الشريط الاخباريدوليسلايد

كيف فخخ حزب الله هاتفاً محمولاً داخل مختبرات الوحدة 8200 «الإسرائيليّة»

بعد 15 عاماً كشف كتاب صدر حديثا لأشهر المختّصين “الإسرائيليين” في الشؤون الأمنيّة والإستراتيجيّة عن واحدة من أهم العمليات السرية التي نفذها حزب الله اللبناني، متمثلة بتفجير هاتف محمول في أحد أكثر المراكز الاستخباراتية سرية للكيان الإسرائيلي.

فمنذ ثلاثة عقود دشن الاحتلال الإسرائيلي جهاز «أمان»، الذي يعتبر أكبر الأجهزة الاستخبارية للكيان الإسرائيلي، قسما متخصصا في مجال التجسس الالكتروني، أطلق عليه الوحدة 8200 التي تعتبر من أهم الوحدات الاستخبارية للاحتلال، حيث تتلخص أهدافها، في المساهمة بتقديم رؤية استخبارية متكاملة مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية القائمة على العملاء، معتمدة على الرصد، التنصت، التصوير، والتشويش، ويُنسب للوحدة 8200 عدد من المهمات الخطيرة كما تورد التقارير “الإسرائيلية”، أبرزها: التقاط محادثات هاتفية بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والملك الأردني حسين في العام 1967، قيامها بالتعاون مع الاستخبارات الأميركيّة بتطوير الفيروسات الأميركيّة التي هاجمت الحواسيب في إيران.

وقد اعترف “الإسرائيليون” بانجازات سجلها «حزب الله» في حربه ضد الوحدة 8200، تتمثل بتطوير وسائل ووسائط التنصت على الجيش العدو الإسرائيلي وصولا إلى التشويش الالكتروني واختراق شبكات الاتصالات الإسرائيلية وأنظمة معلومات حساسة تابعة لحكومة الكيان.

وفي كتاب صدر حديثا “لروبين بيرغمان”، الذي يعتبر أحد أشهر المختّصين “الإسرائيليين” في الشؤون الأمنيّة والإستراتيجيّة، يروي الكاتب قصة نجاح حزب الله في تفجير هاتف محمول مفخخ في قلب المختبر السريّ للغاية داخل مقر قيادة الوحدة 8200 ، صاحبة السجل الحافل بالانجازات .

فالعملية التي أطلقت عليها شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» ، اسم «ملف الكرتون» ، عدت كإحدى ابرز نقاط الفشل الذريع الذي مُني به جيش الاحتلال في حربه ضد حزب الله، بحسب الخبراء، وفي تفاصيل العملية حسب رواية الكتاب أن وحدة تابعة للحزب شنت ليل العشرين من شباط 1999 هجوما استهدف قيادة الكتيبة 20 التابعة لجيش لبنان الجنوبي في بلدة جزين، أسفر عن تفجير مبنيين تشغلهما، حيث عثر خلال عمليات التمشيط في المكان على جهاز هاتف محمول ومخزني رصاص خاليين لبندقية كلاشينكوف وفتيل تفجير أصفر اللون طوله 30 سم، حيث تم نقل الهاتف إلى مختبرات الوحدة 8200 بناء لتقرير ضابط الارتباط لجيش الاحتلال الإسرائيلي يومها الجنرال “آفي لازروف”.

وبالفعل تم تنفيذ توصية ضابط الارتباط ، حيث جرى تسليمه إلى رئيس قسم الأهداف في الوحدة 8200، الذي سلمه بدوره إلى رئيس الشعبة المتخصصة بمتابعة حزب الله، والذي أخذه بدوره إلى قيادة الوحدة في وسط الكيان الإسرائيلي.

خبراء الوحدة ، الذين اعتبروا انهم حققوا انجازا بالحصول على الهاتف ، علّقوا آمالا كبيرة على الكنز المكتشف، معتقدين أنهم سيخرجون منه بأرقام هواتف وبيانات تمكنهم من تعزيز الرقابة على الحزب. مهمة أوكلت إلى الضابطين عوديد وعينبار في احد المختبرات داخل المنشأة البالغة الأهمية والسرية في مقر قيادة الوحدة 8200، حيث عمدا الى سؤال المعنيين عما إذا كانت اتبعت وسائل الأمن المتخذة خلال إحضار الجهاز ، دون أن يحصلا على تأكيد بحصول ذلك. وعليه قررا الضابطان المباشرة بتحليل المعطيات المتوافرة على الجهاز ، وبما أن بطارية الجهاز كانت قد فرغت ، عمدا الى وصلها بالشاحن المناسب ، لينفجر عندها الجهاز، تاركا معه صدمة لازمة الوحدة 8200 حتي اليوم.

ويقول الكاتب إن المؤسسة العسكرية والاستخبارية للاحتلال أصيبت بحالة من القلق والارتباك والحيرة، ففرزت طواقم البحث والتقييم والاستخلاص، في الوقت الذي لم يتوقف فيه حزب الله بدوره عن التطور والتطوير بما يتناسب مع حجم التحديات والمواجهة.