بلدانهم الأصلية لشن هجمات داخلها وأن الكثيرين من الأمريكيين قلقون إزاء هذه التهديدات.

وعرض أوباما أربعة عناصر تتضمنها خطته لمواجهة تنظيم “داعش” قائلا:

أولا – “سننفذ حملة منهجية من الغارات الجوية وسنوسع حملتنا كي تتجاوز المساعدات الإنسانية.. فإن حملتنا ستستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أينما كانوا وهذا يعني أنني لن أتردد في توجيه ضربات إلى التنظيم داخل سورية وليس العراق فقط فهؤلاء لن يجدوا مكانا آمنا في أي مكان”.

وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أكد في مؤتمر صحفي في الخامس والعشرين من الشهر الماضي أن من يرغب بمكافحة الإرهاب عليه التنسيق مع الحكومة السورية وأي شيء خارج عن ذلك هو عدوان مشيراً إلى أن الغارات الجوية لن تقضي وحدها على تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” ولابد أولا من تجفيف منابع الإرهاب والتزام دول الجوار بضبط حدودها وتبادل المعلومات الأمنية مع الحكومة السورية ووقف التمويل والتسليح.

وقال المعلم: الجدية في مكافحة الإرهاب ليس بالعدوان على سيادة الآخرين بل بالعمل السياسي الجاد من أجل تجفيف منابعه ثم بالتعاون مع الحكومة السورية لأننا أعلم من الآخرين بما يجري على أراضينا ثم بالعمل الدولي المشترك لمكافحة الإرهاب.

ثانيا – “سنزيد من دعمنا للقوات البرية التي تقاتل هؤلاء المقاتلين وقد أرسلت مستشارين لتقييم أفضل الطرق لدعم القوات العراقية وهذه الفرق أكملت عملها وسنرسل 470 خبيرا آخر إلى العراق وهؤلاء لن يقودوا القتال على الأرض ولكن هناك حاجة لهم لدعم القوات الكردية والعراقية في التدريب والتجهيز بمعدات واليوم أطلب من الكونغرس مرة أخرى أن يسمح لنا بمزيد من الموارد لتجهيز القوات البرية لحلفائنا على الأرض وفي سورية يجب أن ندعم “المعارضة المسلحة المعتدلة”.

ثالثا – “سنواصل الاستفادة من قدراتنا في مكافحة الإرهاب للحيلولة دون وقوع هجمات من تنظيم الدولة الإسلامية وسنمنع مصادر التمويل من توصيل المال إليها وسنحاول منع المقاتلين الأجانب من الانضمام إلى التنظيم وفي خلال أسبوعين سأترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي لدراسة هذه الموضوعات”.

رابعا – “سنواصل تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء الذين نزحوا بسبب هذا القتال..”.

وتظهر واشنطن عبر مواقفها وسياساتها المتناقضة عدم جديتها في محاربة الإرهاب إذ تعلن الحرب على جزء منه وتدعو لتسليح جزء آخر كما فعل الرئيس الأمريكي اليوم عندما طلب موافقة الكونغرس على تسليح من يسميهم “المعارضون السوريون المعتدلون” الذين لا يقل إجرامهم عن أفعال إرهابيي “داعش”.

وشكلت سياسة واشنطن الراعية للإرهاب في المنطقة وخاصة تجاه سورية عقبة أساسية أمام إيجاد حلول واضحة لحل أزمات المنطقة إذ أن واشنطن كانت تقول من جهة أنها تريد حلا ومن جهة أخرى كانت تصدر القرارات والتعليمات وتأمر مخابراتها بإيصال السلاح والمال للإرهابيين الذين يقاتلون في سورية ويتسللون من تركيا والأردن ولبنان بجنسياتهم المتعددة لنشر الفوضى والإرهاب والقتل.