الشريط الاخباريسلايدسورية

قوس عمليات الجنوب… لماذا «الشيخ مسكين»؟

يضع الجيش العربي السوري الجبهة الجنوبية في سلّم أولوياته، لعدة أسباب أهمها التعاون الوثيق بين المجموعات الإرهابية وقوات الاحتلال الصهيوني واستخباراته العسكرية “أمان”، ووجود غرفة عمليات أوروبية ــ أميركية ــ خليجية ــ أردنية مشتركة في عمّان لتوجيه التنظيمات الإرهابية المسلحة على اختلاف أسمائها بغية والتي يتهدف إلى السيطرة على مناطق سورية بعد فشلهم في تحقيق المنطقة العازلة التركية على الحدود الشمالية.

هنا تبرز أهمية المعركة الجارية في بلدة “الشيخ مسكين” الواقعة على بعد نحو 22 كم عن مدينة درعا. ولم ينتظر الجيش العربي السوري طويلا ليبدأ معركته فيها والجارية منذ أول من أمس.

مع ساعات الفجر الأولى ليوم الاثنين، بدأ الجيش عملية خاطفة لاستعادة سيطرته على الشيخ مسكين وحصار إرهابيي «جبهة النصرة» و«حركة المثنى» و«لواء شهداء اليرموك» و«فرقة الحمزة» وغيرها من الزُمر المحلية.

مصادر عسكرية تحدثت عن أهمية البلدة الإستراتيجية والتكتيكية، حيث تقع على مقربة من طريق دمشق ــ درعا الدولي إلى الغرب منه، ولذلك فهي تعدّ “خطاً أحمر” بالنسبة للجيش العربي السورية إلى جانب نقاط عديدة في الجنوب، بحسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية. واستعادة الشيخ مسكين ستسمح تعني تأمين خطوط طرق الإمداد العسكري لمواقعه على أطراف نوى وداخل مدينة درعا.

وتشير الصحيفة إلى أن الخطوط الحمراء التي ثبّتها الجيش العربي السوري من الغرب إلى الشرق في الجنوب، والتي تبدأ بمدينتي البعث وخان أرنبة وبلدة حضر في القنيطرة وخلفها سعسع وقطنا في ريف دمشق، امتداداً إلى مدينة درعا والشيخ مسكين وخربة غزالة وإزرع والصنمين والمسمية في درعا، تشكّل قوساً حصيناً يحمي خاصرة دمشق الجنوبية.

وتلفت المصادر ذاتها إلى أن “الجيش لن يوقف المعركة قبل تأمين خطوط إمداد قواته وإبعاد خطر الإرهابيين عن المفاصل الإستراتيجية في الجنوب”.

الأنباء الواردة تؤكد أن الجيش العربي السوري بدأ معركة استعادة البلدة، ووحداته تتقدم من عدة محاور، حيث استطاعت الدخول إلى الحي الشمالي والشرقي، مكبّدة الإرهابيين خسائر كبيرة في العدد والعتاد.

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه “الأخبار” نقلا عن مصادرها أن التنظيمات الإرهابية تتعرض لضغوط كبيرة من غرفة العمليات في عمّان وما يسمى «المجلس العسكري»، لتحقيق مكاسب سريعة يمكن استخدامها كأوراق ضغط على الحكومة السورية. ولتحقيق مكاسب من هذا القبيل، وبالتزامن مع هجوم الجيش على الشيخ مسكين، شنّ إرهابيو «لواء شباب السنّة» و«النصرة» هجوماً على الأحياء الخاضعة لسيطرة الدولة السورية في مدينة بصرى الشام صباح أمس، بغية إشغال الجيش وتخفيف الضغط عن الشيخ مسكين. غير أن مصادر اللجان الشعبية في بصرى أكدت لـ«الأخبار» أن «الهجوم أتى بنتائج عكسية وباء بالفشل، وتكبّد المسلحون خسائر كبيرة في الأرواح».

مصادر أمنية متابعة للجبهة الجنوبية تؤكد أن الإرهابيين يشتكون من كثافة المعارك التي يطلب “المجلس العسكري” خوضها، وهم لا يجدون وقتاً للراحة، بعد أن كانت معاركهم في الماضي متباعدة زمنياً.

وتضيف المصادر أنه «في المعارك السابقة، كان الهجوم يتوقّف إذا بلغ عدد القتلى والجرحى عند المجموعات الإرهابية رقماً معيناً”، وما حصل في المعارك الأخيرة مغاير، إذ استمر العملاء في هجماتهم على الرغم من الخسائر الفادحة، “كما أن المكافآت المالية للسيطرة على النقاط ارتفعت في الآونة الأخيرة».

وعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية أخرى أن «الاستخبارات الأردنية والسعودية استغلتا المعارك في الأسبوعين الماضيين لإدخال مئات المسلحين السوريين والأجانب إلى الجنوب، من الذين خضعوا للتدريب على أيدي المدربين الأميركيين في معسكرات عرعر في السعودية».