الشريط الاخباريسورية

المفتي حسون من روسيا: إننا نقاتل الإرهاب الدولي نيابة عن العالم

أكد سماحة مفتي الجمهورية العربية السورية أن السوريين يقاتلون الإرهاب الدولي نيابة عن العالم، وذلك خلال زيارته لغبطة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا الذي جدد وقوف الكنيسة الروسية الأرثوذكسية والشعب الروسي بأسره إلى جانب سورية في تصديها لقوى التطرف والإرهاب الدوليين.

وقال البطريرك كيريل خلال لقائه سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون في موسكو إن موقف الكنيسة الروسية الأرثوذكسية والدولة الروسية من الأزمة في سورية “يقوم على أن تدخل القوى الخارجية في الشأن السوري أدى إلى تدمير الحياة السلمية فيها حيث جرى توجيه أموال طائلة من أجل تغيير النظام الشرعي فيها وشارك في هذه الحرب كل من كان يرغب في ذلك بمن فيهم أعتى القوى الظلامية المتطرفة التي استطاعت تنظيم قوة خطرة جدا تسمى تنظيم “داعش” والذي يقوم بتهديم الحياة في سورية والعراق ويشكل تهديدا واقعيا للسلم في هذه المنطقة”.

وشدد البطريرك كيريل على أهمية بقاء سورية دولة موحدة في ضوء ما يحدث اليوم وعلى حفاظ الشعب السوري على موقفه في مواصلة نضاله من أجل حماية استقلاله، معربا عن تضامنه مع نضال الشعب السوري وعن أمله بانتهاء الأزمة في سورية في القريب العاجل وأن يحل السلام “الوطيد” على أرضها.

بدوره عبر المفتي حسون عن شكر الشعب السوري لغبطة البطريرك لافتا إلى أن المساعدات الإنسانية المرسلة من قبل الكنيسة الأرثوذكسية إلى سورية كان لها وقع طيب لدى الشعب السوري في الوقت الذي كانت تروج بعض وسائل الإعلام “لوجود صراعات مذهبية وطائفية في سورية”.

وأكد المفتي حسون أهمية الدعوة لعقد منتدى حوار الأديان والذي سبق وأقيم في موسكو قبل سبع سنوات لأن ما بدأ في سورية والعراق سيتمدد إلى أوكرانيا وإلى بعض البلدان المحيطة بروسيا.4

من جانب آخر بحث سماحة المفتي مع رئيس الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية سيرغي ستيباشين قضايا التعاون بين الجمعية والهيئات الدينية في سورية.

وأكد ستيباشين خلال اللقاء ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والتقني بين روسيا وسورية ورفعه إلى مستويات أعلى مشيرا إلى أهمية تنشيط عمل اللجنة الحكومية المشتركة الدائمة بين البلدين ليتناسب مع عمق أواصر الصداقة بين شعبي البلدين وكذلك إلى قرار الجمعية حول ضرورة بذل المزيد من الجهود لمواصلة إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري.

وجدد ستيباشين التأكيد على الموقف الروسي الداعم للحكومة الشرعية في سورية والمتمثل بتوحيد الجهود لمحاربة الإرهاب معربا عن ثقته بأن النصر سيكون حليف سورية.

وأوضح حسون أن بعض الأنظمة العربية تستهدف سورية بإسلامها ومسيحيتها لأنها تتمتع بفكر متحرر دون تمييز بين أبنائها مؤكدا أن المسلمين والمسيحيين هم أصحاب إيمان مشترك وأن القداسة للإله الواحد والتكريم للإنسان.

من جانبه قدم السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد الشكر الكبير لروسيا على موقفها المشرف الذي يستند إلى مبادئ الشرعية الدولية والعدالة الإنسانية وإلى ستيباشين على مواقفه والمساعدات الإنسانية التي ترسلها الجمعية بشكل دوري إلى سورية.

وفي سياق متصل عبر فلاديمير ياكونين رئيس مؤسسة الخطوط الحديدية الروسية رئيس الصندوق الخيري “للقديس أندراوس المدعو أولا” خلال لقائه المفتي حسون عن تعاطف الشعب الروسي مع الشعب السوري في ظروفه الصعبة.1

وأوضح ياكونين أن ما نشهده اليوم هو أن بعض المتطرفين يتسترون بالإسلام فيما هم مجرمون إرهابيون بعيدون كل البعد عن هذا الدين مشددا على أن عملية فضح حقيقتهم وتعريتهم ومحاربتهم مهمة ملحة أمام كل البشر ذوي الإرادة الطيبة.

بدوره، قال المفتي حسون إننا اليوم نقاتل الإرهاب الدولي نيابة عن العالم أجمع موضحا أن سورية بجيشها وشعبها وقيادتها استطاعت بمساعدة الأصدقاء التصدي لهذه الموجة العنيفة من الإرهاب والصمود في وجه كل التهديدات الغربية وقاتلت عشرات المجموعات المتطرفة بما فيها تنظيم “داعش” الإرهابي فيما اليوم تجتمع أكثر من أربعين دولة لتقاتل هذا التنظيم بمفرده.

وأكد حسون أن الدولة السورية هي دولة علمانية ما يجعلها أكثر صلابة وقوة مشيرا إلى الفارق بين الدولة والدين إذ إن الدولة هي علاقة بين البشر والقانون بينما الدين هو علاقة بين الإنسان والله وهذا يجعل مفهوم إقامة دول دينية هدفا لأغراض أخرى فشعار “الدولة الإسلامية” ليس إلا ذريعة لإقامة “دولة يهودية”.

كما شكر السفير حداد ياكونين على المبادرة التي قام بها بدعوة أبناء الشهداء السوريين للراحة والاستجمام في روسيا ما كان له أثر طيب على نفوس أطفالنا وخفف معاناتهم خلال فترة الحرب والعمليات الإرهابية التي يتعرض لها أبناء سورية جراء المؤامرة الكونية التي تضرب سورية.

وكان المفتي حسون بحث مع مفتي موسكو الشيخ نفيع الله عشيروف شؤون التعاون بين مجلسي المفتين في موسكو وسورية والتحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين في العالم جراء سلوك المتطرفين والإرهابيين الذين يتسترون بالدين الإسلامي ويمارسون القتل والإرهاب في شتى دول العالم بما فيها سورية.

واتفق الجانبان على تكثيف الجهود في التعاون مع ممثلي الأديان الأخرى للتمكن من تجاوز تحديات التطرف الديني الذي أصبح وسيلة تستغلها الأطراف السياسية الخارجية لتصعيد التوتر وزعزعة الاستقرار في البلدان الإسلامية وفي العالم.1

يشار إلى أن المفتي حسون يقوم حاليا بزيارة إلى روسيا التقى خلالها العديد من الشخصيات السياسية والدينية ورؤساء أحزاب وجمعيات خيرية روسية.